هل ينتظر مريض الأورام “الأسطل” الموت البطىء جراء نقص الدواء و المنع الأمنى؟

الصحة/نهى مسلم

الأربعينى “أحمد الأسطل “واحد من مئات مرضى الأورام الذين يعشيون أوضاعا انسانية من أقسى وأخطر المراحل التى تعصف بهم منذ بداية أزمة الأدوية في مستشفيات قطاع غزة جراء نقص العلاج اللازم لاستمرار حياتهم.

يقول الأسطل بنبرات القهر التى كادت تحبس ذلك الصوت الشجى على شبابه الذى يحترق بصمت:”أصابنى سرطان القولون قبل ثلاث سنوات و أجريت عملية استئصال لجزء من القولون,لكن معاناتى لم تتوقف هنا ,لأصطدم بتوقف الجرعات الدوائية بين فترة و أخرى نتيجة فقدان الدواء,لتسوء حالتى الصحية” .

و يستطرد قائلا:”كنت على أمل اجراء عملية جراحية تنهى تلك المعاناة و لكن توقف العلاج لشهرين متتاليين زاد من سوء حالتى الصحية, وحرمنى من ذلك الأمل الذى كنت بسببه أقاوم الألم و المعاناة” ويضيف:”ما يزيد مرارة الوجع هو حرمانى من السفر للعلاج خارج قطاع غزة لعشر مرات وأكثر,الى جانب فقدان العلاج من مستشفيات قطاع غزة ,علاوة على غلاء سعره في القطاع الخاص الذى يفوق ثمنه عن 2000 دولار للجرعة الواحدة “.

المريض الأسطل هو أب لأربعة أطفال يناشد الضمائر الحية و المؤسسات الانسانية و الاغاثية و ذوى الاختصاص بالنظر بعين الرأفة لحالتى التى تزداد سوءا في كل لحظة و تنتظر الموت البطىء” .

من جانبه، حذر رئيس قسم الأورام بمستشفى غزة الاوروبى د.أحمد الشرفا من تفاقم الوضع الصحى و الانسانى لمرضى الاورام و خاصة الأكثرهم انتشارا القولون و الثدى التى تتصدر القوائم حتى في نسبة الوفيات قائلا:”أن ما يزيد عن 500 مريض اورام في المستشفى منهم 80 مريضة ثدى و 60 مريض قولون, يعانون أوضاعا صحية سيئة نتيجة نقص الأصناف الاساسية و عدم استكمال البروتوكولات العلاجية منذ ستة شهور,مشيرا الى أنه يتم استخدام البدائل التى لاتجدى النفع المطلوب ,مما يضطر الى تحويل ما يقارب من 70% من الحالات للعلاج بالخارج و بعضها يرفض أمنيا ” .

ونوه الى أن نقص أدوية الهرمونات و المسكنات و بعض المضادات الحيوية و ادوية المناعة ,مما يضطر المريض الى شرائه من القطاع الخاص بأسعار باهظة ” .

بدوره،أكد مدير صيدلة المستشفيات  د.علاء حلس على نقص 35 صنف أساسى من أدوية الأورام من مجمل 67 صنف خاص بمرضى الاورام, و يستفيد منها 8000 مريض أورام في مستشفيات قطاع غزة, محذرا من استمرار نقص الأدوية التى سببت توقف البروتوكولات العلاجية لمرضى سرطان الثدى و القولون و الغدد الليمفاوية”.