هل يشرق نهار يوم الجمعة بابتسامة “شمس”؟

وزارة الصحة/ ملكة الشريف

لم تكن الصغيرة “شمس ” ذات 9 سنوات تحلم بإشراقة نهار كيوم الجمعة الذي دائما ما تنتظره بفارغ الصبر لتصحو من نومها وترتمي في أحضان والدها الذي غيبه عمله في مسيرات العودة السلمية، فلم يعد يشاركها الإفطار ولا اللعب ولا حتى الخروج بنزهة إلى أحد الأماكن الترفيهية أو حتى البحر الذي افتقدت زيارته أسوة بقريناتها لانشغال أبيها بحكم عمله كطبيب.

د. خليل صيام مدير مركز صحة غزة ومسئول النقطة الطبية شرق مدينة غزة الذي لم تمنعه معاناة إصابته بداء السكري، ولا مسؤوليته كأب لأربعة من الأبناء ينتظرون إجازته بفارغ الصبر التخلي عن دوره في مسيرات العودة والتعرض لما يعانيه الجميع من غاز مسيل للدموع واستهداف النقاط الطبية بشكل مباشر من قبل قوات الاحتلال الغاشم.

ويوضح د. صيام أنه أقدم على إرسال عددا من طاقمه الطبي 3 أطباء و3 ممرضين للتدريب في العناية المركزة في الشفاء للتعامل بقدرات كبيرة مع الحالات التي تصل النقاط الطبية التي يشرف عليها مشيرا إلى الجهد الذي يقوم به الفريق الطبي في التعامل مع المصابين والجرحى، وتأثرهم الشديد بالحالات وخاصة الصعبة كإصابات القطع في الشرايين، وغيرها من الحالات الحرجة.

وتابع د. صيام قائلا ” شعور بالفخر والثقة يملأنا حين نقوم بمساعدة الجرحى وتقديم يد العون لهم، بل ونظل نتابع وضعهم الصحي بعد تحويلهم إلى المستشفيات للاطمئنان على حالتهم ونجاتهم من الموت المحقق الذي تعرضوا له، وهناك حالة لن أنساها ما حييت وهي لمصاب تم استئصال متر ونصف من أمعائه”.

وأشار د. صيام إلى معاناة طاقمه الطبي في النقطة الطبية شرق القطاع على مدى أيام مسيرات العودة السلمية حتى قبل أسبوعين فقط حيث تم توفير “كونتينر” فكان عملهم يبدأ قبل غيرهم في النقاط الطبية الممتدة على أطراف القطاع وينتهي بساعات دوام أكثر حتى يأخذوا ما اصطحبوه معهم من معدات ومستهلكات طبية، منوها إلى استقبال أعداد كبيرة من المصابين حيث بلغ عدد الإصابات التي تم التعامل معها (1290) إصابة منذ 30/3 وحتى 3/8 من العام الحالي.