مطالباً الحكومة بتحمل مسئولياتها

علي: كارثة صحية ستحدث إذا نفذت شركات النظافة إضرابها

تتهدد المستشفيات والمرافق الصحية العاملة في قطاع غزة أزمات خطيرة على المستويين الصحي والبيئي، بسبب تحذير شركات النظافة المشرفة عليها بالتوقف عن العمل نظراً لعدم صرف مستحقاتها من قبل حكومة الوفاق الوطني للشهر الخامس على التوالي، إضافة لعدم مقدرة تلك الشركات على تلبية أجور ورواتب العاملين وشراء المستلزمات والمواد المتعلقة بتنظيف المستشفيات والمرافق الصحية.

مدير عام الشئون الإدارية والمالية في وزارة الصحة أحمد علي أكد أنه لا يمكن تخيل المأساة التي من الممكن أن تحدث بسبب توقف خدمات النظافة في المرافق الصحية، مضيفاً أن ذلك سيؤدي إلى كارثة صحية وانتشار للأوبئة والأمراض وخاصة على صعيد غرف العمليات والعناية المركزة التي تحتاج لمواد تعقيم خاصة وفي حال عدم توفر تلك المواد فإن الخدمات الصحية ستتعرض لكارثة.

وأوضح أنه في حال توقف خدمات النظافة في المستشفيات فإن المرضى المتلقين للعلاج والموظفين العاملين في المستشفيات سيكونون عرضة لخطر الإصابة بالعديد من الأمراض.

وأشار علي إلى أن وزارة الصحة في رام الله لم تدفع المصاريف التشغيلية لهذه الشركات منذ تولي حكومة الوفاق الوطني لهذا الأمر، مبيناً أن شركات النظافة المشرفة على مستشفيات ومرافق القطاع الصحي في قطاع غزة بحاجة إلى 750 ألف شيكل  بشكل شهري.

وأكد أن إدارته تتواصل بشكل يومي مع وزارة الصحة في رام الله وترسل المعاملات، إلى جانب حديثها مع العديد من المؤسسات المحلية والدولية بخصوص الأزمات الكبيرة التي يشهدها القطاع الصحي في قطاع غزة والذي يحتاج إلى 20 مليون شيكل كمصاريف تشغيلية، داعياً إلى تجنيب القطاع الصحي من حالة الانقسام والفراغ السياسي في قطاع غزة لأنه يتعلق بحياة مليون و ثمانمائة ألف مواطن يعيشون في القطاع. 

من جانبهم، طالب عمال النظافة في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، خلال وقفة احتجاجية نظموها داخل المستشفى بصرف رواتبهم المقطوعة منذ أكثر من ستة أشهر، وقال زايد ماضي أحد العمال المشاركين في الوقفة إنه لا يستطيع الاستمرار في عمله في ظل عدم مقدرته على تلبية احتياجات عائلته.

وتابع ماضي قوله “لم نتخاذل عن عملنا في ظل القصف والدمار طوال فترة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ورغم ذلك كنا نساهم في مساعدة الطواقم الطبية والإسعافات لخدمة أهلنا وشعبنا، متسائلاً هل من الممكن أن يكون جزائنا بأن نحرم من توفير قوت عائلاتنا.

فيما أكد جهاد أبو حطب أحد العمال المشاركين في الوقفة الاحتجاجية أن العمال يعانون الكثير في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه القطاع، وخاصة مع قدوم العام الدراسي الجديد، بالإضافة إلى عجز بعض العمال دفع ثمن المنازل التي يستأجرونها.

بدوره، أوضح أبو حازم الداية مدير شركة النظافة بمجمع الشفاء الطبي أن شركته ستصبح غير قادرة على الالتزام بواجباتها فيما يتعلق بنظافة المستشفيات بسبب تراكم الديون المستحقة عليها لموردين مواد التنظيف وللعمال الذين لم تصرف رواتبهم للشهر الخامس على التوالي.

وأشار الداية إلى أن العشرات من العاملين لدى شركته بدأوا بمغادرة أعمالهم والبحث عن أعمال أخرى نتيجة أزمة الرواتب، مفيداً أن شركته تعمل بأقصى إمكانياتها لاستمرار العمل في الأماكن الحساسة كغرف العمليات والعناية المركزة، لضمان عدم حدوث كارثة صحية.

وتابع الداية قوله: ” عملنا على مدار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تحت الضغط الشديد، ما أدى إلى استهلاك العديد من مواد التنظيف من مخازننا وهنالك العديد من أصناف المنظفات والمعقمات نفدت والعديد من الأصناف الأخرى على وشك النفاد”.

وبين الداية أن شركته رفعت العديد من المكاتبات والمطالب لوزير الصحة د.جواد عواد بهذا الخصوص، مضيفاً أن شركته ستستمر في تنظيم الوقفات الاحتجاجية إلى حين تحقيق مطالبها.