الادارة العامة للشئون القانونية
إن ما يمر به العالم من مشكلات وكوارث مختلفة “طبيعية – وبائية – فيروسية- حروب –أزمات….” يجعل الأفراد والمجتمعات تعاني نفسيا وصحيا كما هو الحال عليه العالم الأن بسبب فيروس كورونا.
حيث باتت تلبية الاحتياجات النفسية للمجتمع أثناء الكوارث الوبائية والأزمات المختلفة، من الحاجات الأساسية في مجال المساعدة الإنسانية المجتمعية، حيث تُأكد الأبحاث والدراسات النفسية ضرورة الدعم النفسي في حالة انتشار الأوبئة والكوارث الطبيعة إذ تؤكد هذه الابحاث أن الأشخاص اثناء الازمات هم أكثر عرضة للاضطرابات النفسية والأضرار الجسدية وسلوك النفور الاجتماعي، لذا لابد من عمل دعم نفسية لتقوية الشخصية وتعزيز الصلابة النفسية لدى الافراد والمجتمعات في تقبل الواقع والتعايش معه والعمل على تجاوز المشكلة بصلابة وثبات نفسي عالي
وقد نص القانون الأساسي الفلسطيني على أحكام الطوارئ المادة ( 110) من الفقرة (3) علي أنه يجب أن ينص إعلان الهدف من اعلان حالة الطوارئ بوضوح والمنطقة التي يشملها والفترة الزمنية لها وذلك يأتي من ناحية نفسية ويعزز على ردود فعل إيجابية على العامل النفسي للسلامة والأمان العام.
كما ذكر قانون الصحة العامة في المادة (2) يجب على الوزارة المتابعة مع الجهات المختصة للقيام وتقديم الخدمات الحكومية الوقائية من الناحية التشخصية والعلاجية والتأهيلية وإنشاء المؤسسات الصحية اللازمة لذلك .
وقد نصت المادة (36-37) من قانون الصحة الفلسطيني علي الدور الفعال لوزارة الصحة في تقديم كافة الخدمات الصحية والتثقيفية لكافة المواطنين التي من شأنها وقايتهم وحمايتهم.
ويندرج أهمية الدعم النفسي لمرضا الكورونا ضمن النقاط والاطار القانوني للوائح الصحية الدولية لأخذ التدابير على النحو السليم للحد من حالات الذعر والتحسين الأمثل للحالة النفسية للمجتمع.
حيث يعتبر الهدف الرئيسي للدعم النفسي الاجتماعي هو التخفيف من المعاناة الجسدية والعاطفية مثل الخوف والحزن والهلع… والتي قد تصيب الأفراد والمجتمعات ويكون الدعم النفسي والاجتماعي على بعدين.
– البعد الأول النفسي: على مستوى الأفراد الفكر والتفاعل العاطفي والمشاعر وردود الأفعال
– البعد الثاني الاجتماعي: ويكون على مستوى العلاقات والشبكات الأسرية والمجتمعية والقيم الاجتماعية والعادات الثقافية.
ويمكن للدعم النفسي والاجتماعي الحد من مخاطر الكوارث والاسهام في تعزيز قدرات الأشخاص في التكيف النفسي والمجتمعي من خلال المواجهة الفعالة والتعاضد المجتمعي مع ما يحصل، وتهيئة الأفراد والعائلات والمجتمعات نفسياً لمواجهة الأزمات ويعزز قدرتهم على التحرك والمواجهة، وقد يحفز المجتمعات على توظيف المزيد من مواردها في أنشطة التأهب للكوارث والتخفيف من آثارها.
“التدخل النفسي المبكر من شانه أن يخفف من التوتر بشكل كبير ويحد من تطور ردود الفعل البسيطة إلى ردود فعل حادة”
ولكفالة تلبية احتياجات الأشخاص والمجتمع، يجب إدماج الدعم النفسي والاجتماعي في الاستجابات التي تلبي احتياجات الافراد والمجتمعات في ظروف الازمات والكوارث الطبيعية والوبائية المختلفة، ويجب أن يصاحب هذا خدمات موجهة أكثر تخصصا في مجال الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي، وسيساعد إدماج الاعتبارات النفسية والاجتماعية في المجالات الأخرى على التعامل الجيد مع الكوارث والحفاظ على الأفراد من الاضطرابات التي تحصل لهم بسبب الخوف والهلع من انتشار الامراض والكوارث المختلفة.
