نقص “الكلوزابين ” يهدد حياة مئات المرضى النفسيين

وزارة الصحة/ ملكة الشريف

“والله بنتي كانت كويسة وما فيها اشي .. والله كانت كويسة يا ربي ” بنهر من الدموع وأكف متضرعة ما بين الدعاء والرجاء ناشدت والدة الشابة “نهى” كل من له يد في إيصال العلاج لابنتها التي تعاني من مرض “الفصام ” النفسي.

وقالت والدة “نهى”: “كانت حالة بنتي مستقرة، وهي ماشية عالعلاج اللي كانت تصرفه لنا المستشفى ، ولما انقطع من المستشفى صرنا نلف على كل الصيدليات نشتريه منها وما نلاقيه بيقولولنا مقطوع ، والله كنا نحرم حالنا علشان نوفر حقو ونشتريه من الصيدلية وبنتي تراجعت حالتها وصارت سيئة عالآخر، ورجعناها عالمستشفى”.

وقد أوضح استشاري الصحة النفسية في مستشفى الطب النفسي د.عبد الله الجمل المتابع لحالة المريضة ان المستشفى شهد دخول (7) حالات من المرضى نتيجة عدم تناولهم الجرعة العلاجية من الأدوية النفسية ، مشيرا انه يتم علاج الحالات المستعصية  وحالات الفصام ب” كلوزابين” الذي لم يعد متوفرا في صيدلية المستشفى ، وهو غير متوفر في الصيدليات الخارجية ، والمريض في حال انقطاعه عن العلاج يدخل في حالة انتكاسة جديدة يجب دخوله المستشفى والبقاء تحت العلاج والمراقبة لفترة لا تقل عن أسبوع ، حتى لا يؤذي نفسه أو الآخرين.

وعن هذه الحالات نوه د. الجمل انه يتلقى مئات الاتصالات اليومية من ذوي المرضى للسؤال عن العلاج وكيفية التعامل مع المرضى مشيرا ان المريض يتعرض لهلاوس وصراخ وطلاسم غير مفهومة ومحاولة الاعتداء على نفسه أو الآخرين بالانتحار أو الضرب او التحرش وما شابه من الأعمال المؤذية بحق نفسه والمجتمع.

من جهته أفاد مدير عام الصحة النفسية د. يحيى خضر أن (468) حالة ثابتة على علاج ” كلوزابين” وهم بحاجة إلى 30 ألف حبة دواء شهريا، مشيرا أن هذه الحالات لا تستجيب لأي علاج آخر، وهي لا تدخل المستشفى حال استقرارها.