خلال كلمته في المؤتمر الخامس لأمراض القلب
مختصون يوصون بالبدء ببرنامج البورد الفلسطيني في القلب وجراحة القلب
الصحة / إبراهيم شقورة ونهى مسلم
أوصى مختصون في مجال القلب والأوعية الدموية بالبدء ببرنامج البورد الفلسطيني في القلب وجراحة القلب ، وذلك في أقرب فرصة ممكنة ، كما اتفق المختصون على إنشاء الجمعية الفلسطينية للقلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى ضرورة عقد مؤتمر يناقش فقط تحويلات العمليات القلب والأوعية الدموية وذلك للحد من التحويلات الغير قانونية والتي يمكن إجراؤها داخل القطاع.
جاء ذلك خلال المؤتمر الخامس لأمراض القلب والأوعية الدموية، بمشاركة واسعة من الطواقم الطبية والعلمية المتخصصة في القلب وجراحة القلب والأوعية الدموية، وبحضور وزير الصحة د.مفيد المخللاتي ووزير الصحة الأسبق د.رياض الزعنون ووكيل وزارة الصحة السابق د.حسن خلف وعميد كلية الطب بالجامعة الإسلامية د.عمر فروانة ورئيس مجلس إدارة جمعية الخدمة العامة د.محمد العكلوك وجمع من المدراء العامين في وزارة الصحة والكوادر الطبية والعلمية المتخصصة في مجال القلب وجراحة القلب.
وأثنى وزير الصحة د.مفيد المخللاتي على عقد المؤتمر في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها قطاع غزة المحاصر، قائلاً إن الجهود الطبية والعلمية ومسيرة التقدم تأبى إلا أن تستمر وبقوة وهو ما يتمثل في عقد المؤتمر الخامس لأمراض القلب والذي سبقه 4 مؤتمرات يقوم بها مستشفى غزة الأوروبي ويشاركه نخبة من كبار الأطباء والعلماء في قطاع غزة.
وعبر وزير الصحة عن فخره بمستوى التعاون بين أطباء القلب وجراحة الأوعية وأطباء الأشعة والتعاون والتنسيق بين المستشفيات في وزارته والمؤسسات الأكاديمية والجامعية كالجامعة الإسلامية وجامعة القدس، موضحاً أنه لا يمكن لمسيرة العلم أن تستمر وتزدهر دون العمل المشترك لروح الفريق.
وأشار د. المخللاتي أن افتتاح خدمات القسطرة القلبية كانت منذ 7سنوات في مستشفى غزة الأوروبي أي منذ بدء الحصار الإسرائيلي واليوم تحتفل الصحة بوجود 5 أجهزة قسطرة قلبية في قطاع غزة وهي تكفي بنسبة 100% لإجراء عمليات القسطرة القلبية بالكامل في قطاع غزة.
كما بين وزير الصحة أن وزارته بدأت بافتتاح أول قسم جراحة قلب على مستوى قطاع غزة منذ 4 سنوات، مشيراً إلى أن اليوم يتم إجراء 70% من عمليات جراحة القلب المفتوح في قطاع غزة ضمن مركزين في مجمع الشفاء الطبي ومستشفى غزة الأوروبي.
وأشار إلى أن تاريخ التقدم الطبي في ظل الحصار المفروض على قطاع غزة يجب أن يكتب من حروف من نور في ظل زيادة عجلة التقدم الطبي في الوقت الذي يشتد الحصار فيه على أبناء الشعب الفلسطيني.
كما بين أن وزارته ساعية إلى مزيد من التطوير ورفع مستوى التخصص وتقليل التحويلات في الخارج وذلك من خلال إضافة خدمات جراحة القلب للأطفال وإجرائها في القطاع وذلك بالتعاون وجلب الطواقم طبية متخصصة من الخارج حيث تسير هذه العمليات بشكل شبه منتظم وتسد حاجة المواطنين.
وأشاد معاليه بحالة التعاون غير المسبوقة التي تشهدها المرافق الصحية بين الأطباء الاستشاريين والأخصائيين، مثنياً على الجهود التي يبذلها استشاريين الأشعة في اقتحام العديد من المجالات التخصصية ومعاونة الأطباء وتسجيل العديد من الحالات الناجحة.