وبالإضافة إلى ذلك، قد تُلبى احتياجات المتضررين النفسية والاجتماعية بكفاءة أكبر عن طريق الدعم النفسي والاجتماعي في التشريعات الوطنية، وقوانين الكوارث والأزمات الوبائية والفيروسية وادماجها ضمن تشريعات الدول والمنظمات، ويُستعان بالدعم النفسي في مجموعة من الأنشطة الإنسانية ذات الصلة بالتأهب لمواجهة الجوائح الوبائية والفيروسية كما هو الحال الان في مواجهة جائحة وباء كورونا، ومواجهتها من خلال الإسعافات الأولية الصحية والنفسية، والصحة في حالات الطوارئ وبرامج الوقاية مثل المشاريع المتعلقة بصحة المجتمعات.
وعمل برامج للرعاية النفسية والاجتماعية من خلال وضع استراتيجية شاملة للدعم النفسي والاجتماعي وإرشادات تنفيذ هذه السياسة، ووضع اليات واضحة للمواجهة وحماية الأفراد وتعزيز صحتهم النفسية والجسدية في مواجهة الجائحة الوبائية للكورونا، من خلال:
– منهج وقائي يهدف إلى حماية الافراد وتعزيز الثقة لديهم والقدرة النفسية في التحمل والمواجه لان الدعم النفسي المبكر هو عامل وقائي يساعد الاشخاص على التكيف بطريقة أفضل مع الظروف ويعزز قدرتهم على التفاعل بشكل أفضل، لان اهمال ردود الفعل الانفعالية قد يخلق ضحايا سلبيين بدلا من ضحايا ناشطين.
– مساعدة مباشرة للأشخاص من خلال تقديم المعلومات والتثقيف النفسي والصحي في التعامل مع الازمات والكوارث.
– المساعدة على توفير الاحتياجات النفسية والاجتماعية للأفراد (الحاجات الفسيولوجية -احتياجات السلامة والأمان-الاحتياجات النفسية – احتياجات الحب والانتماء-احتياجات التقدير-احتياجات تحقيق الذات-احتياجات سمو الذات الحاجة إلى تقديم خدمة للمصلحة العليا والعامة).
الدعم النفسي الاجتماعي هو حاجة طبيعية للمجتمعات التي عانت وما زالت تعاني من الأزمات والكوارث الطبيعية
– تعزيز الحالة النفسية، إن الحالة النفسية مثل القلق او الحزن او الخوف تأثير كبير على دافعية الشخص بطرق مختلفة عن الاثار التي يسببها مزاج السعادة والفرح وقد تتأثر الحالة النفسية بالأحداث الحياتية والاخبار المتداولة وغيرها.
– الادراك: إن كيفية إدراك الاشخاص وتفسيرهم للأحداث تتفاعل وتؤثر على الحالة النفسية للفرد فالإدراكات والتفسيرات السلبية تساهم في جعل مزاج الشخص سيئا أما التفسيرات الايجابية تحسن من مزاج الشخص وتزيد من حسة بالسلامة والأمان.
– تحسين السمات الحيوية للأشخاص على المدى القصير لأنه مع ردود الافعال البسيطة والمباشرة قد تتطور إلى مشكلات ذات نتيجة سلبية مع الزمن.
– التدخل النفسي المبكر من شانه أن يخفف من التوتر بشكل كبير ويحد من تطور ردود الفعل البسيطة إلى ردود فعل حادة.
إن الدعم النفسي الاجتماعي هو حاجة طبيعية للمجتمعات التي عانت وما زالت تعاني من الأزمات والكوارث الطبيعية، فالفهم الصحيح لآليات الدعم النفسي الاجتماعي، وتكييفها بحسب حاجات وخصائص البيئات، والمشكلات التي تواجه المجتمعات الإنسانية، هو من أهم ما يجب مراعاته عند أي تدخل، حيث تعتبر التدخلات النفسية الاجتماعية خطة للتغيير الإيجابي، ومؤشر مهم لتعافي العام .