لأول مرة قي فلسطين

تركيب دعامتين لشريانين متلاصقين فى القلب فى آن واحد

الصحة:م.غزة الاوروبى ينجح فى فتح جذع الشريان التاجي الأيسر بدون جراحة القلب المفتوح

 

في عملية نوعية جديدة فتح جذع الشريان التاجي الأيسر بدون جراحة القلب المفتوح، تمكن فريق طبي في مركز القسطرة القلبية بمستشفى غزة الأوروبي بقيادة د.محمد حبيب استشارى ورئيس مركز القسطرة ود.وائل حجازى أخصائي أمراض القلب وطاقم التمريض من فتح الجزء السفلى من جذع الشريان التاجي الأيسر المتضيق بنسبة 90% فى ووجود انسداد كامل فى الشريان التاجي الأيسر الامامى وتضييق بنسبة 80% فى فوهة الشريان الأيسر المحوري عن طريق القسطرة العلاجية لمريض كان يعانى من ذبحة صدرية ومن ضعف شديد فى عضلة القلب بعد حدوث جلطة قلبية فى الجدار الامامى لعضلة القلب.

و ذكر استشارى أمراض القلب بأن الشرايينالتي تغذى عضلة القلب سميتبالتاجية لأنها تلتف حول القلب مثل التاج حولالرأس و يتفرع الشريانان التاجيانالأيمن والأيسر من الشريان الأورطى مباشرة،
بينما الشريان التاجي الأيسر عبارة عن جذع يمتد من الشريان الأورطى بطول 1-4 سم ومن ثم يتفرع إلى فرعين هما الشريان الأماميالأيسر والشريانالمحوري.،لافتا إلى أن الدراسات العلمية الحديثة تشير بأن الحل الأمثل لعلاج تضييق جذع الشريان التاجي الأيسر في مكان التفرع مع الشريان الأماميالأيسر والشريانالمحوري هو إجراء جراحة القلب المفتوح لترقيع الشرايين التاجية .

وأكد د.حبيب أنه وبعد رفض العديد من أطباء الجراحة إجراء هذه الجراحة نتيجة خطورتها نتيجة الضعف الشديد فى عضلة القلب وخوفا على حياة المريض اضطر الفريق لإجراء قسطرة علاجية بطريقة ميكانيكية لتوسيع جذع الشريان الأيسر عند منطقة التفرع مع الشريان التاجي الأيسر الامامى والمحوري.

و أضاف د.حبيب:”أنه تم تمرير شبكتين معدنيتين فوق بالونات مطوية بإحكام إلى المكان الضيق لإعادته إلى حجمه الطبيعي، ثم تم نفخها فى نفس الوقت وبنفس الضغط والذي يتراوح ما بين (12-18) ضغط جوي وتثبيت الدعامتين داخل فوهة الشريان التاجي الأيسر الامامى والمحوري وبالتالي فتح الجزء السفلى من جذع الشريان التاجى الأيسر.

وبهذه النقلة النوعية ،أكد د.محمد أنه بنجاح هذه العملية يمكن من إنقاذ العديد من حياة المرضى دون إجراء الجراحة لهم. مما يوفر تكلفة مالية عالية مقارنة بالجراحة ويقلل نسبة المضاعفات ويفتح المجال لإنقاذ عدد اكبر من حياة المرضى.

و فى هذا السياق ،كان لوحدة العلاقات العامة و الإعلام بالوزارة هذا الحديث الخاص مع المريض الدكتور ماهر شبلاق (52 عما)أخصائي الأطفال و حديثي الولادة فى مجمع الشفاء الطبي بغزة ،و الذي خضع لهذه العملية ،حيث كان يعانى فى بادئ الأمر من إرهاق و تعب شديدين عند أقل مجهود يقوم به مع ضيق فى التنفس بشكل غير طبيعي و مسبوق ،الأمر الذي دعاه إلى أن يعرض نفسه لاخصائيى القلب ،و بعد عمل الفحوصات اللازمة تبين مدى الخطورة الكبيرة على عضلة القلب لديه.

تحدث د.شبلاق عن رحلته مع المرض وهو يلهث بعض الشيء قائلا:” عندما شعرت بالإجهاد الكبير وضيق فى النفس قرر الطبيب المعالج أن أمكث فى وحدة القلب بمجمع الشفاء الطبي لمتابعة حالتي و بقيت فيها ثلاث أيام على الأدوية و المسكنات و لكن دون جدوى،فتم تحويلي إلى م.الاوروبى لعمل قسطرة قلب لي حيث قام د.محمد حبيب بعمل قسطرة للقلب و الذي بين لي خطورة الوضع على القلب نتيجة إغلاق الشريان التاجي الأيسر ونصحني بإجراء عملية عاجلة.

