تمكن الفريق الطبي في مركز القسطرة القلبية بمستشفى غزة الأوروبي بقيادة د.محمد حبيب رئيس المركز ود.منتصر إسماعيل اخصائى أمراض القلب والحكيم وحيد أبو غالى وطاقم التمريض من فتح فوهة جذع الشريان التاجي الأيسر المتضيق بنسبة 99% عن طريق القسطرة العلاجية للمريضة (ف.د) البالغة من العمر 50 عاما كانت تعانى من ذبحة صدرية غير مستقرة.
وأكد د.حبيب أن العملية تكللت بالنجاح موضحا أن فريقه الطبي قام بإجراء القسطرة التشخيصية للمريضة مما أدى إلى هبوط في ضغط الدم حيث أصبح ضغط الدم 50/70 مم زئبق وتغير بشكل ايجابي كبير في تخطيط القلب وفي هذه الحالة يتطلب إجراء جراحة قلب مفتوح بأقصى سرعة.
وأضاف د.حبيب أن الفريق سارع بإجراء قسطرة علاجية عاجلة بطريقة ميكانيكية لتوسيع فوهة الشريان الأيسر الأمر الذي ينتج عادة من تصلب الشرايين موضحا أن ذلك يتم بتمرير شبكة معدنية فوق بالونات مطوية بإحكام إلى المكان الضيق لإعادته إلى حجمه الطبيعي، ثم نفخها باستخدام ضغط ماء يصل إلى (75-500) ضعف ضغط الدم العادي والذي يتراوح ما بين (6-20) ضغط جوي استطاع تثبيت دعامة معدنية داخل فوهة الشريان التاجي الأيسر والشريان الأورطي.
وأشار د.حبيب إلى أن هناك دراسة أجريت على 2500 مريض خضعوا لإجراء قسطرة تشخيصية في مستشفى غزة الأوروبي ونشرت مسبقا أظهرت أن نسبة التضييق في جذع الشريان التاجي الأيسر في قطاع غزة هي الأعلى على مستوى العالم حيث بلغت 9% من مجمل المرضى اللذين يعانون من تضييق في الشرايين التاجية وان 3.8% منهم يعانون من تضييق شديد يتطلب إجراء جراحة قلب مفتوح عاجلة لهم.
ومن جهتها عبرت المريضة عن سعادتها بنجاح العملية وإنهاء معاناتها حيث أنها كانت تشكو من الآم شديدة في منطقة الصدر مؤكدة أنها تشعر بتحسن كبير بعد إجراء العملية مثنية على جهود الطاقم الطبي والتمريضي في مركز القسطرة القلبي برئاسة د. حبيب وإدارة المستشفى على ما قدموه من خدمات صحية مميزة ساهمت في نجاح العملية.
وبدوره أشاد د.عبد اللطيف الحاج مدير المستشفى بهذه النقلة النوعية في مركز القسطرة مؤكدا بأنه بمثل هذه العمليات يمكننا إنقاذ العديد من حياة المرضى دون إجراء الجراحة لهم. مما يوفر تكلفة مالية عالية مقارنة بالجراحة ويقلل نسبة المضاعفات ويفتح المجال لإنقاذ عدد اكبر من حياة المرضى.
وجدير ذكره أن نسبة الموت في إجراء القسطرة التشخيصية لفوهة الشريان التاجي الأيسر المتضيق عالية جدا. وان هذا التضييق عادة يتطلب إجراء جراحة قلب مفتوح بسرعة لإنقاذ حياة المريض علما أن جزءا كبيرا من المرضى اللذين يعانون من تضييق في جذع الشريان التاجي الأيسر يتوفون أثناء إجراء القسطرة التشخيصية لهم بسبب عدم التمكن من إجراء جراحة القلب المفتوح بشكل عاجل.