alt

اعتبر د. محمد الكاشف مدير الإدارة العامة للتعاون الدولي في كلمة له بالنيابة عن وزير الصحة د. باسم نعيم، “إن العقبات التي تواجه العمل الصحي النفسي في فلسطين هي نفس العقبات التي تواجه الخدمات الأخرى الصحية وغير الصحية”.

جاء ذلك خلال فعالية نظمتها الادارة العامة للصحة النفسية بالوزارة بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية تحت شعار “الاستثمار في الصحة النفسية “، وذلك في مستشفى الطب النفسي بمدينة غزة.

وبيّن د. الكاشف أن الوزارة شقت طريقها في مجال الطب النفسي وعمدت الى دمج هذا المجال الهام في بوتقة التطوير والنهضة الصحية حيث أصبح تخصصا رئيسيا في برامجالبورد الفلسطيني , اضافة الى اعتماد دبلوم الصحة النفسية في الجامعة الاسلامية , فضلا عن البعثات الخارجية في هذا المجال .

وتطرق د. الكاشف لإنجازات وزارة الصحة في خدمات الصحة النفسية بالرغم من الحصار، لافتاً إلى انشاء الوزير نعيم للجنة الوطنية للصحة النفسية التي ضمت كافة المؤسسات المختصة، وبمشاركة كافة الوزارات، إضافة إلى برامج التدريب في مجال الدعم النفسي.

بدوره أكد د. عايش سمور مدير عام الإدارة العامة للصحة النفسية على ضرورة تكاثف الجهود من أجل استثمار الصحة النفسية، والعمل على تغيير مفاهيم المرض النفسي وتأهيل المرضى النفسيين وإعطاءهم حقوقهم للقيام بدورهم في المجتمع.

وأشار د.عايش سمور إن “نسبة الذين تعرضوا للصدمات النفسية منذ حرب الاحتلال على غزة بلغ 12% من السكان، بعدد 180 ألف إنسان”، لافتاً إلى أن عدد كبير منهم لم يتوجهوا لمراكز العلاج النفسي.

وأوضح أن 7% من حالات الاستقبال بأقسام الباطنة في مستشفيات غزة يعانون من اضطرابات وأمراض، ولم يعالج منهم سوى 1%.

وبيّن أن 15 ألف مريض نفسي من القطاع يعانون من انفصام عقلي، وعولج منهم 5 آلاف، بينما لم يعالج الـ10آلاف الأخرين، لافتاً إلى أن 75% من المرضى النفسيين بالقطاع هم من الأفقر في المجتمع.

وبين د. سمور إلى أن عدد من المرضى النفسيين لا يستجيبون للعلاج، وأن 20% من ضعف الانتاج داخل المؤسسات الحكومية وغير الحكومية يعود إلى الاضطرابات النفسية، إضافة إلى أن البطالة زادت من عدد الحالات المصابة باضطرابات نفسية.

ودعا إلى ضرورة استثمار الصحة النفسية من خلال زيادة موازنة الانفاق الحكومي على لصحة النفسية، وتكافل العمل بين كافة مؤسسات الطب النفسي، وزيادة الانفاق في استغلال طاقات المرضى، وإنشاء مراكز لإيواء المرضى النفسيين من الشوارع.

وأشار إلى أن الوزارة بانتظار اقرار المجلس التشريعي لقانون الصحة النفسية، إضافة إلى العمل على توظيف الاخصائيين الاجتماعيين في مجال العلاج النفسي، والعمل على تطوير دور النفسيين وتوفير فرص لهم في مجال التعليم العام القادم.

من جانبه، قال ممثل منظمة الصحة العالمية بغزة محمود ضاهر “إن المنظمة أولت الصحة النفسية اهتماماً بالغاً في فلسطين عامة وقطاع غزة خاصة، وذلك بالتنسيق مع وزارة الصحة والمؤسسات العاملة في هذا المجال”.

وأكد أن استثمار الصحة النفسية من شأنه أن يزيل العبء الكبير المادي والمعنوي عن العمل الصحي، ويؤدي إلى إدارة الانتاج أكثر وتطوير الإنسان بشكل أفضل.

وعدّ أن القطاع يعد من رواد العمل في مجال الصحة النفسية، نتيجة للجهود والتدريب البشري من أجل تطويره، مبيناً أن عدد من البرامج والاستراتيجيات في هذا المجال بغزة تؤخذ وتطبق أماكن بدول أخرى.

ولفت إلى وجود برامج لدى المنظمة لدعم مشاريع الصحة النفسية في فلسطين، وفي قطاع غزة على وجه الخصوص.

مشيدا بحجم الجهود التي تبذلها وزارة الصحة  في مجال تطوير مجال الطب النفسي مشيرا الى أن تقارير منظمة الصحة العالمية توضح بأن الصحة النفسية في غزة من النماذج المتميزة والرائدة بالمقارنة بمثيلاتها اقليميا , وأن معظم الدول الأوروبية استغرقت قرابة 30 عاما لتطوير الطب النفسي وبرامجه الا أن وزارة الصحة في غزة وخلال فترة زمنية قصيرة تمكنت من تطبيق برامج التأهيل النفسي وتصحيح المسار بما يخدم المرضى في هذه الفئة .

من جانبها، طالبت مديرة دائرة التدريب والتأهيل بمستشفى الطب النفسي د. خضرة العمصي بثورة الربيع النفسي، مشددة على ضرورة استثمار العمل في الصحة النفسية ورفع الوعي بالمرض النفسي وإزالة كافة الأفكار المشوهة تجاهه.

ودعت كافة المؤسسات وعلى رأسها الحكومية لبذل الجهود في تعزيز الصحة النفسية وتأهيل المرضى النفسيين وإعطاءهم حقوقهم وزيادة الحوافز لهم وإشراكهم في دورهم بالمجتمع.

وشددت على أن تعزيز الصحة النفسية من شأنه أن يجعل الأفراد والأسر قادرين على مواجهة الصراعات خاصة في القطاع.

وتحدثت إحدى النساء عن تجربتها الناجحة مع المرض النفسي، قائلة “كنت أعاني من الاكتئاب والاضطراب والانطوائية منذ الصف الأول الثانوي، وتحرجت كثيراً من التوجه لمؤسسات العلاج النفسي، إلا أنني مع توجهي لها في النهاية استطعت أن أعود لأكمل تعليمي وفعلاً دخلت الجامعة وتخرجت من تخصص تربية طفل”.

وتابعت “ولم يقف نجاحي عند هذا الحد، فالتحقت بتخصص الخدمة الاجتماعية وتخرجت أيضاً بشهادة جامعية وعملت متطوعة في العديد من المؤسسات الحكومية”.

وأضافت “نحن المرضى النفسيين نحتاج إلى تغيير مفاهيمنا حول المرض النفسي، فنحن قادرين على الانتاج والعطاء”.