الصحة/ إبراهيم شقوره
“لا تكاد تصحو حتى يغالبها الإعياء والارهاق من جديد”، هكذا وصفت والدة الفتاة دعاء دلول حال ابنتها في ظل حالة فقر الدم الشديدة التي أصابتها في ضوء انقطاع أحد الهرمونات الأساسية التي يتلقاها مرضى الفشل الكلوي في قطاع غزة والمتمثل في هرمون (إريثروبيوتين-Erythropoietin)، وهو هرمون يستخدم لعلاج فقر الدم الناجم عن أمراض الكلى المزمنة.
فدعاء وكما تقول والدتها، مقبلة على عملية زراعة كلى خلال المرحلة المقبلة، وهي غير قادرة على تلقي وحدات دم خارجية كبديل على الهرمون لأن ذلك سيمنعها من إجراء العملية ما يدعها في هذه الحالة من الإعياء والإرهاق لها ولعائلتها.
ليس بعيداً عن دعاء وفي ذات الغرفة تعاني المريضة ريم الدريملي من أحد عشر عاما من الفشل الكلوي، ولكن لم تكفيها هذه المعاناة فشكل انقطاع هرمون إريثروبيوتين مفاقمة لمعاناتها، إذ تعاني من الحساسية جراء اعطاءها وحدات دم تعزيزية لتقوية الدم في ظل انقطاع الهرمون.
وترجو المريضة الدريملي بأن تجد مناشداتها ومناشدات مرضى الكلى آذاناً صاغية في ظل معاناتها الدائمة حتى تستطيع ممارسة الحد الأدنى من نشاطها اليومي، مشيرة إلى أنها تعاني بشكل مستمر في ظل انقطاع الهرمون.
في ذات السياق، يقول رئيس قسم الكلية الصناعية بمجمع الشفاء الطبي د. عبد الله القيشاوي إن هرمون ايثروبيوتين منقطع تماماً منذ أشهر في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، مشيراً إلى أن نقص الهرمون المسؤول عن الحفاظ على مستوى الدم يؤدي إلى العديد من المضاعفات من بينها فقر الدم ” الأنيميا” وقد يؤدي إلى مضاعفات تصل إلى فشل في عضلة القلب.
كما يشير د. القيشاوي إلى أن الكثير من المرضى الذين من المقرر أن يجروا عمليات زراعة الكلى ستتهدد عملياتهم الفشل في حال تم استبدال الهرمون بإضافة وحدات دم جديدة حيث من المحتمل أن يكون الجسم أجسام مضادة لوحدات الدم وبالتالي تهاجم الكلية المزروعة وتؤدي إلى فشلها.
ونوه د. القيشاوي إلى أن تكرار إضافة وحدات دم جديدة لمرضى الكلى له العديد من التأثيرات سلبية على جسم الإنسان.
وبدوره، يشير مدير دائرة صيدلة المستشفيات بالإدارة العامة للصيدلة بوزارة الصحة د. علاء حلس إلى أن مرضى الكلى في قطاع غزة بحاجة ماسة إلى نحو 10 آلاف جرعة شهرية من هرمون ايثروبيوتين، منهم 8 آلاف جرعة مخصصة لمرضى الديلزة الدموية والفي جرعة مخصصة لمرضى الفشل الكلوي.