كما أشاد وزير الصحة بحالة التقدم الطبي في القطاع الأهلي والخاص، قائلا: “نحن سعداء بالقطاع الخاص الذي يشاركنا في العلاج على صعيد جراحة القلب والقسطرة القلبية”.
وبين د. المخللاتي أن وزارته عازمة بالتعاون مع الطواقم الطبية المعنية إلى إيجاد منظومة عمل مهمتها استمرار الخدمات الطبية المتقدمة التي تحققت، مشيراً إلى أن هذه المنظومة بحاجة إلى لجهود حقيقية ومضنية من وزارة الصحة والجهات الداعمة حتى إيجادها.
وأشار د.المخللاتي أن وزارته واجهتها الكثير من الأزمات من حيث نقص المستلزمات والأدوية الطبية الخاصة بالخدمات الجديدة ولكنها سرعان ما تغلبت على تلك الأزمات والنواقص وعملت على توفيرها.
كما بين أن التكلفة التشغيلية للمرافق الصحية 4 ملايين دولار سنوياً، حيث تعمل وزارة الصحة وبتواصلها مع العالم أجمع والمؤسسات الدولية والمعنية المانحة على توفير هذه التكاليف.
هذا ويعتبر قسم القسطرة القلبية من الأقسام الحيوية و الهامة الذي تم افتتاحه بمستشفى غزة الأوروبي بتاريخ 18-11-2006 بالتعاون مع الحكومة البلجيكية وهو قسم القسطرة الأول التابع لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة ويقوم بخدمة جميع سكان قطاع غزة والتي يقدر عددهم بحوالي 1.7 مليون نسمة.
كما أن وزارة الصحة دشنت جهاز قسطرة القلب الجديد و الثاني على مستوى القطاع و الذي يعد إضافة حقيقية للمشاريع المتميزة في مستشفى غزة الأوروبي في مجال قسطرة القلب وعمليات جراحة القلب المفتوح لجميع الفئات العمرية، وقسطرة القلب العلاجية للأطفال والوحدة المتميزة لجراحة الأعصاب والأوعية الدموية ووحدة عمليات مناظير الجهاز الهضمي،حيث أن الخدمات المقدمة للمرضى في قطاع غزة خفضت نسبة التحويلات إلى الخارج لنسبة تصل إلى 40%.
و ذكر د.محمد حبيب رئيس قسم القسطرة القلبية بأنه وبتاريخ 5/11/2008 تم إجراء أول عمليتي قسطرة علاجية عن طريق توسيع الشريان التاجى بالبالون و تركيب دعامة لمريضين كانا يعانيان من تضييق شديد فى الشرايين التاجية.
وأضاف:” فى 15/5/2009 تم زرع أول منظم لضربات القلب لمريض كان يعانى من نوبات اغماء متكررة نتيجة وجود خفقان في ضربات القلب ،لافتا إلى أن عمليات القسطرة التشخيصية والعلاجية وزرع منظم ضربات القلب أصبحت الآن تجرى بشكل يومي وروتيني حيث سجلت عدد حالات القسطرة منذ افتتاحه حتى الآن ما يقارب 10000 حالة قسطرة تشخيصية وعلاجية وزرع منظم لضربات القلب.
أهداف القسطرة القلبية:
وأكد د. حبيب على أن قسم القسطرة ساهم في توفير عناء السفر والمعابر من خلال تقديم خدمة القسطرة التشخيصية والعلاجية للقلب والشرايين التاجية والطرفية،بالإضافة إلى إغلاق ملف العلاج بالخارج بالكامل بخصوص أمراض القلب وإجراء جميع العمليات التي تخص القلب محليا ،كذلك تدريب الطاقم المحلي من أطباء القلب والتمريض على إجراء القسطرة،فضلا عن إجراء الأبحاث العلمية لتكون مرجعية للمعلومات في فلسطين وعمل مؤتمرات علمية دورية في هذا المجال.
القسطرة العلاجية للشرايين التاجية و الطرفية:
وبين د.حبيب بأنه يتم إجراء عمليات القسطرة العلاجية للشرايين التاجية و الطرفية عن طريق إغلاق الثقوب بين حجرات القلب ،وتوسيع الصمامات بواسطة البالون،وعلاج تضخم القلب الانسدادي عن طريق حقون الكحل عالي التركيز،إلى جانب علاج التشوهات الخلقية بين الشرايين والأوردة ،وتوسع الشريان السباتي الذي يغذي المخ ،وفتح الشريان العضدي الذي يغذي اليد بعد انسداده بشكل كامل .
