اختتم مجمع ناصر الطبي فعاليات مؤتمره العلمي الرابع لأمراض الباطنة في غزة، والذي عقد برعاية معالي وزير الصحة د. جواد عواد، على مدار ثلاثة أيام متواصلة، بمشاركة 400 من الأطباء والاستشاريين وأخصائيي الباطنة بكافة تخصصاتها وكوادر طبية من جميع المؤسسات الصحية الرسمية والخاصة، ومحاضرين وعمداء من كليات الطب من الجامعات الفلسطينية، وشخصيات طبية من الضفة الغربية والقدس المحتلة، وذلك في فندق “الأرك ميد”، وبدعم ورعاية شركة نوفارتس وشركة ميجا فارم، ورعاية إعلامية لعدد من المؤسسات الإعلامية الفلسطينية.

وبدأت فعاليات المؤتمر يوم الجمعة 12/9 بجلسة افتتاحية تضمنت عدة كلمات للدكتور يوسف أبو الريش وكيل وزارة الصحة، ود. جمال الهمص رئيس المؤتمر، و د.عمرو الاسطل المنسق العام للمؤتمر، ود.علاء الدين المصري رئيس اللجنة العلمية.

وأكد المجتمعون على أهمية انعقاد المؤتمرات لتبادل الخبرات والالتقاء بين المشاركين للتباحث حول المستجدات في مجال طب الباطنة بتخصصاته.

وفي كلمة ألقاها وكيل وزارة الصحة د. يوسف أبو الريش بالنيابة عن وزير الصحة د. جواد عواد قال فيها ” إن انعقاد المؤتمر هو رسالة واضحة لكل العالم بأنغزة الصابرة تستحق أن تحيا ويجب أن تحيا، مشيراً إلى أن دماء الشهداء والجرحى التي نزفت خلال العدوان هي من أحيت امتنا العربية والإسلامية وكتبتانتصارا لجميع قطاعات الشعب الفلسطيني”.

وبين د. أبو الريش أن وزارته تسعى الآن للعمل ضمن ثلاث محاور، أولها إصلاح الضرر الناجم عن العدوان، والعمل على ملئ الفجوة الكبيرة التي تركتها سنوات طويلة من الحصار على القطاع الصحي، والعمل ضمن خطة تنموية وفقاً للخطة الإستراتيجية التي أقرتها وزارة الصحة.

وتناول المؤتمر خلال الأيام الثلاثة أوراق عمل علمية متخصصة وعرض حالات دراسية تم التعامل معها في قطاع غزة، وعرضت مجموعة من أبحاث علمية أنجزها أطباء من المؤسسات الصحية الفلسطينية تطرقت إلى مواضيع عديدة لها علاقة بأمراض الباطنة بكافة تخصصاتها. منها واقع مرض الثلاسيميا في قطاع غزة والضفة الغربية وواقع مرضى السرطان ومرض التدهن الكبدي وأسباب التفشي المستمر لمرض النكاف الذي أصاب الكثير من سكان قطاع غزة عام 2013.

وأوصى المشاركون في المؤتمر بتعزيز ثقافة البحث العلمي لدى العاملين في المجال الطبي بالاعتماد على المعلومات والسجلات الطبية لتطوير الخدمات الصحية للمرضى، ورفع درجة الوعي لدي الأطباء بنقد وتفنيد الأبحاث العلمية الطبية وكتابة المقالات المتخصصة المنشورة في المجلات العلمية المتخصصة بناء على أسس علمية .

كما أكد المشاركون على ضرورة الاهتمام بمرضى السرطان وتوفير الرعاية الصحية والدعم الاجتماعي لهم ودعوة المنظمات الأهلية للقيام بدورها في التنسيق مع المؤسسات الصحية الرسمية في تقديم الدعم لهم وتعزيز الخدمات المقدمة.

