مركز عدنان العلمي للحروق.. حياة جديدة من رحم النيران

الصحة إن ملكها الإنسان ملك الحياة.. في غزة المحاصرة والمحرومة من كل المتطلبات الأساسية للعيش بكرامة، وجوه أنهكها التعب والحسرة والحرمان.. فالقطاع الصحي له نصيب الأسد من الحصار .. نقص حاد في الأدوية وانقراض أصناف أخرى، وانقطاع متكرر للكهرباء ونقص حاد في الغاز، أزمات تهدد آلاف المرضى أطفالاً وشيوخاً ونساء،وإغلاق المعابر بشكل متكرر فاقم الأزمة ، وضحايا الحصار أرقام متزايدة، ولا زالت العيون تتطلع إلى السماء تطلب الرحمة من رب العباد .

انفجار اسطوانة غاز

الطفل ( فراس.أ-  12عاماً) من بيت حانون وصل إلى مجمع الشفاء الطبي، يعاني من حروق من الدرجة الثالثة التهمت أكثر من 40% من جسده تركزت في الوجه والأطراف السفلية والعلوية .

بدأت معاناته بانفجار اسطوانة الغاز داخل مطبخ العائلة، لحظة تواجده فيه فأصابته إصابة مباشرة دفعته لإلقاء نفسه من الطابق الثاني، بعد أن تحول المنزل إلى أطلال.

بأيدي رحيمة وإحساس مرهف على حالته، استقبل مركز عدنان العلمي للحروق بمجمع الشفاء الطبي الطفل المصاب، وبسرعة واهتمام  فائقين- وفق شهادة والد الطفل- أدخل “فراس”  إلى قسم العناية المركزة للحروق ومكث فيه لأكثر من شهرين متتاليين، خضع خلالها لعدة عمليات جراحية، وتنظيف للحروق وترقيع، وبعد استقرا ر حالته تم تحويله إلى القسم الداخلي لمركز الحروق لاستكمال علاجه.

” ما عشمت يعيش” بهذه الكلمات بدأ والد الطفل المصاب حديثه معنا..غصة بالقلب تسكته برهة، وعبرات  تنفجر، وكلمات مفعمة بالدعاء للطاقم الطبي  الذين اشرفوا على علاج ابنيه منذ اللحظة الأولى لوصوله إلي المجمع،فابنته الصغرى أيضا أصيبت بحروق من الدرجة الثالثة في نفس الانفجار أتت على 20% من جسدها النحيل، ومكثت في المركز أسبوعا كاملاً، وغادرت المستشفى بعد أن أتمت علاجها.

استشاري ورئيس مركز عدنان العلمي للحروق في مجمع الشفاء الطبي د. نافذ أبو شعبان  وصف لنا حالة الطفل المصاب لحظة استقباله قائلاً: ” استقبلناه  بوضع خطير، وإصابته مخيفة ومذهلة جدا”.

وأضاف د. أبو شعبان: “إن مثل هذه الحالات يرثى لها، ومن الصعب أن تستمر على قيد الحياة، ولكن بعزيمة الأطباء وكفاءتهم المتزايدة وخبرتهم الطويلة، تمكنّا من إنقاذ حياة الطفل، وإخضاعه للعلاج والتنظيفات التي كانت تتم له يوميا حتى بدأ يتماثل للشفاء”

سقطت في الماء المغلي

(أسيل. ع) زهرة جميلة تبلغ من العمر (عامان) من سكان دير البلح، ، معاناتها بدأت بسقوطها في وعاء الماء المغلي أثناء قيام عائلتها بإعداد الطعام للضيوف الذين تواجدوا لحضور حفل زفاف احد أفراد العائلة.

 الحروق أتت على أكثر من 30% من جسدها الصغير،وصلت إلى مركز الحروق بمجمع الشفاء الطبي بحالة حرجة وأدخلت فورا إلى العناية المركزة.

أم الطفلة (أسيل) قدمت شكرها إلى جميع الأطباء والممرضين بعد شفاء ابنتها، واثنت على الاهتمام، والمعاملة الإنسانية، ونظافة المكان والطعام المقدم للمرضى.

وأكد د. أبو شعبان على الاهتمام بمثل هذه الحالة قائلا: “إن الاهتمام بالطفلة بدأ فور وصولها إلى المجمع، وأجريت لها عمليات التنظيف والترقيع وخضعت لعلاجات مكثفة وغيارات متواصلة، بالإضافة إلى العلاج الطبيعي”.

أم الطفلة (أسيل) قدمت شكرها إلى جميع الأطباء والممرضين بعد شفاء ابنتها، واثنت على الاهتمام الآدمي والإنساني الذي تعاملت به من قبل إدارة المستشفى والعاملين فيها، وعلى نظافة المكان وبالطعام المقدم للمرضى.