فريق طبي بمستشفى النصر للأطفال يتمكن من إنقاذ حياة طفل تعرض لصعقة كهربائية
الصحة / أمل مطير وعبد الله أبو سمعان
في غزّة التي يسكنها الحصار يفرض أطفال غزّة نفسهم على الموت حتى يصبحوا على موعدٍ مع حياة جديدة ،على الرغم من قلة الإمكانيات وكثرة العقبات وشدة الحصار الظالم وتأثيره على كافة مناحي الحياة وخصوصا الوضع الصحي ، تصر الطواقم الطبية على التحدي والإبداع والانجاز حيث تمكن فريق طبي في قسم العناية المركزة في مستشفى النصر للأطفال من إنقاذ حياة طفل تعرض لصعقة كهربائية ليتوقف على أثرها القلب و الرئتين عن العمل.
في قسم الاستقبال بمستشفى كمال عدوان كانت المحطة الأولى لإنعاش الطفل المصاب لمدة تستمر لأكثر من 20 دقيقة ومن ثم تحويله لقسم العناية المركزة في مستشفى النصر للأطفال وإدخاله بسرعة فائقة للتعامل مع الحالة بشكل المطلوب و وضع الخطة العلاجية اللازمة لإنعاش القلب والرئتين والدماغ على وجه الخصوص ومراقبة الوظائف الحيوية على مدار الساعة .
أوضح د. هشام مرتجي رئيس قسم العناية المركزة أن المصاب حضر للمستشفى في حالة حرجة نتيجة توقف القلب والرئتين عن العمل بسبب الماس الكهربائي ، ومنذ اللحظات الأولى لوصول الطفل تم مراقبة الوظائف الحيوية على مدار الساعة خاصة نبضات القلب والدورة الدموية والوظائف العصبية والنتائج المخبرية للمساهمة في إنجاح الخطة العلاجية بشكل المطلوب.
وأكد د. مرتجى أن الخطة العلاجية للمريض شملت عدة خطوات استمرت لمدة خمس أيام على التوالي منها وضع المريض تحت المراقبة الدقيقة وهو موصول بجهاز التنفس الاصطناعي ، العمل على منع ووقف أي تشنجات عصبية صاحبت الحالة كأثر طبي وارد حدوثه بالإضافة إلى إعطاء المريض الأدوية اللازمة لتقليل الضغط الدماغي( I C P ) الناتج عن نقص الأكسجين والاستسقاء الدماغي أثناء فترة عملية الإنعاش الطويلة والتي زادت عن 20 دقيقة حتى بدأ القلب بالتنفس والعمل من جديد.
وأضاف أن الخطة العلاجية تضمنت أيضا إعطاء المصاب السوائل اللازمة بنسبة 70% من الاحتياج اللازم يومياً و عمل فحص لقاع العين و تصوير طبقي للدماغ ثم متابعة اتساع صدفة العين وتفاعلها مع الضوء تعطى الطبيب إشارة معينة عن حالة المريض وإلى أي مدى العلاج مؤثر في تحسين الحالة.
وأشار د. مرتجى انه تم تقييم الوضع العام للطفل المصاب في اليوم الثالث لوجوده في قسم العناية المركزة حيث طرق تحسن واضح على حالته واستجابته للعلاج فتم فصله عن جهاز التنفس الاصطناعي, وبعد يومين آخرين تم نقله للقسم الداخلي وهو بحالة صحية جيدة بفضل الله تعالى أولا ثم الجهود الكبيرة من الطواقم الطبية بمستشفى النصر للأطفال تكللت بإنقاذ حياة الطفل من الموت المحقق .
وعبر د. مرتجى عن الشعور الذي ينتاب الطبيب المعالج لمثل هذه الحالات , هو مدى الحياة الصعبة التي يعيشها أبناء القطاع من حصار وانقطاع للتيار الكهربائي وإغلاق للمعابر وتأتي هذه الحوادث تتوج مأساة هذا الشعب المثابر لينتج منها صوراً ناصعة البياض تمحو من ذاكرته مشاهد قاتمة السواد.