الصحة/ نهى مسلم و إبراهيم العمودى
أوصى مشاركون في المؤتمر الثالث لدائرة الصيدلة باعتماد برنامج وزاري يختص بالمضادات الحيوية ,و أن يكون لكل مستشفى خصوصيته في هذا المجال وبما يخدم الاسنراتيجية العامة , بالإضافة إلى اعتماد برنامج الصيدلة السريرية في المستشفيات.
جاء ذلك خلال عقد المؤتمر الثالث لدائرة الصيدلة فى مجمع ناصر الطبى ,و بمشاركة عدد من كوادر وزارة الصحة ومحاضري الجامعات و الاستشاريين و المختصين .
و في كلمته الافتتاحية قال د. منير البرش مدير عام الصيدلة:”أعتقد دائمًا أن خان يونس متميزة في كل المجالات، فهي دائما السباقة في عقد المؤتمرات الطبية والورش العلمية ,مشيرا إلى أن الحصار خيم بكل تفاصيله على قطاعات الحياة و خاصة القطاع الصحي ,والذي حرم من أبسط حقوقه في تقديم الخدمات الصحية من توفير الأدوية و المستهلكات الطبية وإغلاق المعابر أمام المرضى الذين حرموا من احتياجاتهم الضرورية من العلاج ,خاصة احتياجات مرضى السرطان التي تقدر ب 6 مليون دولار، وكذلك حالات الأورام التي حولت من قطاع غزة للأراضي داخل الخط الأخضر و التي تشكل 8 مليون دولار”.
و أشار خلال كلمته إلى أنه تم وضع أنظمة عديدة لتوظيف الصيادلة ، كذلك الاهتمام بمصطلح الأمن الدوائي الذي يهتم بصحة المواطن.
و في كلمة مدير عام مجمع ناصر الطبي د. محمد زقوت قال .”يشهد هذا اليوم تميزًا في محاضراته العلمية، حيث يعتبر هذا اليوم امتداد لأيام علمية سابقة، مؤكدا على أنه لا أحد ينكر تقدم المجمع في الجانب العلمي والفني، كما ويشهد تطورًا في جميع الأقسام، بجانب وجود كفاءات من الأطباء، الأمر الذي يساهم بشكل كبير في تأهيل المجمع ليكون مستشفى تعليمي يمنح البورد الفلسطيني.
الجلسة الأولى
و في جلسته الأولى ,قدم أ.د عبد الرؤوف المناعمة نائب رئيس الجامعة الإسلامية لشئون البحث العلمي والدراسات العليا المحاضرة الأولى عن البكتيريا المعوية كعائلة كبيرة تشتمل على أكثر من 200 صنف من البكتيريا ,مشيرا إلى أنها من أكثر الميكروبات إحداثاً للأمراض في البشر, وتشكل نسبة عالية من العزلات السريرية في المستشفيات,حيث تتميز بقدرتها العالية على تشكيل مقاومة للمضادات الحيوية مما يزيد صعوبة علاج هذه الميكروبات.
و أضاف في السنوات الأخيرة تم إدخال مجموعة رائعة من المضادات الحيوية تعرف بالكاربابنيمات وتعتبر من أوسع المضادات الحيوية طيفاً, بمعنى أنها تقتل العديد من الأنواع الميكروبية.
و أشار إلى التقارير التي أصدرت مؤخرا من مختلف أنحاء العالم تفيد بظهور سلالات بكتيرية من البكتيريا المعوية مقاومة لهذه المجموعة الدوائية , الأمر الذي سبب قلقاً عالمياً.
و في المحاضرة الثانية تحدث د.مازن صافي رئيس قسم المهمات الطبية في مجمع ناصر الطبي و رئيس اللجنة العلمية تحدث عن العوامل التي تؤثر في زيادة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، وطرح العديد من التوصيات , منها البدء في برنامج الإدارة الإشرافية للمضادات الحيوية والذي يرتكز على استخدام المضاد الحيوي المناسب للمرض، وفي الوقت المناسب وبالجرعات المناسبة وبالمدة الزمنية اللازمة للمريض.
و لفت إلى أن سلوك الإنسان في استخدام المضادات الحيوية يعتبر عاملا أساسيا ايجابي أو سلبي .كما تطرق إلى العدوى المكتسبة في المستشفيات، وتأثير الاستخدام السيئ في مجال البيطرة الحيوانية.
د بيان شراب مدير دائرة الصيدلة في مجمع ناصر الطبي تحدث حول العدوي المقاومة للمضادات الحيوية ,و التي تمثل مشكلة صحية عالمية ملحة ,و التى سجلت مستويات عالية من مسببات العدوي المقاومة للأدوية المتعددة حسب الإحصائيات و الدراسات التى تم الاطلاع عليها, و دراستها.
