الصحة/يحيى النواجحة

يعلو صوت رنين الهاتف ، بصوت سريع يخبرهم المتصل أن يكونوا على أتم الجهوزية لاستقبال حالة مرضية تم تحويلها لهم من خارج المستشفى، يشرح لهم وضعها وكل كلمة تسبقها عبارة وضعه الصحي خطير للغاية، استدعى استشاري ورئيس قسم القلب والقسطرة القلبية د. حسن الزمار الطاقم الطبي قبل وصول المريض (ج.م) البالغ من العمر 58 عاماً، المصاب بجلطة قلبية حادة و قاتلة، نتج عنها احتقان شديد في الرئتين، والمريض معرض لمضاعفات أخرى قد تؤدي للوفاة.

وخلال الاجازة الأسبوعية، تجلت مهمة الايادي البيضاء في مستشفى غزة الأوروبي لتقوم بأصعب مهمة وهي انقاذ حياة الرجل الخمسيني، فقام اختصاصي أمراض القلب و القسطرة القلبية التداخلية.

د. وائل حجازي يسانده اختصاصي أمراض القلب و القسطرة القلبية التداخلية د. اياد السعافين بادخال المريض إلى غرفة العمليات بقسم القسطرة، ويخضع لعملية جراحية عاجلة يتحدث عن تفاصيلها الدكتور وائل حجازي قائلاً : “وصل المريض للمستشفى الأوروبي محولاً من مجمع ناصر، وخلال العملية تم فتح الشريان بواسطة دعامة وكان الشريان مغلق منذ زمن، وما زاد الأمر صعوبة وجود جلطة في الشريان الآخر في نفس الجهة والشريانيين يغزيان عضلة القلب.” ستة ساعات من المتابعة حظي بها المريض بعد اجراء عملية القسطرة له، وقف فيها جميع الطاقم على قدم واحدة لأجل ضمان استقرار حالته الصحية قبل أن يتم تحويله لمجمع ناصر كي يستكمل علاجه.

لم تنته حكاية الإنجازات في هذا اليوم وقبل أن تلتقط الكوادر العاملة أنفاسها كانت حالة أخرى قد دلفت غرفة العمليات مجدداً، وتتطلب جهداً كبيراً لأجل انقاذ حياتها خاصة وأنها لرجل يبلغ من العمر 65 عاماً وقد تعرض لجلطة قلبية حادة.

د. اياد السعافين يروي تفاصيل العملية الثانية موضحاً أنه وبعد اجراء القسطرة تبين وجود ضيق في ثلاث شرايين أهمها الشريان الأيمن، فأجرى الفريق الطبي عملية قسطرة قلبية تداخلية بشكل عاجل وتم فتح الشريان الأيمن وتركيب دعامة وهو الشريان الرئيسي المسئول عن الجلطة مما أدى الى انقاذ حياته، ليتم في مرحلة لاحقة اجراء عملية للشريانين الاخرين.

وبينما الفريق الطبي منهمك في وضع اللمسات الأخيرة لاتمام نجاح العمليتين السابقتين فوجئوا بحالة ثالثة تتطلب هي الأخرى تدخل عاجل وسريع وكأن يومهم لم يكن له عنوان يوصف به الا ” يوم مهمات انقاذ الحياة”.

الدكتور حسن الزمار نوّه إلى أن العملية الثالثة كانت للشاب (ع.ف) البالغ من العمر 45 عاماً، و الذي أُصيب بذبحة صدرية حادة غير مستقرة، زاد خطرها كون الشاب مريض بالسكر، وتم فتح الشريان بشكل عاجل و انقاذ حياته لحين استقرار الحالة فيما سيجهز من أجل تحويله مستقبلا لجراحة القلب لاجراء عملية قلب مفتوح.

وبكل فخر بتلك المجهودات العظيمة أثنى د. الزمار على جهود الفريق الطبي، الذين لبوا نداء الواجب، مؤكداً أن وصول هذه الحالات الثلاثة في وقت واحد ليس بالأمر المعتاد، وهو ما يضع الطواقم الطبية في تحد كبير.

مستطرداً :” جميع العمليات تكللت بالنجاح واستقرت حالة المرضى وقد نجح الجميع في هذا التحدي بفضل التدريب والمهارة التي يتمتع بها فريق العمل المكون من د. وائل حجازي و د. إياد السعافين، والحكماء المشاركين معهم، الحكيم: مروان أبو حسنين وعماد الرقب ،ورمزي الشاعر وحمدان حجازي.