منذ اللحظات الأولى للإعلان عن إتمام الاتفاق حول صفقة وفاء الأحرار , وانطلاقا من المسئولية الوطنية والرسالة السامية لوزارة الصحة تجاه شعبنا الفلسطيني , واحتفاءا بخروج أسرانا الأبطال من سجون الاحتلال , باشرت وزارة الصحة بتنفيذ خطة لإجراء الفحص الطبي الشامل للأسرى المحررين ضمن صفقة وفاء الأحرار , حيث وبتعليمات مباشرة من معالي وزير الصحة د. باسم نعيم تم تشكيل لجنة مختصة للإشراف ومتابعة تنفيذ الإجراءات الصحية وتوفير الخدمة الملائمة للأسرى الأحرار للاطمئنان على صحتهم بعد معاناتهم من صنوف الإهمال والحرمان الطبي في سجون الاحتلال .
هنأهم بالحرية
بدوره عبر د.باسم نعيم وزير الصحة باسمه وباسم كافة كوادر وزارة الصحة , عن أحر وأطيب التهاني والتبريكات إلى شعبنا الفلسطيني عامة والى أسرانا الأبطال والى ذويهم خاصة بمناسبة إتمام صفقة وفاء الأحرار , بعودة أسرانا الأبطال إلى حضن فلسطين بعدما غيبوا قصرا في سجون المحتل البغيض , معتبرا هذه اللحظات التاريخية إضافة نوعية لسجل طويل وحافل لشعبنا الفلسطيني المليء بالبطولات والانتصارات سائلا العلي القدير أن تكون هذه الفرحة مقدمة لحرية كامل التراب الفلسطيني من براثم الاحتلال , وتبييض السجون من كافة المعتقلين , وان نحتفل بعودتهم داخل باحات المسجد الأقصى المبارك .
ندد بسياسة الإهمال الطبي
كما وندد د. باسم نعيم وزير الصحة بالأوضاع الصحية المتدهورة للأسرى في سجون الاحتلال معتبرا إياها أحكاما بالموت البطيء بحق الأسرى , مضيفاً أنه في خضم الأحداث المحلية والإقليمية , وعلى وقع العنجهية الصهيونية والتي تتواصل فصولها السوداء بحق أبناء شعبنا الفلسطيني , فإنها تعمد إلى ممارسات لم تكن لتعترف بالمواثيق والأعراف الدولية خطوطا حمراء لما ترتكبه مع أكثر من 8000 أسير فلسطيني في سجون الحقد والظلام لجعلهم وسائل ضغط لانتزاع المواقف السياسية بمعاملتهم وفق أشرس السيناريوهات الشيطانية التي لم تحترم إنسانيتهم ولا حتى أبسط حقوقهم المتمثلة في الرعاية الصحية .
و أشار د.نعيم إلى أن الأسرى في سجون الاحتلال لا يعيشون ظلمة السجن و السجان فحسب بل يعاني العديد منهم عذاب المرض وسطوته على أجسادهم النحيلة التي غيبت معالمها سنوات طويلة من الأحكام المجحفة , بالإضافة إلى عدم مداواتهم وفق البروتوكولات العلاجية اللازمة للأمراض المزمنة و مرضى السرطان و اضطرابات الكلى , وأمراض الجهاز الهضمي وهشاشة العظام في سياسة بشعة لاستخدام الأسرى حقولاً للتجارب مما أوصل بالوضع الصحي لأسرانا البواسل باختلاف أعمارهم إلى مستويات صحية فوق الكارثية .
