alt

تزامنا مع أزمة نقص الأدوية و المهمات الطبية و التصعيد الاسرائيلى الخطير الذي استهدف خلال عدوانه المدنيين العزل على قطاع غزة أكد د.أيمن السحبانى رئيس قسم الاستقبال و الطوارئ بمجمع الشفاء الطبي أن حصيلة الشهداء الذين وصلوا المجمع خلال الثلاث أيام الأخيرة كانت 5 شهداء منهم طفلين ،الأول إسلام قريقع (عامين) و الثاني محمود أبو سمرة (13 عاما).

و أوضح بأن هناك 45 إصابة من المدنيين العزل منهم (14)إصابة من الأطفال و 10 سيدات، لافتا إلى أن هناك طفلين في حالة الخطر و هما الطفل -عبد الرحمن الشيخ(17 عاما ) والطفل إبراهيم الظاظا (14 سنة)،حيث وصف وضعهما بالخطير جدا جراء إصابتها بشظايا و حروق في جميع أنحاء جسمهما و التي تعد الأبشع من نوعها .

و أفاد د.السحبانى بأن بشاعة الحالات التي كانت تصل إلى المستشفى تدلل على مدى خطورة الأسلحة و الصواريخ المستخدمة من قبل العدو الصهيونى،واصفا إياها بأنها الأشد فتكا من ذي قبل ،و التي استهدفت المدنيين العزل في بيوتهم نائمين ،حيث لا تفرق آلة الحرب الصهيونية بين طفل و سيدة أو مسن،داعيا العالم الصامت الذي يشاهد شاشات التلفاز و الأشلاء المقطعة دون أن يحرك ساكنا للتحرك العاجل لوقف هذه الجرائم البشعة بحق أبناء شعبنا.

إلى ذلك رصدت عدسة وحدة العلاقات العامة و الإعلام بوزارة الصحة ضحايا القصف الصهيونى في مجمع الشفاء الطبي،حيث التقينا بأهالي المصابين المكلومين والتي كان من بينهم عائلة أبو سمرة الذي استهدفهم صاروخ مباشر على منزلهم أدى إلى استشهاد أحد أبنائها البالغ من العمر 13 عاما حيث وصف أبو محمد أبو سمرة و هو أب لأربعة أطفال و الذي كان يرافق جميع أبنائه على أسرة المستشفى ما حصل له و لعائلته بالصعقة الكهربية من ذهول الحدث،قائلا بعدما شهق بأسى :”كنا نحن و زوجتي و ابنائى نائمين داخل البيت في منتصف ليل هادئ،و إلا بشرار مضيء يخرج من البيت و ما هي إلا لحظات و أصبحنا تحت الركام ،و قد تشاهدنا على أرواحنا،حيث حاولت لحظتها أن أتفقد بعيناى وسط سواد حالك و مروع و أنا تحت الركام بعض أجزاء من أطفالي وأنادى عليهم لعلى أسمع صوتا خافتا حتى يكون بصيص أمل لي بأن أحدهم على قيد الحياة إلى أن جاءت سيارات الإسعاف،و تابع بصوته المتقطع و نبراته المتحجرشة :”انتشلونا من بين الركام و لا أعرف ما مصير أطفالي ، إلى أن علمت بعد وقت قصير أن واحدا من أبنائي فقط فارق الحياة و هو محمود (13 عاما)، و حمدت الله كثيرا على ذلك ،من هول ما حصل لنا جراء تدمير البيت بالكامل على رؤوسنا و نحن نائمين و مساواته بالأرض،”

أم محمد التي كانت تتحدث إلينا بحرقة و الم يعتصر قلبها جراء فقدان فلذة كبدها عبرت عن رضاها بالقدر و حمدت ربها على سلامة بقية أطفالها الثلاثة ،لكن جيش الاحتلال لم يرحم طفولتهم البريئة،حيث أصيب ابني ذات الخمس أعوام والذي سميته “بالجبار” لما كان له من قدرة هائلة على تحمل الألم رغم صغر سنه ،حيث لم تدمع عينه و لم يصرخ حتى و هو تحت الركام ،حيث أصيب بكسور في الفخذ و ينتظر دخول العمليات، كذلك طفلتي البالغة من العمر 10 سنوات ،انتشلناها من بين الركام و هي على سريرها نائمة في غرفتها أصيبت بكسور في الفخذ والساعد،و سيتم إجراء عملية لها.

