نفاد الأدوية والمستهلكات الطبية يفاقم من معاناة المرضى المزمنين
وزارة الصحة/ ملكة الشريف
ما زالت معاناة “أم محمد” 60 عاما تتجدد كل عدة شهور، فهي تصرف نصف كمية الدواء التي وصفها لها الطبيب بشكل شهري من صيدلية مركز شهداء الرمال الصحي في مدينة غزة، لإصابتها بمرض السكري والضغط المزمنين، وأحيانا أخرى لا تجد علاج القلب وأدوية الربو مما يضطرها البحث عنه في الصيدليات الخاصة مما يزيد معاناتها، وهي التي تعاني من سوء الحالة المعيشية.
وتأتي هذه المعاناة في ظل تحذير وزارة الصحة الفلسطينية من التداعيات الخطيرة على المرضى في قطاع غزة بسبب أزمة الأدوية الشديدة حيث وصل العجز في الأدوية والمستهلكات الطبية بمعدل 52%.
من جهته، أكد مدير مركز شهداء الرمال الصحي د. عاهد سمور أن معاناة وزارة الصحة مع الأدوية وخاصة المزمنة هي أزمة شبه دائمة، وهي ليست فقط في نقصها وعدم توفرها، بل أن القائمة الأساسية للأدوية تحتاج إلى تحديث فهي لم تحدّث منذ العام 2013، وهي بحاجة لإدخال أصناف جديدة، منوها أن الأدوية الموجودة قديمة ولا تواكب الأدوية الحديثة وهي غير محبذة.
وأوضح د. سمور بأن العجز الذي نواجهه في مخازن الأدوية والصيدليات ينعكس على المريض نفسه، فالأدوية غير كافية نوعا وكما، مشيرا أن العلاج الذي يصرف للمرضى هو جزء من خطة علاجية توضع للمريض المزمن للسيطرة على المرض والتعايش معه، ومنع المضاعفات عن حالته المرضية، وأي تأخير أو معوقات على الخطة العلاجية يؤدي إلى نتائج عكسية وانتكاسات على المريض.
من جهتها أوضحت رئيس قسم الصيدلة في مركز شهداء الرمال الصحي د. هيا النابلسي أن كميات الدواء التي تصل الصيدلية محدودة، وهناك قرار بتوزيع الأدوية مجزأة للمرضى، وذلك في سبيل تحقيق العدالة في التوزيع بين المرضى بحيث يأخذ كل مريض جزء ولو يسير من الأدوية المخصصة له.