الصحة ترصد تفاقم أزمة الدواء و المستهلكات الطبية
في ظل النقص الحاد في الأدوية و المستلزمات الطبية التي وصل رصيد 180 صنف من الدواء و 200 صنف من المستلزمات الطبية أكدت وزارة الصحة في قطاع غزة بأنه تم تأجيل العديد من العمليات الجراحية الضرورية في العديد من المستشفيات الرئيسية كعمليات العظام و المناظير و عمليات الشرايين و الأورام .
وأكدت وزارة الصحة في بيان لها بأن جهاز أشعة CR الوحيد في مجمع الشفاء الطبي متوقف عن العمل، كما أن عمليات الشرايين المسدودة ألغيت جميعها وهي عمليات مستعجلة قد تسبب الوفاة، إضافة إلى أن كافة عمليات الأورام ألغيت لعدم وجود الأدوية الكيماوية، والمضادات القوية بالنسبة لمرض السرطان.
أزمة حادة في مستشفى العيون
و في مستشفى العيون أعلنت الوزارة عن نقص في الأدوية والمستلزمات الطبية ، و التي أسهمت في توقف عمليات جراحة الشبكية ، وتوقف عمليات المياه البيضاء تماما حيث تم تأجيل عدة عمليات و التي يسبب تأجيلها العمى في أية لحظة، كما أن عمليات الجلوكوما توقفت أيضا بسبب عدم توفر الهليوم.
و حذرت الوزارة من المخاطر الناتجة عن نقص الأدوية و المستهلكات الطبية و الاسبيرتو و البوليدين و المواد المعقمة التي أدت بدورها إلى تأجيل عدد من العمليات الخطيرة و المستعجلة كعمليات الأورام لعدم وجود الأدوية الكيماوية و عمليات المناظير و التي كانت تقر بواقع عشر عمليات أسبوعيا،إلى جانب تأجيل عمليات الشرايين المسدودة و التي تعد من العمليات المستعجلة والضرورية،إضافة إلى إلغاء عمليات العظام لعدم وجود البلاتين اللازم لها،لافتة إلى أن تكاليف المستلزمات الطبية للعملية الواحدة تقدر ب 400 شيكل فقط إن وجدت خارج المستشفى.
كما وأكدت الوزارة على عجز المختبرات الطبية وبعض أقسام الأشعة، وتدهور عيادات الأسنان ومراكز الرعاية الصحية الأولية ووحدات التخدير والإنعاش وأقسام الطــوارئ،و نقص الأدوية النفسية و أدوية المزمنين كالسكر و الضغط و خلوها من مخازن الوزارة ،إضافة إلى نقص أدوية العيون كالقطرات و المراهم و التي تستخدم كمضادات حيوية و عدم توفرها يؤدى إلى تلف في القرنية وأيضا أدوية الجلولكوما.
مناشدات المرضى
هذا وعبر المرضى في مستشفى العيون عن تذمرهم و استيائهم الشديدين من إلغاء عملياتهم المقررة نتيجة عدم توفر الأدوية المستلمات الطبية اللازمة لإجراء هذه العمليات حيث ناشد المريض عبد القادر أبو على من معسكر جباليا والذي كان ينتظر في صالة الانتظار كافة المؤسسات المعنية بتوفير مادة الهيليوم اللازمة لإجراء عمليته،و أشار إلى أنه يعانى من مرض المياه البيضاء و يفتقد إلى مادة الهيليوم ،إضافة إلى محلول لغسيل العين متخوفا من تلف الشبكية جراء ذلك،و هذا حال الكثير من مرضى المياه البيضاء الذين لا يزالون ينتظرون انفراج أزمة الدواء.
و في سياق متصل فقد حذر د. مدحت محيسن مدير عام المستشفيات من تفاقم أزمة الدواء جراء النقص الحاد خاصة و أن هناك 68 صنفا مهددة بالنفاذ ،و الذي أدى إلى إلغاء العديد من العمليات و تعطيل عدد الأجهزة الطبية التشخيصية.
و أفاد د.محسين بأن ما تم توفيره حتى اللحظة هي عبارة عن 29 صندوق(تحفظ تحت درجة الحرارة العادية)و 6 ثلاجات من مخازن رام الله حيث تحتوى على 7 أصناف من الأدوية و 10 أصناف للمختبر،بالإضافة إلى توفير و ذلك من خلال الهلال الأحمر التركي ،و توفير صنفين من خلال منظمة الصحة العالمية .
إلغاء العمليات الجراحية
و على صعيد العمليات الجراحية أكد د.محيسن بأن غالبية العمليات في المستشفيات توقفت تماما نتيجة تفاقم ألازمة ، حيث تم توقيف العمليات المجدولة في مستشفى ناصر،و توقيف عمليات جراحة المناظير بسبب نقص الدباسات المستخدمة في م. الاوروبى،كذلك إلغاء 20 عملية في مستشفى العيون حتى اللحظة تتمثل في عمليات الشبكية و المياه البيضـاء و السائل الزجاجي، لافتا إلى أنه لم يصل حتى اللحظة أي من الداوية و المستهلكات إلى مخازن وزارة الصحة.
و أوضح بأن أزمة الدواء طالت كل مشافى قطاع غزة حيث النقص في المستهلكات الطبية البسيطة و التي أصبح رصيدها صفر ،إضافة إلى نقص عقار الهيبارين و الذي يعد مهم جدا لجميع العمليات كالقلب و القسطرة و جراحة الأوعية الدموية .