و أضاف:”هذا الأمر دفعنا إلى البحث عن طرق بديلة عبر تحويل الجرعات الوريدية إلي فموية لتبق كسلاح مدخر ويزداد اهتمامنا باليات مكافحة عدوي infection control في مرافق مؤسساتنا الصحية وخاصة المستشفيات.
كما و تطرق إلى العدوى المكتسبة في المستشفيات، وتأثير الاستخدام السيئ في مجال البيطرة الحيوانية.
الجلسة الثانية
د.علاء المصري المدير الطبي ورئيس أقسام الباطنة في المجمع تحدث في المحاضرة الأولى حول آلية تحويل المضادات الحيوية من الطريق الوريدي إلى طريق الفم، مشيرا إلى أهمية هذا الأسلوب العلاجي في الاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية، حيث تسمح بالتقليل من استخدام الطرق الوريدية وبالتالي التقليل من مضاعفات هذا الطريق، مثل الالتهابات والحساسية الشديدة، كما أنها تساهم في تقليل تكلفة العلاج بالمضادات علاوة أنها طريقة أكثر راحة للمريض بدلا من الحاجة إلى التدخل الوريدي.
و نوه إلى الآلية الصحيحة لهذا الأسلوب العلاجي بحيث يكون المريض بحالة تسمح له بأخذ المضاد الحيوي عن طريق الفم، كما تتقيد الطريقة بالشروط الواجب توفرها لعملية التحويل، مثل درجة الحرارة للمريض، بحيث يعتبر وجودها مستقرة في درجة الحرارة الطبيعية، بالإضافة إلى مرور 48 ساعة على استخدام المضاد الحيوي عن طريق الوريد.
و في المحاضرة الثانية تحدث د. إياد شقورة رئيس قسم الأدوية المخدرة والمراقبة عن دور صيادلة المستشفيات في تحويل الجرعات الوريدية إلى فموية فى مجمع ناصر الطبي (كدراسة حالة).
و ناقش عدة محاور منها المبادئ العملية التي قامت عليها عملية تحويل الجرعات,ودور الصيدلي الفعلي في ذلك,بالإضافة إلى متابعة أسس الصيدلة السريرية خلال عملية التحويل ,وعرض بعض سجلات المرضى للإشارة إلى الخلل المستوجب للتحويل , كما قدم نصائح وتوصيات بناء على التجربة الخاصة في مجمع ناصر الطبي.
الجلسة الثالثة
كما و قدم د.رامي العبادلة رئيس اللجنة المركزية لمكافحة العدوى فى مستشفيات وزارة الصحة بقطاع غزة, المحاضرة الأولى بعنوان ” دراسة عن مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية في مجمع ناصر الطبي” تحدث فيها حول المضادات الحيوية المستخدمة في مجمع ناصر الطبي، و من خلال إتباع الأساليب الصحيحة لاستخدام المضادات الحيوية، تمكن الحد من مخاطر زيادة نسبة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية.
و عرض خلال محاضرته مجموعة من التوصيات التي يجب الأخذ بها بعين الاعتبار، على مستوى الوزارة والمستشفيات لاتخاذ التدابير اللازمة للاستفادة من معطيات ونتائج الدراسة.
هذا و تحدثت الدكتورة منار أبولولي رئيس قسم الصيدلية الداخلية بالمجمع في المحاضرة الثانية للجلسة عن أهمية دور الصيدلاني في مكافحة العدوى ,مستعرضة تقرير أصدرته منظمة الصحة العالمية حول مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، حيث أظهر التقرير مستوى المقاومة التي تظهرها هذه الميكروبات “الجراثيم” والتي أصبحت تشكل خطرا عالمياً رئيسا للصحة العامة.
و نوهت إلى دور الصيدلي في ترشيد استهلاك المضادات الحيوية، لأن سوء استخدام هذه العقاقير يؤدي إلى تسارع وتطوير المقاومة التي تبديها الجراثيم.
وأضافت بأن هناك احتمال دخول العالم في حقبة ما قبل المضادات الحيوية، بحيث يشهد العالم موجات كبيرة من موت البشر نتيجة أي وباء حتى وان كان مسيطر عليه الآن في وجود المضادات الحيوية التي لازال بعضها يتمتع بقوة التأثير.
و فى نهاية المؤتمر أوصى المشاركون باعتماد برنامج وزاري يختص بالمضادات الحيوية ,و أن يكون لكل مستشفى خصوصيته في هذا المجال وبما يخدم الاسنراتيجية العامة , بالإضافة إلى اعتماد برنامج الصيدلة السريرية في المستشفيات.
كما أوصى باعتماد تطبيق نظام Smith Therapy في كل مراكز وزارة الصحة مع أهمية وجود توثيق وإبراز للنتائج المرجوة ,بالإضافة إلى تفصيل برنامج مكافحة العدوى تطبيقا لكل المستشفيات وتفعيل برنامجها على مستوى الحفاظ على سلامة وقوة المضادات الحيوية أمام مقاومة البكتيريا والعدوى المكتسبة للميكروبات.