عقد معالي وزير الصحة د. باسم نعيم اجتماعا مع أعضاء اللجنة الوطنية العليا لمكافحة أنفلونزا الخنازير والتي تضم ممثلين عن الوزارات ومؤسسات صحية أهلية وممثلين عن منظمة الصحة العالمية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين”الانروا” بحضور وكيل وزارة الصحة المساعد د.حسن خلف ود. محمد الكاشف مدير عام المستشفيات ومدير عام الرعاية الصحية الأولية وذلك في مقر الوزارة بغزة.

ويأتي الاجتماع بهدف استمرار التشاور والتواصل بين أعضاء اللجنة بغية اطلاع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية على الإجراءات الوقائية التي تنفذها وزارة الصحة بالإضافة إلى إشراك الجميع في حملة التوعية التي تطبقها الوزارة بناءاً على الخطة التي تم وضعها مسبقا مع إدخال بعض التعديلات عليها.

وأكد الوزير نعيم أن وزارة الصحة ستوّفر كميات كبيرة من اللقاحات والأدوية خلال الأيام القادمة، موضحا أن أولويات التطعيم يتم تحديها وفق آليات محددة يتم تدارسها خلال الاجتماعات الدورية التي تعقد أسبوعيا، مشيرا أن الوزارة تمكنت من علاج معظم المصابين بأنفلونزا الخنازير، منوها أن ضحايا الوباء كانوا مصابين بالعديد من الأمراض وقد أدت إلى وفاتهم لعدم قدرتهم على مواجهة مرض أنفلونزا الخنازير بسبب ضعف المناعة لديهم وإصابتهم بأمراض مزمنة.

واتفق الوزير نعيم مع الحضور على توحيد الجهود والطاقات من أجل مواجهة الشائعات التي تروج لها بعض وسائل الإعلام بغرض إحداث بلبلة في الشارع، وذلك من خلال اعتماد الآليات التي تحددها اللجنة الوطنية العليا لمكافحة أنفلونزا الخنازير لإيصال الرسالة الإعلامية عبر القناة الرسمية الوحيدة والمتمثلة في وزارة الصحة، مبينا أن هذا الاتفاق يسهم في توضيح الحقيقة لكافة المواطنين وتعطيهم الطمأنينة وتنقل لهم الحقائق كما هي دون تغيير.
من جهته قال د. حسن خلف وكيل وزارة الصحة المساعد \” إن الوزارة منذ اللحظات الأولى التي اكتشف فيها فيروس أنفلونزا الخنازير فقد تم الإعلان عن هذا الخبر بشكل رسمي وعبر مؤتمر صحفي مشيرا أن الوزارة واجهت بعض الصعوبات في بداية الأمر بسبب الترويج غير الصحيح واللامنضبط الذي روجت له بعض وسائل الإعلام عن قصد، مبينا أن الوزارة تعاملت مع هذا الأمر بكل موضوعية وشفافية وأصبحت مصدر المعلومة الوحيد بهذا الخصوص، مشيراً انه تم إجراء العديد من اللقاءات الإعلامية عبر وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية ووكالات الأنباء والفضائيات المنتشرة في فلسطين بهدف توعية المواطنين وإخبارهم بالحقيقة أولا بأول.

بدوره استعرض د. فؤاد العيسوي رئيس اللجنة الفنية العليا لمكافحة أنفلونزا الخنازير الحملة الإعلامية الضخمة التي تنفذها دائرة التثقيف والتعزيز الصحي قائلاً إن حملة التوعية والإرشاد شملت المدارس والمساجد ورياض الأطفال و الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني للوصول إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين.

وتابع \” تم الاستمرار في عقد البرامج التوعوية داخل العيادات والمستشفيات للمترددين، وفي المراكز الصحية تم إلصاق بوستر عن أنفلونزا الخنازير وطرق الوقاية والعلاج في جميع المراكز الصحية لزيادة الوعي للجمهور.

