الصحة /نهى مسلم
مهنتهم الانسانية كانت أعمق من أن يفكر أحدهم بالرفض أو القبول للعمل داخل مستشفى للحجر الصحى،فكان القرار سريعا و صائبا في ذات اللحظة ليكونوا بجانب المرضى داخل مستشفى الصداقة التركى الذى خصص لاستقبال العائدين من أبناء الوطن و خاصة المرضى.

أحد الطبيبين المقيمين في مستشفى الصداقة لليوم السادس على التوالى كغيره يساوره بعض القلق لكن عمله كطبيب يفرض عليه ان يكون بجانب المرضى في أى بقعة من الأرض، ليقول:”في بداية الأمر كان القرار صعبا كونه سيكون بعيدا عن اهله و ذويه لكن سرعان ما تحول الشعور الى انسانى لطالما كانت خدمة لهؤلاء المرضى الذين تختلف أمراضهم ما بين الاورام و الكلى و منهم من أجرى عمليات جراحية و بحاجة الى عناية فائقة.

و يضيف:”نتعامل مع المرضى باهتمام بالغ و اتخاذ اجراءات الوقاية و السلامة و ارتداء الزى الخاص للوقاية من العدوى عند تعاملنا مع المرضى حفاظا على سلامتهم و سلامتنا ليختم “نحن هنا لسلامتكم”.

الطبيب الاخر في مستشفى الصداقة لم يأخذ وقتا كبيرا من التفكير لخدمة أبناء شعبه من العائدين المرضى ليكون بجانبهم كزميله،و لم يتوان عن ذلك الدور الانسانى خاصة وانه تلقى و زملائه دورات في اجراءات السلامة والوقاية في تنمية القوى البشرية الى جانب دورة في انعاش القلب المتقدم تؤهله للتعامل مع كافة الحالات ،بالاضافة الى الاستعانة و المشورة مع المسئولين و الاستفسار عن أى معلومة تخص المحجورين.

“صبا و آسر و محمد” أبناء أخصائى الاشعة عبد السلام الحاج الذى تتوق لرؤيتهم خاصة “أسر” ذوى الثلاث سنوات الذى كان لصيقا لوالده،اليوم يفتقد الحاج هذه المشاعر الأبوية لتغلب عليه المشاعر الانسانية لخدمة المرضى ليكون قراره أن يكون بجانبهم قرار اختيارى تطوعى،الذى لم يعلم به أفراد أسرته،والذين أسرهم القلق و خاصة والدته التى لم تعرف للنوم طريفا منذ اكتشاف حالتين في الحجر الصحى بلو بيتش.

كان “الحاج” سعيدا بقبوله للعمل داخل مستشفى الصداقة التركى ليعتبرها تجربة جديدة و انسانية في أن واحدا مشيرا الى أنه تم اجراء صور أشعة لستة حالات من العائدين متخذا بذلك جميع اجراءات الوقاية و السلامة و ارتداء الزى الخاص بهم و المختلف “زى exray”.

“الحاج “يحاول قدر الامكان ان يطوع خدمات الاشعة للمرضى و اجراء اللازم لهم كما و أتاح لهم التواصل مع أطبائهم خارج قطاع غزةم ن خلال ارسال صور الاشعة لهم عبر وسائل التواصل لمتابعة الحالة و ليطمن المريض على صحته و يشعر بالراحة النفسية في ظل الوضع الحالى.

لليوم الخامس على التوالى لم يتواصل الممرض “فادى العواودة” رئيس فريق التمريض في مستشفى الصداقة التركى مع أبنائه و ذويه نظرا لاتخاذه أقسى اجراءات السلامة و الوقاية حيث متابعة الحالات بشكل يومى بمعدل ثلاث مرات يوميا و متابعة العلامات الحيوية للمرضى و اعطائهم ادويتهم في مواعيدها.

“العواودة” الذى كان يعمل في العناية المكثفة في مستشفى شهداء الأقصى منذ (14 عاما) وأب لثلاث أطفال يرى أن مهنته الملائكية تحتم عليه أن يكون بجانب المرضى بقرار اختيارى منه دون التفكير للحظة في التراجع،مثمنا جهود وزارة الصحة و د.محمد أبو سلمية رئيس لجنة الطوارىء الذى يوفر لهم كل ما يحتاجونه داخل الحجر الصحى ،مطمئنا أبناء شعبه أننا على ثقة عالية بمجهودات الطواقم الصحية داخل الحجر و خارجه التى تعمل على مدار الساعة لتطبيق كافة الاجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا.

تأهيل نفسى الى جانب عملهم الادارى في مستشفى الصداقة ليقول المدير الادارى اياد برهوم وهو أب لسبعة أبناء،كان قراراه اختيارى ليؤدى عمله بكل محبة و سرور و هو يقوم بخدمة انسانية للمرضى خاصة ممن ليس لهم مرافقين ليتواصل مع ذوي المرضى و يطمئنهم على صحة مريضهم،ويقول:بالشراكة مع الاخوة في وزارة الداخلية نؤمن كافة احتياجات العائدين و عمليات التنسيق و رصد التقارير الادارية و التأهيل النفسى للمرضى ليختم:”سنوزع وردة على كل مريض بمناسة قدوم شهر رمضان المبارك”.