غزة-الصحة

أكد د.يوسف أبو الريش وكيل وزارة الصحة الفلسطينية أن وزارته استطاعت مواجهة العدوان الصهيوني على قطاع غزة، على الرغم من قلة الإمكانيات والأرصدة الصفرية العالية في الكثير من الأصناف الدوائية والمستهلكات الطبية.

وقال د. أبو الريش خلال المؤتمر الصحفي الذي ينظمه المكتب الاعلامي الحكومي: “للأسف بدأت الحرب والأصناف الصفرية تفوق الأصناف المتواجدة لدينا، وبدأنا العمليات الجراحية في ظل نقص أبسط الامكانيات وكانت الحرب في بدايتها والواقع الصحي في أصعب ظروفه”.

وبين وكيل وزارة الصحة أن واقع وزارته تأثر بالحصار الذي سبق العدوان، الأمر الذي استدعى وقف العمليات غير الطارئة قبل شهر من العدوان .

وأشار إلى أن  أهالي غزة هم من قدموا المساعدة الأولى التي مكنت وزارة الصحة في الأيام الأولى من العدوان من القيام بواجباتها، موضحاً الاجراءات التي اتبعتها وزارته على صعيد تشكيل اللجنة العليا للطوارئ وتشكيل لجان فرعية بواقع 4 لجان على مستوى كافة محافظات قطاع غزة.

وأوضح د.أبو الريش أن أبرز التحديات التي واجهت وزارته أثناء اشتداد العدوان العدد الكبير من الجرحى في أقسام الاستقبال والطوارئ وغرف العمليات، مشيراً إلى أن وزارته واجهت الامر بعدة استراتيجيات كانت قد اعدتها سابقا على صعيد نظام فرز الحالات بنظام الفرز وزيادة الأماكن في التمدد بصالات اضافية والتجهيز والتهيئة.

كما أشار إلى أن انقطاع التيار الكهربائي والمياه خلال العدوان كان ضمن التحديات الكبرى التي واجهت القطاع الصحي ، مشيراً إلى أن الكثير من المولدات عملت على مدار ايام أسابيع متواصلة وهو وما استنفذ جهدا كبيرا من وزارة الصحة.

وفيما يتعلق بظروف الصحة العامة، أشار د. أبو الريش أن أكثر ما كان يهدد صحة المواطنين هو عدم توافر مياه للشرب والتعقيم، مشيراً إلى أن آلاف المواطنين اتخذوا من المشافي مراكز للإيواء الأمر الذي ألقى أعباءً اضافية على القطاع الصحي.

وبين د. ابو الريش أن أخطر ما واجهته الطواقم الصحية هو خرق الاحتلال للقانون الدولي الإنساني عبر استهداف المنشآت الصحية، حيث لم تتوافر أدنى مستويات الحماية للطواقم والمنشآت الصحية.

وأشار إلى أن مقدرة كوادر وزارته على العمل في ظل الاستهداف المباشر وعدم صرف أكثر من 60% من موظفي القطاع الصحي كان أشبه بالمعجزة ولكنه تحقق بإصرار تلك الكوادر على القدوم وعلاج المرضى والجرحى وتحدي العدوان الإسرائيلي.

أضاف قائلاً: “ما يثير الاعجاب والدهشة هو قدوم النساء العاملات في وزارة الصحة اللواتي كنا يخرجن يوميا من مراكز الإيواء للقدوم لعلاج المرضى، والقيام بواجبهن  في مختلف الخدمات ومراكز الولادة التي بقيت تعمل بشكل طبيعي طوال فترة العدوان”.

وأوضح د. ابو الريش أن  فصول العدوان لم تنتهي وهنالك تحديات لا زالت جارية فعدوان الحصار الذي أخر القطاع الصحي عن التطور لمدة ثماني سنوات، و اصلاح ما دمره الاحتلال خلال العدوان وتنمية الكوادر البشرية هي الأولويات الاستراتيجية التي ستتبعها الوزارة في المرحلة المقبلة.