الأخوة الأفاضل .. الأخوات الفضليات:
قد يأتى الإنسان بحسنات امثال الجبال فقط بالصدق؛ فمن الممكن للمسلم أن يحصل على تلال من الحسنات وهو في بيته، أو وهو على فراشه فقط بالنية الصادقة يقول عليه الصلاة والسلام:” من طلب الشهادة بصدق بلّغه الله منازل الشهداء وان مات على فراشه” فالواحد منا بمجرد أن يصدق الله في نيته حتى ولو لم يكتب الله له تنفيذ ما أضمره، يأتي يوم القيامة وقد أنزله الله مزلة تليق بما أضمره جزاء صدق نيته، فما بالكم عندما يقترن مع هذه النية عمل صالح، سواء كان ذلك باتقان العمل والتفاني في إنجازه أو بتقديم الخدمة لمحتاجيها من الناس والرفق بهم، وقضاء حوائجهم، فالانسان اذا كان يتحلى بخلق الصدق سيجد يومه كله طاعة لله، فربّ عمل صغير تعظمه نية، وربّ عمل عظيم تحقره نية.


   ولندرك جميعا أنه لا يجتمع الكذب مع الدين أبداً: فإما أن يكون المرء متديناً صادقا، وإما أن يكون كاذباً؛ والمتدين الكاذب ليس إلا منافقاً يشتري بآيات الله ثمناً قليلاً.
يقول تعالى:﴿إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَاذِبُون﴾ النحل. ويقول عمر بن عبد العزيز: “ما كذبتُ مذْ شددتُ عليّ إزاري، وما كذبتُ مذْ علمتُ أن الكذب يضر أهله.