عيادة شهداء الرمال تعجُ بمعاناة مرضى الأمراض المزمنة إثر انقطاع أدويتهم
وزارة الصحة/ زينة محيسن
يقف المصابون بمرضيْ الضغط والسكر وأغلبهم من كبار السن، مستائين أمام شباك صيدلية عيادة شهداء الرمال بعد إبلاغهم بعدم توفر أيٍ من أدوية الأمراض المزمنة، وذلك بعد أشهر عديدة قضوها مترددين على العيادة أملا في أن يتوفر الدواء ذات يوم ويريحهم من عناء التردد المستمر ومن تكاليف شرائه من الصيدليات الخاصة.
السيدة ر. أ. البالغة من العمر 64 عاماً وتعاني من مرض السكر أكدت أنها لم تستلم دواء تنظيم السكر من العيادة منذ شهر إبريل الماضي، مؤكدة أنها اضطرت إلى شرائه أكثر من مرة ونظراً لتكلفته العالية في ظل وضعها الاقتصادي السيء أصبحت تحاول توفيره من خلال بعض معارفها الذين يتبرعون به لها عندما يتوفر لديهم فائض منه.
أما السيدة س. م. التي تبلغ 50 عاماً من العمر فتعاني من مرضيْ الضغط والسكر و تستمر في الحضور إلى العيادة بحثاً عن الدواء دون فائدة، وتؤكد أن الصيدلية أبلغتها للتو بعدم توفر إبرة الأنسولين ولا أدوية الضغط “أميكور” و”كونفرتين”، لتضطر إلى شرائهم على حسابها الخاصة، مشيرة إلى أن ذلك يشكل ضغطاً مادياً على زوجها خاصة أن لديهم 7 أولاد يدرسون في المدارس والجامعات ولديهم الكثير من المتطلبات.
ذات المعاناة تعيشها السيدة س. ع. التي تعاني من حساسية القمح حيث قصدت الصيدلية بحثاً عن دواء المناعة ” أميوران” ودواء “بريدنيزون” إلا أنها لم تجد أيٍ منهما وهو الأمر الذي تعاني منه منذ حوالي 4 شهور، مؤكدة أنها تضطر إلى شرائهما من الخارج وتجد صعوبة في توفير دواء المناعة حيث لا يتوفر بشكل سهل في الصيدليات الخاصة وتضطر إلى توصية إحدى الصيدليات لتوفيره لها.
يذكر أن عيادة شهداء الرمال وكافة مرافق الرعاية الأولية في وزارة الصحة تفتقد لأدوية الأمراض المزمنة وهي أدوية السكر “الأنسولين بأنواعه”، وحبوب “جلوكوفاج” و”دوانيل”، وأدوية الضغط والقلب “كونفرتين” و”أميكور” و”كونكورت” و”كومادين” و”أسبرين الأطفال” و”لازكس” و”ديجوكسين”، إضافة إلى أدوية الأزمة وأدوية زيادة ونقص إفرازات الغدة الدرقية وأدوية المناعة ووهن العضلات وعلاجات حمى البحر الأبيض المتوسط وغيرها.
وكانت مدير قسم الأمراض المزمنة د. حسناء الشريف قد حذرت من تداعيات نقص أدوية الأمراض المزمنة خاصة مرضى السكر الذين قد يتعرضون لمضاعفات تبدأ بالتعرض لغيبوبة السكر، والاحساس بالصداع الشديد والارهاق وعدم التركيز، وصولاً إلى مضاعفات أشد خطورة، في حين سيكون الأمر أشد خطراً على مرضى الضغط الذي يعرف “بالقاتل الصامت” حيث أن المريض قد لا يشعر بارتفاع ضغطه ولكن أعضاءه الداخلية ستتأثر سلباً مع مرور الوقت وقد يصل الأمر إلى إصابته بالجلطة القلبية أو الدماغية المفاجئة أو الشلل والإعاقات البصرية والحركية.