الصحة/ إبراهيم شقوره

على نوافذ صيدلية مركز شهداء الرمال الصحي بمدينة غزة يتردد كبار السن يومياً، متسائلين عن توافر دواء الأمراض المزمنة الخاص بهم، دون أن ينقطع أملهم في أن يتم احضار الدواء لهم ذات يوم، إلا أن موظفي الصيدلية يعربون عن أسفهم ويردون عليهم بجملة اعتادوا على سماعها ” للأسف يا حاج دوائك لم يتوافر بعد”.

المرضى الكبار، المثقلين بالهموم ومعدومي الدخل الاقتصادي، حاورنا عدداً منهم، أثناء تواجدهم على نوافذ الصيدلية، لكن عزة أنفسهم منعتهم في أن يتم ذكر أسمائهم في هذا التقرير فما قدموه طوال شبابهم في تربية الأجيال وخدمة مجتمعهم، يبدو الآن أنهم يواجهوا بما عُرف ذات يوم عند العرب بـ “نُكران الجميل”.

أحد المتقدمات في العمر والمصابة بمرض السكري، قالت بعبارة خنقتها العبرات، أنها لم تتلقى دوائها، منذ ثلاث شهور وهي تستدين، تكلفة سيارة الأجرة، للحضور إلى مركز الرعاية الأولي.

فيما اكتفت أخرى مريضة بالسكري، بالدعاء والبكاء وهي تشعر بأن حالتها تتدهور يوما بعد يوم بسبب عدم تواجد الدواء الخاص بها.

وفي ذات السياق، تحذر رئيس قسم الأمراض غير السارية د. حسناء الشريف في الادارة العامة للرعاية الأولية بوزارة الصحة من خطورة عدم تناول الأدوية لمرضى السكري،  مشيرة إلى أن أعراضاً خطيرة بالفعل بدأ يلحظها الأطباء على المرضى المسنين بسبب عدم أخذهم جرعاتهم اليومية الدوائية.

وتبين د. الشريف أن أعراض انقطاع الدواء عن مرضى السكري تبدأ بالتعرض لغيبوبة السكر، والاحساس بالصداع الشديد والارهاق وعدم التركيز، وصولاً إلى مضاعفات أشد خطورة من بينها، الجلطات الدماغية و الذبحة الصدرية، إلى جانب اعتلال الشبكية و الفشل الكلوي، ومشاكل في الأعصاب الطرفية.

وتشير د. الشريف إلى أن مرض السكري يعد الأكثر انتشارا من بين الأمراض المزمنة في فلسطين إذ تبلغ نسبة الاصابة بالمرض 9% من اجمالي عدد السكان.

وتشتكي مرافق وزارة الصحة في قطاع غزة من النفاد الكامل لأدوية الأمراض المزمنة ما يضع المصابين بالمرض عرضة للمضاعفات الخطيرة.