والدة الطفل الشهيد محمود أبو سمرة الذي اختطفه صواريخ الطائرات الصهيونية من بين أحضان أبويه تابعت حديثها الذي انقطع عدة مرات لتمسح دموعها من على وجهها”حيث قالت”ابني محمود ذاك الطفل الوسيم و المحبب إلى قلبي ،لا استطيع أن احضنه مرة أخرى ،سوف يكون وحيدا،إخوته سيفتقدونه في هذا العيد،حيث استعادت شريط ذكرياتها قبل موته بيوم و قالت بصوت مختنق :” ابني محمود كان دائما الأول على مدرسته ،متفوق،هادئا ،محمود أصر على أبيه أن يشترى له كسوتين للعيد و لم يكتف بواحدة،كباقي إخوته،لقد مات محمود و لم يفرح بملابسه الجديدة،تركنا محمود إلى الأبد…لم نعد نراه… ظلت تسرد شريط الذكريات عن طفلها إلى أن أبكتنا و أبكت جميع من كان معنا في الغرفة”

الأب المكلوم تحدث بنبرات التحدي و الإصرار و التي كانت عيناه تحكى غير ذلك حيث احمرارها التي تنم على حسرته على طفله قائلا:” منزلي تم ضربه ثلاث مرات في فترات متفاوتة و في كل مرة أعيد بنائه و لن أترك المكان و أرحل …لن أرحل ،وزوجتي ستلد محمودا آخرا،و لن ترهبنا الصواريخ و لا دمار الاحتلال…نحن صابرون و مرابطون بإذن الله”

براءة الأطفال اغتالتها آلة البطش الصهيونية،لم ترحم الطفلان ابراهبم و محمد الظاظا و هم يلعبان و يلهوان أمام منزلهما”والدة الطفل إبراهيم هرعت مسرعة من بيتها بجوار مستشفى الوفاء ودون وعى فور سماع انفجار الصاروخ و كأن قلبها حدثها بأن فلذة كبدها في خطر،و فجأة وجدت ابنها محمول على الأكتاف،عرفته من ملابسه الجديدة التي اشتراها في ذلك اليوم ،حيث أصر على ارتدائها و خرج بها فرحا،يلعب مع ابن عمه،فبمجرد أن رأتنا أم إبراهيم خارجين من بوابة الاستقبال متوجهين إليها “أمطرتنا بسيل من الأسئلة “كيف إبراهيم ..طمنونى هل سيعيش،نفسي أحضنه يا ويلتى ابني هل سيمر عليه 48 ساعة ،لم أره منذ خروجه من المنزل ،هذا الولد القريب إلى قلبي قالتها و تكاد تلفظ أنفساها الأخيرة و هي لم تعلم حتى اللحظة ما حال ابنها “

هذا الطفل الذي اغتالته صواريخ الاحتلال الغادرة هو و ابن عمه و هما يلهوان أما منزلهما بشكل متعمد أدى إلى تمزق جسمهما بالكامل و بتر بعض أطرافه،ما ذنهم أن يحرموا من طفولتهم البريئة ،ما هو الجرم الذي ارتكبوه حتى يعيشوا محرومين من أبسط حقوقهم في اللعب و اللهو كباقي أطفال العالم.

د.أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة استنكر هجمات الاحتلال الصهيوني التي استهدافت المدنين بشكل مباشر و خاصة براءة الأطفال وسكون النساء والشيوخ والشبان , ضاربا بعرض الحائط كافة مواثيق حقوق الإنسان واتفاقية جنيف الرابعة التي تحرم استهداف المدنين .

ودعا د. القدرة المنظمات الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان إلى لجم الاحتلال ووقف عدوانه المستمر بحق المدنين بقطاع غزة وملاحقته أمام محاكم جرائم الحرب والتميز العنصري .

وطالب د.القدرة المواطنين بتفويت الفرصة على الاحتلال وعدم التجمهر في مناطق الاستهداف وإفساح المجال للطواقم الطبية والإسعافية للقيام بمهامها في التعامل مع الإصابات الميدانية بالطرق المهنية السليمة وتجنبا لأي مفاجئات قد تلحق بالمواطنين جراء استخدام الاحتلال للأسلحة المحرمة دوليا .

 

 

 

 

وحدة العلاقات العامة والإعلام