وحول آخر الإحصائيات حول مرض أنفلونزا الخنازير فقد أشار د. العيسوي إلى أن إجمالي عدد الحالات التي تم الاشتباه بها 216 حالة، ما ثبتها منه مخبريا 92 حالة، موضحا أن 52 منها قد غادرت إلى منازلهم وقد تعافوا من المرض بينما عدد الوفيات 9 حالات موضحا أنهم كانوا يعانون من نقص المناعة وحالتهم الصحية كانت متدهورة وكانوا أكثر المصابين عرضة للموت، منوها أن هناك 8 حالات داخل المستشفيات مشتبه بها لم تغادر حتى تظهر نتائج الفحص المخبري، وبقية المصابين موجودين تحت المراقبة والمتابعة في المستشفيات.

وبدوره أكد د. محمد الكاشف مدير عام المستشفيات أن 90% ممن أصيبوا بفيروس H1N1 تعافوا وبصحة جيدة وأن 10% منهم قد توفوا بسبب ضعف جهاز المناعة لديهم. وأكد أنه منذ ظهور المرض في العالم فقد تم تجهيز المستشفيات الثلاث الرئيسية لعلاج أية مصابين بالمرض وهم مجمع الشفاء الطبي ومستشفى النصر للأطفال ومستشفى غزة الأوروبي. من جهته أوضح د. زياد ثابت وكيل مساعد وزارة التربية والتعليم أن طلبة المدارس يشكلوا ثلث سكان قطاع غزة، مبينا الدور الذي قامت به وزارة التربية والتعليم في نشر البرامج والإرشادات العامة وورش العمل واللقاءات داخل المدارس لتوعية الطلبة بالمرض وسبل الوقاية منه.

من جانبه أوضح د. علي الجيش مدير مراقبة الأمراض بالأنروا أن مرض أنفلونزا الخنازير انتشر في دول العالم ولأنه لم يكن معروفا لدى الناس فقد أثار المخاوف لديهم موضحا أنه مع مرور الوقت سيصبح مرض موسمي. وبدوره بيّن د. محمد المقادمة مدير البرامج الصحية بالأنروا أنه لا داعي لتضخيم المرض، مطالبا المواطنين بالاطمئنان وعدم الخوف والانجرار وراء الشائعات التي تضخم من هذا الوباء، مشيرا أنه لم يصدر أي قرار من قبل الأنروا بوضع الكمامات أو الأقنعة في مدراس الوكالة، مؤكدا في الوقت ذاته إلى أن الوكالة كان قد وضعت خطة للتعامل مع أي حالات قد تظهر وأنه تم عقد اجتماع مسبق مع مدراء عيادات الوكالة والأطباء والممرضين العاملين فيها لبحث التدابير اللازمة التي وضعت سلفا.

وفي نهاية اللقاء أكد معالي الوزير نعيم على أن موضوع وباء الخنازير ليس ذو بعد صحي فحسب وإنما له أبعاد أخرى، وهو قضية وطنية بالدرجة الأولى، مؤكدا أن لا يتوجب على أية مؤسسة أن تتخذ قرار بالتعطيل بشكل فردي لأن القرار مركزي في هذا الخصوص تشارك به كافة المؤسسات وفق آلية تحددها الجهات المسئولة والمخولة بهذا الشأن.

وقد وجه السيد الوزير رسالة إلى وسائل الإعلام بعدم استخدام الصور التي تخيف وتقلق المواطنين، وتجنب استخدام بعد المصطلحات التي تربك المواطن مثل كلمة \”تحصد\”، موضحا أهمية صياغة الخبر بشكل إنساني. مشددا على الدور الهام الذي تبذله وزارة الصحة في متابعة هذا الموضوع وأن تضافر الجهود مجتمعة هو المتطلب الأساسي لهذه المرحلة. دائرة العلاقات العامة والإعلام وزارة الصحة
.

دائرة العلاقات العامة والإعلام
وزارة الصحة