7/7/2013
إعادة جدولة حركة سيارات الإسعاف و النقل
وزارة الصحة تسير بخطة محكمة لترشيد استهلاك المحروقات وإدارة الأزمة
الصحة:نهى مسلم //
بدأت الأزمة الخانقة التي يعيشها قطاع غزة جراء النقص في كميات الوقود اللازمة لاستمرار مختلف الخدمات اليومية للمواطن الفلسطيني تلقى بظلالها على مجمل الخدمات الصحية و الاسعافية بشكل مباشر،حيث بدأ المخزون داخل المولدات الكهربائية و سيارات الإسعاف و النقل الصحي تتناقص بشكل متسارع مما ينعكس سلبا في استمرارية تقديم هذه الخدمات و خاصة في الأقسام الحيوية كالحضانات و الكلى و العنايات المركزة و العمليات و مختبرات و بنوك الدم.
للاطلاع أكثر حول هذا الموضوع في سياق التقرير التالي :
قال المريض الاربعينى أبو محمد للمكتب الاعلامى الصحي والذي كان متكئا على سرير قسم الكلية الصناعية بمجمع الشفاء الطبي :”بمجرد سماع كلمات تناثر هنا و هناك حول أزمة الوقود و القلق من انعكاسها على استمرار توقف التيار الكهربي عن المستشفيات بدأت أشعر بخوف و قلق شديدين سيما و أنني بحاجة إلى غسيل كلى ثلاث مرات أسبوعيا ،مضيفا و الاصفرار و الشحوب يبدو على وجهه:”توقف الكهرباء يعنى توقف حياتي” هذا ما أجمله بحديثه .
معاناة مستمرة
بدوره قال المريض أبو زياد الذي كان يسلى نفسه بقراءة الكتاب حتى تنتهي جلسة الغسيل التي تستغرق أربع ساعات أوضح لنا بأنه يأتي للمستشفى ليقوم بعملية الغسيل ثلاث مرات أسبوعيا لأنه يعانى من فشل كلوي و يأمل في أن تجرى له زراعة كلى حتى يتخلص من عذابات الإبرة و البرابيش التي تغرس في يديه بشكل شبه يومي.
حال هؤلاء المريضين كحال 579 مريض كلوي تعانى من فشل كلوي و يحتاجون إلى جلسات غسيل كلوي بمعدل 1800 غسلة ،و بانتظار من ينهى معاناتهم التي تزيد في ظل توتر نفسياتهم و خاصة مع الأزمة الخانقة للوقود التي تتهدد حياتهم في أي لحظة يسمع فيها صوت إنذار جهاز الغسيل.
د.عبد الله القيشاوى رئيس قسم الكلية الصناعية بمجمع الشفاء الطبي حذر في حديث خاص للمكتب الاعلامى الصحي قائلا:” بأن الوضع الصحي لاستمرار حياة 251 مريض فشل كلوي فى المجمع يرتبط باستمرارية تشغيل أجهزة غسيل الكلى أو توقفها عن العمل”.
مجمع الشفاء الطبي كأكبر مجمعات قطاع غزة الذي يضم 35 سرير في قسم الكلية الصناعية و الذي لا تخلو من المرضى بشكل دائم ،حيث أكد د.القيشاوى بأن نفاذ انقطاع التيار الكهربي و نفاذ المولدات من السولار يعنى دخول هؤلاء المرضى في مضاعفات لا تحمد عقباها .
32 طفل خدج و 6 أطفال فى العناية المركزة
من جانبه،فقد أوضح د.نبيل البرقونى مدير مستشفى النصر للأطفال بأن هناك 32 طفل خداج في أقسام الحضانة و 6 أطفال مرضى في قسم العناية المركزة ، متصلة حياتهم بأجهزة طبية دائمة الاتصال بالتيار الكهربى.
و قال بأنه في حال استمرت الأزمة ستنعكس سلبا على حياة هؤلاء الأطفال خاصة مع توقف عمل المولد الرئيسي الذي يغذى المستشفى مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي ل8 ساعات متواصلة و بالتالي زيادة استخدام السولار.
وأعلن د.البرقونى بأنه ما يتبقى في المولد فقط 3000 لتر ،علما بأن الاستخدام اليومي للمولد لا يقل عن 500 لتر، مع العلم بأن سعة خزان المولد 17 ألف لتر.