ونوه د. نعيم أنه وفق شهادات الأسرى المفرج عنهم حول الأوضاع الصحية داخل السجون الصهيونية فان أكثر من 25 أسيرا يعانون من السرطان في مراحل مرضية متقدمة حيث تتعمد إدارة مصلحة السجون حرمانهم من نيل العلاج الضروري لإنقاذ حياتهم إضافة إلى وضعهم في أجواء من الاهانة والإذلال و وضعهم في غرف مكتظة بالأسرى و غير مهيأة من حيث التهوية اللازمة , والتحقيق معهم في ظروف صحية صعبة و إجبارهم على تناول وجبات غذائية تتعارض مع حالاتهم المرضية , كل ذلك لم يكن إلا جزءا يسرا من سلسة الحقد التي تكبل أسرانا وتغرقهم في بحر موحش من العذاب اليومي والمستمر في ظل صمت غير مبرر من المجتمع الدولي الذي ينظر إلى معاناة الشعب الفلسطيني و أسراه من خلال مواقف عنصرية مسبقة تدعم سياسات الاحتلال القمعية بحقهم حفاظاً على مصالحه الذاتية و المرتبطة بهذا المحتل منذ ما يزيد عن ثلاثة و ستين عاماً مازال يغتصب فيها الأرض و الحقوق.
إنقاذ الأسرى
وطالب د. نعيم كافة الهيئات والمؤسسات الحقوقية والإنسانية بالوقوف عند مسئولياتها لما يتعرض له الأسرى في سجون الاحتلال من إهمال طبي متعمد بحقهم , وضرورة العمل الجاد على تأمين الرعاية الصحية المطلوبة لحالاتهم المرضية بما في ذلك وصول فوري للعلاج اللازم إلى الأسرى ذوي الأمراض المزمنة و مرضى السرطان و الكلى كما و نطالب تلك المؤسسات بحماية الأسرى و لجم الاحتلال عن سياسة الابتزاز الذي يتبعها معهم .
وحول جهود وزارة الصحة لتوفير الخدمات الصحية للأسرى الأحرار تحدث معاليه أن الوزارة اتخذت جملة من الإجراءات للاطمئنان على صحة الأسرى المحررين حيث أعلنت وزارة الصحة خطة عمل الفحص الطبي للأسرى والمحررين ضمن صفقة وفاء الأحرار يتم بموجبها تشكيل لجنة خاصة لمتابعة تنفيذ بنود الخطة تضم د. يوسف المدلل مدير عام ديوان وزير الصحة ود. مدحت محيسن مدير عام المستشفيات ود. أشرف القدرة مدير وحدة العلاقات العامة والإعلام .
وتتضمن الخطة إصدار تأمين صحي مجاني للأسرى المحررين لمدة عام من تاريخ الإصدار , واعتماد عيادة طبية في مجمع الشفاء الطبي وأخرى في مستشفى غزة الأوروبي لمباشرة تقديم الخدمات والفحوصات الطبية للأسرى المحررين , إضافة إلى فتح ملف طبي خاص بكل أسير محرر , وتحويل المرضى إلى التخصصات الطبية المختلفة بعد عرضها على اللجنة الطبية المختصة , واتخاذ ومتابعة كافة الإجراءات اللازمة داخل وخارج الوطن لمتابعة الحالات المرضية المختلفة والعمل على توفير احتياجاتها العلاجية .
طاقم طبي ميداني
بتوجيهات من د. باسم نعيم توجه طاقم طبي ميداني متخصص لفحص ومعاينة الأسرى المحررين في أماكن سكناهم , حيث قدم الوفد الإرشادات الطبية والعلاجات اللازمة لعدد من أصحاب الإمراض المزمنة والذين لم يتناولوا علاجهم منذ فترات طويلة , إضافة إلى تقييم الحالات المرضية تقييما مبدئيا تمهيدا لعرضها على اللجان الطبية في عيادتي مجمع الشفاء الطبي وفي مستشفى غزة الأوروبي , هذا ولم تقتصر الفحوصات الطبية للأسرى فقط بل شملت ذويهم ممن هم بحاجه لإجراء طبي متخصص .
متابعة مباشرة
وحرصا من معالي وزير الصحة د. باسم نعيم , على المتابعة الميدانية لتقديم الفحوصات الطبية للأسرى المحررين , استقبل معاليه عددا من المحررين في العيادة الطبية بمجمع الشفاء الطبي والتي اتخذت من مركز الأمير نايف للأشعة العلاجية والتشخيصية مقرا لها , حيث رحب د. نعيم بهم وهنأهم بسلامة العودة إلى أهليهم وديارهم بعد سنوات طويلة من القهر والحرمان والعذاب , مطلعا إياهم على خطة وزارة الصحة لتوفير الخدمات الصحية للأسرى الأحرار , ناقلا لهم تبريكات كافة الكوادر والأطقم الصحية واستعدادهم الكامل لتقديم كافة الخدمات الصحية والسهر على رعايتهم .