وأضاف:” يتم كذلك توسيع العديد من الشرايين التاجية التي تغدي القلب والساق والإقدام،وإعادة فتح الشريان التاجي بعد حدوث الجلطة القلبية مباشرة أو في حالات هبوط حاد في الدورة تمّ استئصالها من الساقين وزرعها للشرايين التاجية في عضلة القلب فضلا عن تصليح الشريان التاجي بعد حدوث تمزق شديد في جذع الشريان التاجي الأيسر،بالإضافة إلى تركيب منظم لضربات القلب وبرمجة العديد من أجهزة منظم ضربات القلب وأجهزة الصدمة لعشرات المرضى.
وتابع قائلا:” تتم من خلال القسطرة العلاجية إجراء علاج الأورام السرطانية عن طريق إغلاق الشرايين المغذية لتلك الأورام . وفي هذا تقليل لنسبة الموت والنزيف أثناء إجراء الجراحة،وتفريغ المياه من الغشاء التيموري للعديد من مرضى قطاع غزة بما في ذلك الأطفال.
عمليات نوعية:
وذكر د.حبيب مجموعة من العمليات النوعية و المعقدة التي تم إجراؤها منذ افتتاح القسم أبرزها توسيع الصمام الأورطى والرئوي عن طريق القسطرة ،إغلاق الثقوب الخلقية بين حجرات القلب عن طريق القسطرة،كذلك علاج تضخم القلب الانسدادي عن طريق القسطرة ،وتوسيع جذع الشريان التاجي الأيسر،إلى جانب إجراء عملية إغلاق التشوهات الخلقية للشرايين الطرفية عن طريق القسطرة ،وتوسيع الشريان السباتى الذي يغذى المخ.(Carotid Angioplasty).
وأضاف:”تم إجراء عمليات أخرى فى هذا المجال مثل فتح الشريان العضدي الذي يغذى اليد بعد انسداده بشكل كامل((Brachial Angioplasty ،وتوسيع العديد من الشرايين التاجية التي تغذى القلب و الساق والأقدام.(Femoral, Iliac) ،وإعادة فتح الشريان التاجي بعد حدوث الجلطة القلبية مباشرة أو في حالات هبوط حاد في الدورة الدموية.(Primary PCI, PCI in Cardiogenic Shock ) ،كذلك توسيع الشريان التاجي بعد جراحة القلب المفتوح لترقيع الشرايين وذلك بعد انسداد الأوردة التي تم استئصالها من الساقين و زرعها للشرايين التاجية في عضلة القلب(PCI for SVG).
وأشار د.حبيب إلى عملية تركيب أول منظم لضربات القلب (Permenant Cardiac Pacemaker) و برمجة العديد من أجهزة منظم ضربات القلب و أجهزة الصدمة ( (ICD لعشرات المرضى ،وعلاج الأورام السرطانية عن طريق إغلاق الشرايين المغذية لتلك الأورام. وفى هذا تقليل لنسبة الموت والنزيف أثناء إجراء الجراحة،حيث تم بنجاح علاج لورم نازف في الكلية والغدة الكظرية اليمنى وتعتبر هذه العملية الحالة رقم 3 على مستوى العالم.وقد تم قبول هذا البحث في مجلة علمية Current Oncology) aterial embolization for ruptured phyochromocytoma )،وتفريغ المياه من الغشاء التيمورى للعديد من مرضى قطاع غزة بما فى ذلك الأطفال (Pericardiocentesis).
ونوه بأنه تم عمل العديد من الأبحاث العلمية و العمليات النوعية التي عرضت في مؤتمرات دولية وأصبحت مراجع وكتب علمية يستفيد منها الباحثين و الأطباء.
الجدير بالذكر، أن جهاز القسطرة الأول دخل إلى مستشفى غزة الأوروبي بتاريخ 18/11/ 2006 وأنقذ حياة أكثر من 10000مريض بالقلب حتى الآن ،كما أنه من المتوقع استيراد جهاز قسطرة قلب ثالث سيعمل في مجمع الشفاء الطبي.