alt

لم تتوان وزارة الصحة بغزة ووزيرها د.باسم نعيم من أداء واجبها الوطني منذ سماعها قرار الإفراج عن الأسرى خلال صفقة التبادل،حيث أعدت خطة متكاملة للتعامل مع هؤلاء الأسرى وإجراء اللازم لهم ،من فحوصات طبية وتبنيهم علاجيا من خلال منحهم التأمينات الصحية لهم و لعائلاتهم ،ومتابعة حالتهم الصحية أولا بأول.

الأسير المحرر عطا محمود عبد الرحمن فلنة (46عاما)الذي حكم عليه بالمؤبد فى 27/11/1992نتيجة اتهامه بتفجير سيارة إسرائيلية ،خرج بعد سنين طويلة من سجون الاحتلال خلال صفقة “وفاء الأحرار” التي أبرمتها المقاومة بتاريخ 18/10/2010.

فى لقاء مع الأسير فلنة من جنين تحدث إلينا و هو على سرير الرعاية الصحية داخل مجمع الشفاء الطبي ،و الذي أجريت له عملية قلب مفتوح واصفا رحلته مع المرض قائلا بصوت خافت:” فى الفترة الأولي للاعتقال ،ومن خلال التحقيق معي أصبحت أشعر بصداع نصفي ،حيث أخذت مسكنات قوية لكن دون نتيجة، تطور معي المرض خصوصا عندما كنت أمارس بعض الرياضة كنت أشعر بوخز في صدري و أشعر بالتعب والإجهاد من أي أعمل أقوم به حتى لو كان بسيط ،تم عرضي علي طبيب العيادة فقال بأن قلبي سليم ولا يوجد فيه شيء وكان معي ألم في منطقة أعلى الظهر وعندما تم عرضي مرة أخرى علي الطبيب ، قال بان لدى غضروف في الرقبة وعندما طلبت منه إجراء عملية جراحية لذلك قال بأنك ستصبح مشلول نظرا لعمرك الكبير ولن تنجح العملية” .

و تابع الأسير المحرر حديثه محاولا إخفاء ألمه قائلا:” بأن قرار الإفراج بالنسبة لي حلم لم أتوقعه لالتقى بأهلي و أولادي ،لكنني لم أتوقع قرار الإبعاد ولم يتوقعه أحد ،حيث كان صدمة للأهل،لكن ما خفف على هذا الإبعاد هو أن زوجتي وابني حضروا معي لغزة ولكن ابنتي المتزوجة لم تأتي ولم أراها حتى اللحظة” .

ووجه الأسير المحرر شكره لوزارة الصحة فى غزة على اهتمامها الكبير بصحة جميع الأسرى المحررين حيث تحدث عن تجربته منذ خروجه من المعتقل قائلا:” بعد الإفراج عنى بأسبوع تم إجراء فحوصات طبية في مجمع الشفاء الطبي ،و أوضحت للطبيب شكواي من التعب والإجهاد المتواصل مع أقل مجهود فقام بإجراء الفحوصات اللازمة و التي تبين من خلالها مشكلة في القلب فقام الأطباء مشكورين بإجراء عملية قلب مفتوح والحمد الله أشعر بارتياح كبير جسميا و نفسيا معبرا عن فرحته الشديدة لوجود الاهتمام البالغ من جميع الأطباء و الممرضين “

و عن سياسة الإهمال الطبي داخل السجون أوضح فلنة بأنه” كل أسبوع يكون زيارة واحدة للمريض إذا حضر الطبيب كان بها وإذا لم يحضر راحت عليك “على حد قوله .

و فى نهاية الحديث تمنى الأسير المحرر فلنة تحرير القدس والعودة إلي أهلنا وديارنا.

و التقينا بزوجة الأسير المحرر فلنة التي كانت ترافقه فى المستشفى منذ دخولهحيث تتحدثت بكل ابتهاج لتماثل زوجها للشفاء قائلة:” نحمد الله على نعمة الإفراج و التي كانت لنا مفاجأة كبيرة خاصة مع إعلان اسم زوجي أبو جهاد،و تابعت: بعد الإفراج أعلنت وزارة الصحة استعدادها الكامل لفحص الأسرى ،حيث خضع زوجي لجميع الفحوصات الطبية والتي أقرت إجراء عملية قلب مفتوح ، مقدمة الشكر الجزيل لوزارة الصحة و الطواقم الطبية فى مستشفى الشفاء على اهتمامهم الكبير و المشهود له داخل المستشفى،حيث المتابعة اليومية و الطبية “.

من جانبه أوضح د. أيمن السحبانى رئيس قسم الإسعاف و الطوارئ بمجمع الشفاء الطبي أنه و منذ خروج الأسرى تم فحصهم للتأكد من سلامتهم و خلوهم من الأمراض ،حيث قال تم فحص الأسير المحرر فلنة الذي كان يشتكى من غضروف فى الرقبة و إجراء له فحوصات شاملة للدم و رسم القلب و صورة أشعة للصدر و عرضه على الأطباء المختصين ،حيث أظهرت الفحوصات بضرورة بتركيب دعامة فى القلب ،حيث تم إجرائها له فى م.الاوروبى و بتعاون كامل من جميع الأطباء،كما تبين ضرورة إجراء عملية قلب مفتوح له،و التي حجزت له بشكل سريع و عاجل حيث أجريت له العملية خلال يومين من الحجز نظرا لحالته الطارئة ،مضيفا بأن حالته بعد العملية مستقرة و يتماثل للشفاء.

و أكد د.السحبانى على أن جميع طواقم المستشفى كانت تعمل كخلية عمل موحدة لتقديم الدعم الطبي اللازم للأسير المحرر فلنة و لجميع الأسرى بلا استثناء ،لافتا إلى أن الفحوصات الطبية غطت أكثر من 200 أسير منذ خروجهم من الأسر بالإضافة إلى المتابعات الطبية اليومية التي تتابع ما يقارب 10-15 أسير يوميا و التي تقدم لهم الرعاية و الخدمة الطبية بشكل سريع و عاجل دون أية تأخير.

الجدير ذكره بأن الأسير فلنة متزوج ولديه ولد جهاد (19 عاما) وبنت سجود التي لم تلتقي به بعد ،و هو من سكان قرية صفه – قضاء رام الله.

 

 

 

 

وحدة العلاقات العامة و الإعلام