في اليوم العالمي لمرضى الكلى

أطفال يرون العالم من وراء ماكينات “الديلزة”

وزارة الصحة / ملكة الشريف

أحمد كشكو، ومحمد القنفد، ورأفت السطري، و… هم أطفال يجسدون صرخات متناثرة هنا وهناك لمرضى ارتبط بقاؤهم على قيد الحياة بآلة لتصفية الدم وغسيله “الدّياليزْ”.

 أبوا في كبرياء البوح _حين لقائهم_ بمعاناتهم مع المرض المزمن، الذي أرهق أجسادهم الصغيرة والهزيلة ، التي نال منها المرض ولم تعد تقوى على اللعب والحركة كأقرانهم الأصحاء.

والدة “أحمد كشكو” تصف معاناة صغيرها ذو (13) عاما تقول” لقد تبرعت بإحدى كليتي لابني  منذ عام، وقد نجحت العملية لمدة ثلاثة شهور، ورفضها جسده بعد ذلك، وهو الآن يعاني من الفشل الكلوي، ويحتاج الى عملية زراعة كلى جديدة”.

وأضافت الأم ودموعها تسبقها” نحن الآن بحاجة الى كلية جديدة، ومتبرع جديد، ووالد “أحمد” حاول عمل فحوصات للتبرع بإحدى كليتيه إلا أنه يعاني من تضخم الكلى ولا يستطيع التبرع”.

صور من المعاناة

أما “محمد القنفد”  ذو( 12) عاما ، والذي وقفت أداري دموعه أمام ابتسامته وهو يهجي لي حروف اسمه، فهو يعاني من ضمور في الكليتين والذي تمتد ساعات غسيل الكلى إلى ساعات طويلة، وتمتد معاناته تلك منذ 5 سنوات في انتظار إجراء عملية زراعة للكلى.

محمد ككل أطفال العالم يشتاق الى بيته ليضمه دون الذهاب شبه اليومي الى المستشفى لإجراء عملية الغسيل الكلوي، وكل ما فيها من إجراءات متعبة ووصلات محاليل ودم من خلال فتحة في الصدر ، محمد يحلم ببيته الذي كلما حمل قلمه وألوانه رسم صورة بيته تحيط به الفراشات والعصافير.

أما الصورة الثالثة للصغير “رأفت السطري” ذو (8 ) أعوام فيأخذك وجهه البريء لتحلق مع ابتسامته بعيدًا عن الألم وعن” البرابيش” الموصولة بماكينة الغسيل الكلوي.

هو طفل فقد طفولته وهو على سرير المرض، محرم عليه اللهو أو اللعب إلا في نطاق محدود، وكذلك الطعام والشراب يتناوله بكميات محدودة حتى لا يرهق جسده النحيل.

من جهته، أكد رئيس قسم الديلزة في مستشفى الشهيد عبد العزيز الرنتيسي د. نبيل عياد بأن أطفال الفشل الكلوي المزمن  يحتاجون الى غسيل كلوي بواقع 3- 4 مرات أسبوعيا حسب حالة كل طفل، ويتم تشخيص هؤلاء الأطفال في القسم ثم يتم تجهيزهم لعملية الغسيل.

انقطاع الأدوية

وأضاف د. عياد” إن شحاً في الأدوية اللازمة لعملية الغسيل، والأدوية اللازمة للمرضى تحصل بين الفترة والأخرى، كما أن عدد الماكينات لغسيل الكلى لم تعد كافية بسبب زيادة عدد المرضى”.

بدوره، أشار رئيس قسم التمريض في قسم غسيل الكلى الحكيم سليم شتات بأن الإصابة بهذا المرض يرجع إلى عامل الوراثة أو بسبب عيوب خلقية تؤدي إلى الفشل الكلوي، وأن المرضى من الأطفال لديهم قيود على كمية السوائل التي يتم شربها حتى لا تزيد كميتها على الصدر والقلب، مما يزيد من المعاناة والألم والمضاعفات الصحية.

وأضاف الحكيم شتات” إننا نشعر بمعاناة الأطفال في القسم فهم يعانون من طول مدة الجلسات العلاجية التي تمتد إلى ساعات طويلة ، لتتجاوز ألمه وتصيبه بالزهق والملل”.

أرقام واحصائيات

وحسب التقرير الصادر عن وحدة النظم والمعلومات يبلغ إجمالي عدد المرضى الذين يتلقون خدمة الغسيل الكلوي بشكل منتظم في الوزارة ما يقارب ( 614) حالة خلال العام 2015 بمعدل زيادة عن (10,2%) عن العام 2014، في حين بلغ عدد حالات زراعة الكلى (26) حالة خلال العام 2015، فيما بلغ عدد جلسات الغسيل الكلوي للمرضى (70,689) جلسة خلال العام 2015.

ويعاني مرضى الكلى من نقص الأدوية الخاصة بالمرضى والمحاليل الخاصة بالغسيل الكلوي، إضافة إلى عدم توفر قطع الغيار والصيانة لأجهزة الغسيل الكلوي.