في مستشفى غزة الأوروبي المهدد بالإغلاق لنفاذ الوقود .. يواصل انجازاته
على الرغم ما يتهدده مستشفى غزة الأوروبي من مخاطر توقفه عن تقديم الخدمة الصحية نتيجة لنفاذ الوقود، إلا أن الإصرار على تحقيق الانجازات يتواصل، والتي كان أخرها مع المواطن ( أ . ع) الذي لم يتوقع أن يجد علاجاً للانسداد في الشريان الأبهر من منطقة تفرع الشرايين الكلوية، والذي يمنعه من المشي لأكثر من عشرة أمتار.
قام الفريق الطبي برئاسة د. محمد كلوب استشاري ورئيس قسم جراحة الأوعية الدموية وبمهارة عالية، بإجراء عملية جراحية متميزة للمريض، ولضخامة هذه العملية، فقد أجريت له عملية جراحية تعتبر تحضيرية، علي يد فريق جراحة القلب بمستشفى غزة الأوروبي بقيادة د. محمد نصار استشاري ورئيس قسم جراحة القلب.
وقد خضع المريض فيها لعملية زراعة شرايين في القلب قبل شهرين و نصف، وذلك ليتسنى لفريق جراحة الأوعية الدموية إجراء العملية الثانية والتي أجريت علي الشريان الأبهر، حيث تم إزالة انسداد من منطقة الشرايين الكلوية في الشريان الأبهر البطني و أخذت وصلة من أسفل الشرايين الكلوية مباشرة حتى الشرايين الفخذية.
وأوضح د. د. كلوب أنه تم وقف ضخ الدم من الشريان الأبهر عبر الشرايين الكلوية لمدة 12 دقيقة، لإمكانية تنظيف الشريان بشكل سليم، وبعد إنهاء العملية نقل المريض للعناية المركزة لمدة يومين، وبعد ذلك لقسم جراحة الأوعية الدموية، حيث غادر المريض المستشفى في 20/8/2015 لتنتهي آلامه ومعاناته، وهو بصحة جيدة وأصبح يمشي مسافات طويلة دون تعب.
العملية التي استمرت ثلاث ساعات ونصف استخدمت فيها أعلى التقنيات العالمية، وأجريت من فتحات صغيرة، كما وأن هذه العملية هي مميزة من نوعها على مستوي فلسطين التي يتم إجرائها بالوطن دون الحاجة لتحويل الحالات للخارج لإجرائها، هذا و لم يفلح اشتداد الحصار والأزمات المتلاحقة التي تعصف بالقطاع الصحي في وقف عجلة الانجازات التي تحققها مستشفي غزة الأوروبي، والتي تعتبر المستشفي الأولي في جراحات الأوعية الدموية الكبرى.
وتوجه د. كلوب بالشكر لاستشاريي التخدير والعناية المركزية د. ياسر الخالدي ود ماجد اللحام ود وليد الصالحي وطواقم التمريض الجراحية المشاركة بالعملية.
وبدوره أثنى د. يوسف العقاد مدير المستشفى على أداء الطواقم الطبية العاملة بمستشفى غزة الأوروبي، قائلاً ” برغم الحصار المطبق على القطاع، إلا أن الطواقم الطبية لا زالت قادرة على تقديم خدمة طبية متميزة لأبناء شعبنا المجاهد” وحذر د. العقاد من أنه في حال لم ينتفض العالم الحر لرفع الحصار عن غزة، وما لم تقم حكومة الوفاق بمسئولياتها تجاه مستشفيات القطاع، فان الخدمات الطبية الأساسية سوف تتقلص بشكل قد يؤثر سلباً على حياة المرضى بشكل مباشر.
فخر بالكوادر الطبية
بدورهم، عبر ذوي المريض عن شكرهم لله أولاً ثم للفريق الطبي على نجاح العملية، وعودة ابنهم يمشي بشكل طبيعي، مشيدين بمستوى الخدمة الصحية في مستشفى غزة الأوروبي، معربين عن فخرهم واعتزازهم بالأداء المتميز والمتطور للكوادر الطبية الفلسطينية.