تجسيدا لواقع أزمة الدواء الخانقة في مستشفيات قطاع غزة أكد د. محمد الهبيل مدير الصيدلية في مستشفى د. عبد العزيز الرنتيسي التخصصي للأطفال أن حياة أكثر من 75 طفل من مرضى الثلاسيميا مهددة حياتهم بالخطر جراء نفاذ 25 صنفاً من الأدوية ،و 23 صنفاً من المستهلكات الطبية اللازمة لرعايتهم الصحية .
و شدد الهبيل على أن غياب جزء من هذه الأدوية الخاصة بهؤلاء المرضى الأطفال يؤدى إلى تفاقم و تدهور حالتهم الصحية و منها علاج desferal 1/2 gr I.V vials ) ) الغير موجود في مخازن وزارة الصحة منذ أكثر من شهر , و هو من العلاجات الطاردة للحديد المتراكم نتيجة ارتفاع كرات الدم الحمراء في الدم ،و في حال توقف هذا العلاج فانه يسبب ارتفاع مزمن للحديد في الدم مما يشكل خطراً على القلب و الكلى و الدماغ بالإضافة إلى مشاكل أخرى في الأعضاء الداخلية لهؤلاء الأطفال .
و أشار د.الهبيل إلى نفاذ علاج آخر و هو ( Factor 9 ) الذي يحتاجه مرضى الهيموفيليا B لتعويض نزف الدم، و الذي يؤدى نقصه إلى نزف مستمر و مضاعفات خطيرة تؤدى إلى الوفاة، لافتاً إلى نقص حاد في أدوية ( Hydroxy urea Tablet ، Actinomycin-D vial) اللازمة للأطفال المرضى .
من جانبه أوضح د.عوض الهالول نائب رئيس قسم الدم و الأورام بالمستشفى بأن نسبة انتشار المرض في قطاع غزة تتراوح ما بين 6-7 %،حيث أن عدد المصابين بمرض الثلاسيميا يصل إلى 300 حالة بمختلف الأعمار في قطاع غزة .
وأكد د.الهالول على أن عدد مرضى الثلاسيميا في تناقص مستمر عما سبق، و هذا مؤشر جيد ،ينم على وعى المواطنين في الالتزام بقانون الزواج الايجابي ، حيث كانت تستقبل وزارة الصحة سنويا عشرين حالة جديدة،بينما في الوقت الحالي فهي تستقبل 2-3 حالات فقط،مناشدا جميع الشباب بالتبرع بالدم دائما خاصة من فصيلة o-.
هذا و قد طالبت وزارة الصحة المجتمع الدولي بضرورة التحرك الفوري و العاجل لإنقاذ حياة أطفال أبرياء حرموا من ابسط حقوقهم في العيش بكرامة و توفير الغذاء و الدواء.