alt

 

 

“الحمد لله “أول كلمة نطقت بها الحاجة نظمية العوضى (64 عاما) بعدما أعاد لها القدر صوتها و التي لم تتمالك نفسها مع الفرحة و المفاجأة من سماع صوتها مرة أخرى.

في لقاء المكتب الاعلامى لوزارة الصحة مع السيدة العوضى تحدثت بصوتها المتقطع و كأنه طفل صغير فى بدايات كلامه قالت و ابتسامتها لا تفارق وجهها المسطر بتجاعيد الزمن:”الحمد لله الذي أكرمنى بسماع صوتى مرة أخرى،و استطيع التحدث لاحفادى و أداعبهم ،مضيفة بأنها فقدت الأمل منذ 14 عاما من استعادة صوتها نتيجة لجوئها إلى عدد كبير من الأطباء و الذين لم يعطوها بارقة أمل فى ذلك، فرضيت بنصيبها و نسيت الموضوع،إلى أن أكرمها الله بطبيب غزى و الذي سعد بصوتها قبل أن تسعد هى”على حد قولها

و قدمت السيدة العوضى شكرها إلى الطاقم الطبي فى مجمع الشفاء و خاصة إلى د.أحمد الجدبة الذي أعطاها الأمل في استعادة صوتها حيث كان الطبيب الانسانى فى مهنته و الذى تعامل معها معاملة الابن الحنون لوالدته و لم يبخل عليها بالعلاج النفسى قبل الجسدى داعية الله أن يوفقه و أن ينفع به أهله ووطنه”

د.أحمد أحمد سعيد الجدبة أخصائي مناظير الحنجرة و القصبة الهوائية فى قسم الأنف والأذن والحنجرة في مجمع الشفاء الطبى بدأ حديثه قائلا ‘ إن القدرة الإلهية كانت هي السبب الأول وراء استطاعتنا استعادة النطق للمريضة، وهذا يعطي بصيص أمل لكل فاقدي حاسة النطق، ويمنح الأطباء في غزة مزيد من الثقة والتميز”

و تابع قائلا و ملامح البهجة و السعادة لا تفارق وجهه”استقبلت السيدة العوضى (64عاما) الأسبوع الماضي فى مجمع الشفاء الطبى و تعرفت على حالتها بالضبط ،حيث تعرضت لصدمة عصبية حادة أفقدها حاسة النطق منذ 14 عاما، حيث لجأت لأطباء كثيرين و كان علاجهم المسكنات فقط”

وتحدث عن الآلية التي عالجها بها رغم بساطة الإمكانيات فقال :”قمت باجراء عملية منظار لاحبالها الصوتية ،والتى لم تظهر أى مرض عضوى، و من ثم استخدام بخاخات معينة بعد المنظار والتى تم شرائها من الصيدليات الخاصة ،و بعدها تم بخ ابرة كورتيزون على الاحبال الصوتية و اجراء تهيج لها عن طريق عمليات المساج”

و أضاف بكل سرور:” بعد كل هذه الوسائل بدأت أعلمها كيفية نطق مخارج الحروف لمدة الساعتين و النصف التى انتهت بصراخ هستيرى منها أسعد قلوب كل من كان متواجد فى القسم ، حيث أدخلت السعادة فى نفوس ذويها و أبنائها و أحفادها ،واصفا الأجواء بالفرحة العارمة و العرس الكبير”

و بقدرة الله عز و جل و خبرة هذا الطبيب الغزى الذى ترك بصماته من قلب الحصار و استطاع أن يعيد حاسة النطق لهذه السيدة من سكان مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، وذلك في حادثه هي الأولى من نوعها في القطاع.

يشار الى أن قسم المناظير تم افتتاحه حديثا في مستشفى الشفاء، ود.الجدبة هو من أحد المشرفين عليه حالياً، وأنهم في جهد دائم لتطوير هذا القسم، ليفتح المجال للمزيد من المرضى لتلقي العلاج في ظل كل الأزمات التي تعصف في قطاع غزة.

تقرير :نهى مسلم

 

وحدة العلاقات العامة و الاعلام