و تابع د.شبلاق حديثه قائلا:” تم تحويلي بشكل عاجل إلى المستشفى العربي بنابلس و تم عرضي على أكبر أطباء القلب هناك ،و الذين قرروا إجراء عملية قسطرة أخرى ،و التي تبين من خلالها بأن قوة دفع عضلة القلب لدى 20%،فى حين أن الوضع الطبيعي لقوة دفع عضلة القلب هو من(60-70)%،حيث أكدوا لي على مدى الخطورة على القلب و لا يستطيعوا عمل شيء لي سوى العلاج بالأدوية ،و نصحوني بزرع قلب كحل جذري،و ما دون ذلك سيكون علاجي الأدوية و المسكنات،لافتا إلى أنه تم إجراء عمليتي قسطرة له خلال خمسة أيام”

و استرسل فى حديثه الذي استمر لنصف ساعة تقريبا :”بعد ذلك رجعت إلى غزة حيث التقيت بالدكتور مروان الصادق استشاري جراحة القلب المفتوح فى مجمع الشفاء الطبي و الذي كان مسافرا إلى ألمانيا لحظة تحويلي إلى نابلس،و الذي طمأنني بنجاح العملية بنسبة 80%،و لكنه اقترح على بعمل مسح ذرى قبل العملية ،و بالفعل تم تحويلي لمصر بشكل عاجل لعمل المسح لذرى و كانت النتيجة مشابهة للنتائج السابقة بأنه لا يمكن عمل أي شيء لي سوى الاستمرار على الأدوية”

و فى نهاية المشوار أصر د.شبلاق على أن يذهب إلى طبيبه الاساسى د.محمد حبيب ،حاملا له كل ما يتعلق به من تقارير طبية و علاجية سواء داخل مستشفيات القطاع أو خارجها،حيث قرر الدكتور حبيب بتركيب دعامتين لشريانين متلاصقين فى القلب فى آن واحد بعد التوكل على الله من قبل المريض و الطبيب،و بالفعل تمت العملية و تكللت بالنجاح بعد توفيق الله أولا و الكفاءة والخبرة الطبية العالية و الإمكانيات العلمية التي يمتلكها د.حبيب إضافة إلى الجرأة و السرعة الفائقة التي امتاز بها أثناء إجرائه للعملية،حيث أكدت الفحوصات الطبية للقلب بعد ذلك بأن قوة دفع عضلة القلب تحركت من 20-38 %،و الذي يدل على أن هناك أمل فى أن تزداد النسبة إلى أكثر من ذلك خلال الستة شهور المقبلة على حد قول د.شبلاق. .

و اختتم شبلاق حديثه قائلا:” و بعد هذه المعاناة إذ أقدم الشكر الخاص جدا و العميق للدكتور محمد حبيب أخصائي القلب فى م.الاوروبى و الطاقم المرافق له على مجهوداته التي بذلها لحل المشكلة التي عانيت منها و التي لم يستطع أحد قط سواء داخل القطاع أو خارجها أن يحلها ،لذلك أكرر شكري و امتناني لهذا الطبيب الذي أتمنى أن تستمر وزارة الصحة فى نهجها لكسب الكفاءات الذي يدفع لتطور و ارتقاء أكثر بمستوى الخدمات الصحية النوعية بمختلف أشكالها”

بدوره أثنى د.حسن خلف وكيل وزارة الصحة على هذا الانجاز العظيم قائلا:”نحن نعتز بكفاءاتنا العلمية المتميزة و نشجعها و ندعمها و نسهل لها كل سبل النجاح ،كما و نعتز بأننا نخدم المريض الفلسطيني بكل ما نستطيع من طاقات”

و أشاد بالدور و المجهود الكبير الذي قام به د.محمد حبيب و الطاقم المرافق له الذي بذلوه من أجل إنقاذ حياة المريض شبلاق،بعدما فقد بعض الأمل فى الشفاء خاصة بعدما أغلقت أفق التدخل الطبى و أصبح رهين المعاناة ،مقدرا مدى الدقة و السرعة الفائقة و الفنية و الإبداع فى عمل الدكتور حبيب أثناء إجرائه للعملية ،رغم خطورتها متمنيا المزيد من النجاحات و الإبداعات التي ترقى بمستوى الخدمة الصحية “

و أكد على أن الوزارة تسعى جاهدة لتطوير خدمة أمراض القلب فى م.الاوروبى ،لافتا إلى أنه جارى التجهيز لافتتاح قسم جراحة القلب للأطفال و الكبار و بدعم من مؤسسة بلجيكية ،حيث جارى الآن تركيب جهاز الأشعة المقطعية خاص بالقلب و هو جهاز متطور و دقيق يصور شرايين القلب و يغنى عن القسطرة بنسبة 60%.

و أضاف:”بأننا نسعى لتطوير العمل فى التخصصات الأخرى حيث تم إرسال (114) طبيبا خارج القطاع لدراسة الدكتوراه و الماجستير خلال ثلاث سنوات وفى تخصصات مختلفة،كما و ترعى الوزارة برنامج الدراسات العليا المحلى(البورد الفلسطيني)و تشجع الأطباء على دراسة البورد و الذي يعطى أيضا الدكتوراه فى عدة تخصصات،علاوة على أنها نفذت مشاريع تطويرية بعشرات الملايين من الدولارات لدعم و تحسين منشآتها و خدماتها الصحية.

 

 

وحدة العلاقات العامة و الإعلام