و أشار إلى نقص صنفين من أدوية غسيل الكلى الذي يهدد حياة 400 مريض كلى في قطاع غزة و الذين يغسلون كلى بمعدل 3 غسلات أسبوعيا و عدم توفر هذه الأصناف يهدد حياتهم بالخطر،إلى جانب عدم توفر الفحوصات الطبية البسيطة كفحص CBC و الذي نتج عنه توقف أجهزة التحاليل و المختبرات، إضافة إلى عدم توفر الأدوية المزمنة في مخازن الوزارة كأدوية السكر و الضغط .
توقف الأجهزة الطبية عن العمل
أما بالنسبة لقطع الغيار للأجهزة الطبية التشخيصية أكد د. محيسن بأن غالبية أجهزة الأشعة في مستشفيات الشفاء و ناصر و الاوروبى معطلة ، و خاصة جهاز الرنين المغناطيسي و الأشعة في مركز الأمير نايف للأورام،إضافة غالى جهاز CRM في م. الاوروبى و الخاص بعمليات القسطرة و الأعصاب و المتعطل تماما عن العمل،منوها إلى تعطل أجهزة غسيل الكلى في م. أبو يوسف النجار و الذي يهدد مرضى الكلى بالقطاع .
و ناشد مدير عام المستشفيات أحرار العالم الاسلامى و العربي و الدولي لان يهبوا هبة سريعة جدا لإغاثة النظام الصحي من الانهيار ،حتى لا يهدد بكارثة صحية على مستوى القطاع.
كما أشاد بدور كلا من الصليب الأحمر و مستشفى يافا و جمعية الصلاح بالمحافظة الوسطى لفتح مستودعاتها الطبية لمخازن الوزارة و أخذ كل ما يحتاجونه من أدويـــة و مستهلكات طبية.
نقص الحليب العلاجي للأطفال
و من جانب آخر فقد أكد د. محمد الهبيل مدير الصيدلية في مستشفى الرنتيسى التخصصى للأطفال على نفاذ جميع أنواع الحليب العلاجى للأطفال و التي أصبح رصيدها صفر وتشمل nutrmigen- pregestimel- galacomine19 ،والذي تعتبر العلاج الوحيد للأطفال الذين يعانون من حساسية للبروتين الموجود في الحليب العادي . و أوضح د. محمد أن هناك أكثر من 20 حالة مرضية من الأطفال الذين يتلقون هذا الحليب من المستشفى بواقع 96 علبة شهريا من حليب nutrmigen و 50 علبة شهريا أيضا من حليب pregestimel، مشيرا إلى عدم وجود أي علبة من هذه الأنواع و الأزمة تزداد في التفاقم. و لفت إلى أن سعر العلبة الواحدة في الصيدليات يتجاوز 300 شيكل ،حيث أن الطفل الواحد يحتاج معدل علبتين شهريا، و هذا يشكل عبء مادي على الأهالى خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها المواطن الفلسطيني.
و أعرب عن تخوفه الشديد من تدهور حالات هذه الأطفال و دخولهم في حالة إعياء شديد نتيجة الإسهال و نقصان الوزن و من ثم إلى الوفاة ، لافتا إلى أن هؤلاء الأطفال يعيشون الآن على المحلول فقط و الذي ينذر بكارثة صحية وشيكة على حياتهم،من موت محقق للأطفال داعيا إلى توفير أبسط مقومات الحياة في حقهم من الغذاء و الدواء.
دعوة عاجلة إلى المؤسسات الدولية
و دعا د. يوسف المدلل مدير عام ديوان الوزير إلى إيصال الأدوية والمستلزمات الطبية إلى مشافي القطاع، و ذلك من خلال الضغط على الكيان الصهيوني برفع الحصار الظالم والذي لعب الدور الأبرز على مدى خمس سنوات أثّر فيها على كافة مناحي الحياة بما فيها القطاع الصحي،و فتح المجال أمام التبرعات الهادفة والتي تصب في صميم الحاجة الحقيقية لمشافي غزة،إلى جانب الضغط على الحكومة في رام الله من أجل إرسال نصيب غزة من الأدوية وبالسرعة القصوى حتى لا نساهم بأنفسنا في هذه الكارثة،و توفير المال اللازم من اجل شراء ما يمكن من الأدوية والمستهلكات مباشرة دون الوسطاء مما يساهم في تخفيف المعاناة ،إضافة إلى تفعيل دور المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة والصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية للقيام بدورها المطلوب .
هذا و ناشدت الوزارة كافة الجهات الدولية والإقليمية بالتدخل العاجل لتوفير المستلزمات الطبية والأدوية الأساسية التي تلبي احتياجات المواطنين الفلسطينيين مطالباً كافة الجهات الفلسطينية المسئولة سواء في غزة أو رام الله بتحمل مسؤولياتها والإيفاء بالتزاماتها والعمل الجاد لتجاوز هذه الأزمة.
وشددت على ضرورة تدخل المجتمع الدولي لإنقاذ الوضع ومنع تحوله إلى كارثة إنسانية وصحية تهدد حياة ألاف المرضى في مستشفيات قطاع غزة.
الجدير ذكره بأن الوزارة قررت وبصورة عاجلة استقطاع ما نسبته 5% من رواتب الموظفين لديها لصالح شراء الأدوية والمستلزمات الطبية، كخطوة إسعافية عاجلة حيث تم اعتماد الخصم من رواتب الموظفين ولمدة شهر واحد.
وحدة العلاقات العامة و الإعلام