الصحة/ إبراهيم شقوره

شيئاً فشيئاً ومع انتهاء فترات الحجر الالزامي في العديد من مراكز الحجر الصحي بغزة، تتكشف ما أخفته هذه المراكز من قصص إنسانية وأدوار عظيمة للكوادر الصحية الذين كانوا بداخلها، في الحفاظ على صحة المستضافين وصحة المجتمع بأكمله، الكوادر التمريضية كانت أحد أبرز الكوادر الصحية المشاركة في الجهود الاحترازية لمواجهة فيروس كوفيد 19 في قطاع غزة.

الحكيم يوسف مشتهى قضى 21 يوماً داخل مركز لولوه القطامي بغزة، روى خلال حديث معه اليوم الأربعاء،  تجربته خلال العمل داخل مراكز الحجر الصحي، حيث عمل الحكيم على ادارة المركز مقدماً الرعاية الصحية لـ 34 مستضافاً، الكثير منهم من فئة كبار السن، ممن يحتاجون رعاية صحية خاصة ويعانون من أمراض مزمنة.

و حول تجربته، يشير الحكيم مشتهى إلى أن بداية الحجر حين صدر القرار بالتزام الكوادر الصحية إلى جانب المستضافين بالحجر لمدة 21 يوماً، كان ذلك صعباً عليه وعلى أسرته وأطفاله الذين لطالما افتقدهم وافتقدوه بشدة خلال فترة الحجر.

لكن وكعادة الطواقم الصحية فالقسم الذي قسموه في الحفاظ على الانسان والإنسانية برز جلياً حين وُضع المجتمع كله على المحك بفعل أزمة فيروس كورونا، فالحكيم مشتهى أدّى المهمة بنجاح، واستطاع ادارة المركز المخصص للحجر الصحي وتقديم الرعاية الصحية والدعم النفسي للمستضافين، إلى حين انتهاء مهمته بسلام.

وفي ذات السياق، يقول الحكيم مشتهى انه كان يعمل على مدار الساعة ويقدم الخدمة الصحية ويتفقد طلبات المرضى والتأكد من تلقيهم أدويتهم في المواعيد المحددة والتواصل مع الطبيب المحدد من قبل وزارة الصحة إن احتاج الأمر.

ويشير الحكيم إلى أن جميع الأدوية والمستلزمات التي كان يحتاجها المستضافين داخل مراكز الحجر الصحي كانت متوافرة، إلى جانب توفير سيارة اسعاف لنقل من يحتاج للعلاج داخل مراكز الحجر الصحي.

طفل الحكيم مشتهى، عُمر،  ذو الأقل من عامين، والذي كان ينتظر والده على نافذة المنزل على مدار 21 يوماً، تمكن أمس الإثنين أخيراً من رؤيته وذلك، بعد أن استطاع الحكيم مشتهى مغادرة مركز الحجر الصحي برفقة جميع المستضافين بعد أن أثبتت التحاليل المخبرية خلو الجميع من الاصابة بفيروس كوفيد 19.

وتعد تجربة الحكيم مشتهى ليست الوحيدة فطواقم التمريض ومنذ بداية العمل في مراكز الحجر الصحي، تعمل جنباً إلى جنب مع الكوادر الطبية والإدارية في تلبية احتياجات المستضافين داخل مراكز الحجر الصحي وفي الحفاظ على الصحة العامة للمجتمع.

وبدأت وزارة الصحة ومنذ مطلع الاسبوع الجاري، إنهاء الحجر المنزلي في عدد من مراكز الحجر الصحي في محافظات قطاع غزة، وذلك بعد التأكد من خلو المستضافين فيها من الاصابة بفيروس كوفيد19.

وتعد تجربة وزارة الصحة في قطاع غزة أحد التجارب الناجحة والموفقة على مستوى العالم في المحاربة الوقائية الفعالة لفيروس كوفيد19، حيث عملت الوزارة على مبدأ الوقاية خير من العلاج، مبدأٌ لا زال يثبت جدارته يوماً بعد يوم على جميع الأصعدة الصحية.