وأكدت اللجنة العلمية على أن ارتفاع بعض وظائف الكلى وخاصة Creatinine لا يمثل عائقا في  استخدام صبغة الحقن الوريديContrast  أثناء عمل القسطرة القلبية وذلك عند المرضى المصابين بمرض الفشل الكلوي وأهمية أخد الاحتياطات الأساسية وخاصة زيادة السوائل قبل وبعد إجراء القسطرة القلبية.

وأوصت اللجنة بتشجيع الأطباء باستخدام العلاج الفمويOral Corticosteroids  بدلا من الوريدي I.V  في علاج مرض COPD وذلك لفترة زمنية لا تتعدي خمسة أيام عوضاً عن الفترات الزمنية الطويلة مما يجنب المريض حدوث الأعراض الجانبية من هذا النوع من الأدوية دون تأثر فعاليتها وتأثيرها الطبي المطلوب.

وأشار د. جمال الهمص مدير مجمع ناصر الطبي إلى أن المجمع رغم الأوضاع التي عاشها ويعيشها قطاع غزة حرص على انعقاد مؤتمره السنوي كاستجابة لتوصيات المؤتمر الثالث. وكذلك تأتي في سياق الفعاليات التي ينظمها باستمرار مجمع ناصر الطبي لتحسين جودة الخدمات الطبية التي يقدمها للمواطنين ورفد الأطباء بالمعلومات الحديثة التي تتعلق بطب الباطنة.

وقال د. علاء الدين المصري رئيس اللجنة العلمية أن المؤتمر حافظ على استمرارية انعقاده وهو يحمل رسالة بأن غزة رغم كل معاناتها لازلت تحمل شعلة الحياة وتوقدها بالإرادة والعمل. مشيرا أن المؤتمر عرض الكثير من المستجدات في تخصصات طب الباطنة وحالات دراسية ناجحة تم علاجها في قطاع غزة الفقير بالإمكانيات إضافة إلى الأبحاث التي قام بها عدد من الأطباء تتطرق إلى الواقع الصحي وواقع العديد من الأمراض في القطاع .

و أكد المنسق العام للمؤتمر د. عمرو الاسطل أن المجمع سيواصل انعقاد المؤتمر السنوي كي يثبت للعالم أن غزة تستحق الحياة وان بها مؤسسات تستطيع أن تعمل متحدية كافة الظروف المحيطة بواقعه الصعب، وقال انه تم تحديد تاريخ 7-9 أغسطس 2015 ليكون موعداً لانعقاد المؤتمر العلمي الخامس لأمراض الباطنةـ وقدم دعوة للجميع بالمشاركة بأوراق عملهم، مثمنًا على جهودهم الكبيرة في إنجاح المؤتمر والحفاظ على استمراريته .

وأشار د. حازم عمار ممثل شركة نوفارتس في قطاع غزة أن دعمها ورعايتها للمؤتمرات والأيام العلمية يأتي انطلاقا من رؤية الشركة  care and cure” وضمن مسؤولياتها الاجتماعية تجاه الكادر الطبي والمجتمع بشكل عام.

ودعا وئام فارس رئيس اللجنة الإعلامية كل الشركات أن تحذو حذو شركة نوفارتس وان تخرج من بوتقة المنافسة التجارية الضيقة وان تساهم بقدر اكبر بدعم المؤتمرات والنشاطات العلمية المختلفة بما يعود بالفائدة والتطوير الذي يصب في النهاية لصالح المريض .

وقد لاقى المؤتمر شكر واستحسان الحضور والمشاركين ، وكان لافتا للنظر انه تم تغطية المؤتمر من خلال وسائل التواصل الاجتماعي الفيسبوك وتوتير والعديد من المواقع الالكترونية المهتمة.

وفي نهاية المؤتمر تم تكريم كل من شارك في إنجاح هذا المؤتمر العلمي الرابع من لجان المؤتمر والمحاضرين المشاركين بأوراق عمل والمؤسسات الداعمة للمؤتمر والمؤسسات الإعلامية الراعية للمؤتمر .