وخص معاليه الأسرى المبعدين من الضفة الغربية والقدس المحتلة بالتحية , معربا عن أمله بان يشعر الجميع أنهم على ارض واحدة اسمها فلسطين , وأن أهلهم في غزة هم تماما كأهلهم وذويهم وان الجميع في خدمتهم وهذا هو أقل ما يقدم لأسرانا الأبطال .
استعداد كامل
بدوره أكد د. يوسف المدلل مدير عام ديوان الوزير , ورئيس اللجنة الصحية المشرفة على فحص الأسرى المحررين , أكد على جهوزية كافة الطواقم الطبية العاملة في كلتا العيادتين المركزيتين بمجمع الشفاء الطبي , ومستشفى غزة الأوروبي من أشعه وفحص الدم والفحص العام وخدمات الصيدلة , وأنها على استعداد تام لاستقبال الأسرى المحررين .
إلى ذلك أشار د. أيمن السحباني رئيس قسم الاستقبال بمجمع الشفاء الطبي , الى أنه وخلال اليوم الأول لاستقبال الأسرى المحررين في عيادة مجمع الشفاء .
تأمين صحي مجاني
كما وبين ا. عماد بكرون مدير وحدة التأمين الصحي , أنه ووفق توجيهات معالي وزير الصحة د. باسم نعيم بإصدار تأمين صحي مجاني لكل أسير محرر لمدة عام كامل , باشرت الوحدة في تصميم تأمين خاص بالأسرى المحررين مميز عن باقي التأمينات وبصفة معينة , يضمن تأمين تقديم الخدمات الصحية للأخوة المحررين في كافة مرافق وزارة الصحة , سواءا كانت مراجعات عادية أو عمليات , مشيرا إلى أن التامين الصحي المجاني سيشمل كافة الأسرى سواءا المبعدين إلى غزة أو المقيمين فيها حيث بلغ عدد أسرى غزة 127 أسير , وأسرى الضفة المبعدين 162 أسير .
وأضاف بكرون إلى أن التأمين المجاني يشمل ضم والد ووالدة وأسرة وأبناء الأسير المحرر .
تقدير للجهود
أشاد الأسير المحرر خليل أبو علبة , باهتمام وحرص وزارة الصحة على تقديم الرعاية الصحية للأسرى ومدى الترتيبات التي وضعتها الوزارة لإتمام الفحوصات الطبية لكافة الأسرى معربا عن سعادته لما وجدوه من طيب الاستقبال والمعاملة .
إلى ذلك تحدث الأسير المحرر عماد المصري والمبعد من مدينة جنين , عن معاناته في سجون الاحتلال جراء سياسة الإهمال الطبي بحق الأسرى الأبطال , وان الاحتلال يتعمد إلى معاملة الأسرى طبيا دون أدنى مستوى من الإنسانية فالعديد من ذوي الأمراض المزمنة يتركوا لأيام طويلة دون علاج أو عرضهم على العيادة الطبية والتي بدورها تكتفي بإعطاء المريض أدوية مسكنة شارفت على الانتهاء او منتهية الصلاحية الأمر الذي يزيد من المعاناة
كما وتدعو وزارة الصحة كافة المحررين الى التوجه للنقاط الطبية المشار اليها بدءا من يوم السبت الموافق 22/10/2011 ولمدة أسبوعين .
كما و أعرب عن وقوف وزارة الصحة الكامل بجانب أسرانا الأبطال بنقل معاناتهم والدفاع عن حقوقهم في شتى المحافل وفضح ما يرتكب بحقهم , حتى خروجهم من سجون الاحتلال و تمتعهم بالحرية الكاملة في وطنهم فلسطين.
وحدة العلاقات العامة والإعلام