الصحة/ إبراهيم شقوره
ما أن يثبت هلال الشهر الكريم، حتى تبدأ الأجواء الأسرية الرمضانية، والتي أجمل ما يميزها اجتماع الأهل والأحبة، وخصوصاً على مائدتي الإفطار والسحور، صورة لا يبدو من السهل تحقيقها لدى الطواقم الطبية التي آثرت في مثل هذه الأوقات العمل من أجل حماية أبناء شعبها من خطر انتشار فيروس كوفيد 19 في قطاع غزة.
الدكتور محمد هنية مسؤول الطاقم الطبي العامل في مركز الحجر الصحي بالقرب من حاجز بيت حانون قال إنه يفتقد كثيراً اجتماعه وأسرته المكونة من ابيه وأمه وزجته على مائدة الافطار وكذلك أول ليلة من رمضان وذلك بسبب عمله داخل مركز الحجر الصحي منذ منتصف ابريل الحالي حيث من المتوقع أن يقضي فيه معظم أيام شهر رمضان المبارك.
وفي ذات السياق، يقول د. هنية إنه عادة وفي مثل هذه الأيام يتشارك العديد من الأنشطة العائلية والتي تبقى في الذاكرة مع أسرته، لكنه هذا العام بقي في مركز الحجر لخدمة وطنه، لافتاً إلى أن الطاقم الصحي العامل وبرفقة الطاقم الشرطي يعملون كعائلة واحدة داخل مركز الحجر الأمر الذي هون الكثير عليهم في ظل أجواء شهر رمضان.
وعن مهمته، يوضح د. هنية أن المهمة الموكلة إليه وفريقه تكمن في تقديم الرعاية الصحية لأكثر من 300 مستضاف داخل غرف الحجر الصحي في المركز، وأن أكثر ما يحتاجه المستضافين وخصوصاً الجدد منهم تقديم الدعم النفسي فليس من السهل التأقلم مع ظروف مراكز الحجر منذ بداية الوصول.
ويلفت د. هنية أنه يبدأ بالعمل مع القادمين إلى قطاع غزة عبر معبر رفح وبيت حانون، و يبدأ بتقديم الارشادات والنصائح الطبية خلال فترة الإقامة في مراكز الحجر الصحي، وتوعية المستضافين بأن هذه الإجراءات تأتي لسلامة المجتمع وعائلاتهم وحمايتهم من خطر الفيروس.
وحول توافر الامكانيات والتجهيزات الطبية، يشير د. هنية أن عدداً من المستضافين داخل مراكز الحجر يعانون من أمراض مزمنة، وأن وزارة الصحة تقوم مشكورة بتوفير كافة الاحتياجات الدوائية للمستضافين داخل مراكز الحجر الصحي، إلى جانب توفير جميع الاحتياجات الطبية في ذات السياق.
وسعت وزارة الصحة منذ وقت مبكر لاتخاذ إجراءات احترازية لحماية المجتمع من جائحة كورونا والتي باتت تهدد دول العالم أجمع، حيث شهد قطاع غزة إنشاء العديد من مراكز الحجر الصحي داخل المدارس والفنادق، فيما استقبلت الحالات المرضية داخل مستشفى الصداقة التركي، في تجربة لا تزال تثبت نجاعتها في محاربة الفيروس الذي لم تنجح أنظمة صحية لدول كبرى في محاربته.