و أضاف خلال لقاء المكتب الاعلامى الصحي :”بأن قسم الاستقبال يستقبل ما يقارب 300 طفل و هم بحاجة إلى تبخيرات و محاليل و أكسجين و جميعها تعتمد على الكهرباء،و خاصة في ظل زيادة عدد الأطفال المصابين بالفيروسات الموسمية كالحمى الشوكية و النزلات المعوية و الالتهابات الرئوية و النزلات الشعبية.
و أشار إلى أن أقسام مبيت المستشفى يتواجد بها نحو 90 طفل مريض يحتاج إلى خدمات صحية تعتمد جلها على الكهرباء من إجراء التحاليل و الأشعة و الأكسجين.
و لفت د.البرقونى إلى أن السعة السريرية للمستشفى بلغت ذروتها الشهر الماضي مما يعكس زيادة كبيرة في أعداد المرضى الأطفال التي تتردد على المستشفى من عيادة أولية و مبيت و استقبال.
و في هذا السياق،شدد د.البرقونى على أن استمرار الأزمة سيؤثر على الخدمة الصحية فى المستشفى و بالتالي تأثير سلبي على حياة جميع الأطفال الذين يتلقون الخدمة في المبيت و خاصة الأطفال في الحضانة و العناية المركزة ،مشيرا إلى أن عدد أسرة الحضانات فى مستشفيات القطاع تصل إلى 110 سرير.
10 ألاف لتر يوميا
و قال أ.بسام برهوم مدير دائرة مخازن اللوازم العامة بالوزارة بأن كميات المحروقات المتوفرة لدى الوزارة لم يتبقى منها سوى 20% جراء استمرار إغلاق المعابر ،حيث النقص في مخزون مولدات المستشفيات سيكون له انعكاسات على عمل المستشفيات و المراكز الصحية و بنوك الدم و مختبرات الصحة العامة و حركة الإسعافات وسيارات النقل الصحي.
و أوضح بأنه في ظل الانقطاع المستمر للتيار الكهربي فانه يستنزف كميات كبيرة من المحروقات بنحو10 ألاف لتر من السولار يوميا لتشغيل المولدات الكهربائية التي تمد المؤسسات الصحية بالكهرباء التعويضية إضافة إلى أن 22 ألف لتر سولار و150 ألف لتر من البنزين شهريا لتشغيل الإسعافات و سيارات النقل الصحي،منوها إلى أن الاستهلاك من الوقود ازداد مع افتتاح مستشفيات جديدة و مراكز رعاية أولية و بالتالي زيادة عدد المولدات.
خطة لترشيد استهلاك الوقود
من جانبه،قال د.أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة بأن الوزارة وضعت خطة عملية محكمة لترشيد الاستهلاك اليومي من المحروقات و ذلك محاولة منها لتطويق الأزمة و تأمين استمرار تقديم الخدمة الصحية بكافة أشكالها لمليون و سبعمائة ألف مواطن يعيشون في قطاع غزة .
إعادة جدولة حركة سيارات الإسعاف و النقل
و أضاف:”بأن هذه الخطة تعتمد على إعادة جدولة حركة سيارات الإسعاف و خدمات النقل الصحي بحدها الأدنى وفق الاحتياج الطارئ و الملح، و هذا من شأنه الاستفادة المثلى من الكميات المحدودة في المحروقات المتوفرة لدى الوزارة ،بحيث تعطى فرصة جديدة لعمل سيارات الإسعاف و الطوارئ و النقل الصحي للعمل لأيام ووقت اضافى أطول.
و أوضح د.القدرة بأن هذه الخطة ستسهم في ترشيد استهلاك الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية في المستشفيات و مراكز الرعاية الصحية و بنوك الدم و مختبرات الصحة العام و ذلك من خلال استخدام مولدات أصغر حجما و بالتالي توفير كميات الوقود و زيادة أيام عمل تقديم الخدمة الصحية .
رسالة طمأنينة للمواطن
وطمأن الناطق باسم وزارة الصحة في حديث خاص للمكتب الاعلامى الصحى المواطنين في قطاع غزة قائلا:”إيمانا بالمسئولية و الواجب الاخلاقى و الوطني مع أهلنا في القطاع فإننا نطمئن أهلنا الصابرين الصامدين بأن رعايتكم الصحية أمانة في أعناقنا و سنناضل في كافة الاتجاهات لتأمين و تطوير الخدمات الصحية المتكاملة على مدار اليوم و الليلة سائلين المولى أن يجنبنا الأزمات”
وحدة العلاقات العامة و الإعلام