استمرارا  للجهود النوعية المبذولة لعلاج و رعاية الأسرى المحررين صحيا ،فقد أجرى أطباء مستشفى الجراحة بمجمع الشفاء الطبي بالتعاون مع الوفد الطبي الاردنى عملية فتق اربي بالمنظار الجراحي مع وضع شبكة للأسير المحرر شعيب أبو سنينة.

و أوضح د.صبحي سكيك استشاري الجراحة ومدير مستشفى الجراحة بالمجمع بأن الأسير المحرر أبو سنينة كان يعانى من فتق اربي فى الناحية الأيسر تسبب له أوجاع و ألم شديد.

و أضاف:”نظرا لأهمية وضع أبو سنينة و الأسرى المحررين بشكل عام،حرصنا على تقديم أفضل و أحدث الطرق العلاجية و الجراحية لعلاج المريض،حيث تم إجراء عملية له ذات نوعية خاصة و دقيقة من خلال علاج الفتق بالمنظار الجراحي و الذي يعتبر من أوائل العمليات التي أجريت فى قطاع غزة”

و تابع قائلا”بأننا اغتنمنا فرصة وجود الوفد الطبي الاردنى لإجراء العمليات النوعية و خاصة لبعض الأسرى المحررين حسب حاجتهم و تزويد الطاقم الطبي بالمستشفى بالخبرة والمهارة الكافية لانجاز عمليات متقدمة”

و ذكر د.سكيك بأن الوفد الطبي الاردنى برئاسة د.وليد مسعود و د.طارق طهبوب يتكون من 8 أطباء متخصصين فى عدة جراحات كجراحة المناظير المتقدمة و جراحة الأوعية الدموية ،وزراعة الكلية ،و جراحة القلب،و تخصص القلب ،بالإضافة إلى جراحة الأطفال ومتخصصين فى التخدير.

و نوه إلى أن الوفد قام بإجراء ما يقارب 30 عملية متعددة و نوعية فى جراحة المناظير و غيرها و ذلك فى مجمع الشفاء الطبي ولخمسة أيام متتالية”

و من خلال مكالمة تليفونية تجاوزت العشر دقائق تحدثنا فيها إلى الأسير المحرر شعيب أبو سنينة (45عاما) من سلوان فى القدس و المبعد إلى قطاع غزة و قد خرج من المستشفى،حيث قال بإجهاد “بعدما أديت فريضة الحج و رجعت إلى قطاع غزة،و مع تغيير الأجواء أصابني سعال شديد كانت تؤلمني خاصة فى القسم السفلى من الجسم ،و كانت آلام لا تحتمل توجهت على أثرها لمجمع الشفاء الطبي ،استقبلني الطبيب المعالج بكل اهتمام ،و شكوت له بما أعانيه،فقرر لي فحوصات مرة أخرى ،و من خلال الأشعة التشخيصية تبين وجود فتق فى مراحله الأولى”

و تابع حديثه و هو منهك بعض الشيء من أثر العملية التي أجريت له بالأمس فور إجرائه الفحوصات و الأشعة قائلا:”كنت قد عانيت من هذا الألم كثيرا فى آخر عام من فترة اعتقالي بالسجن،و ما كنت أعرض على طبيب السجن نهائيا ، نظرا لعدم الاكتراث و الاهتمام و المماطلة من قبل طبيب السجن،و الذي لا يعالج المريض إلا بالمسكنات  دون معرفة و تشخيص المرض،و يعزو الأسير المحرر أبو سنينة سبب ذلك إلى سياسة التسويف والإهمال الطبي المتعمد الذي كانت تنتهجه سياسة السجن ليضيف عذابات أخرى إلى الأسير فضلا عن الضغوطات النفسية و الإذلال و القهر الذي يعانون منه جميع الأسرى”

و عبر عن حزنه الشديد على زملائه الذين لا يزالون يقبعون فى سجون الاحتلال،و الذين كانوا على أمل الخروج منه فى كل صفقة تعقد ثم تبوء بالفشل و خاصة الأخيرة التي كانت مع حزب الله ،معبرا عن مشاعره قائلا :”و الله انى بكيت كثيرا و تألمت أكثر عندما فشل إبرام الصفقة الأخيرة من شدة أملنا و تعلقنا بالحرية حينذاك”

الأسير المحرر أبو سنينة في ختام حديثه القصير وجه كلمة شكر و عرفان لوزير الصحة د.باسم نعيم على اهتمامه البالغ بشريحة الأسرى المحررين فور خروجهم من الأسرى من بداية الفحوصات الروتينية و مرورا بإجراء العمليات الجراحية النوعية لبعض الأسرى حسب الحاجة،كما و قدم شكره للوفد الاردنى و للدكتور عماد الزيات على إجرائه للعملية بأحدث طرقها، و لطاقم قسم الجراحة فى مجمع الشفاء برئاسة د.صبحى سكيك”” 

كما وجه رسالة خاصة إلى مراكز حقوق الإنسان بأن تتبنى وضعه و لم شمله مع أسرته كي يتسنى له أن يعيش فى جو عائلي و ارتياح نفسي بعد قضاء رحلة من المعاناة و القهر.

فرحة لم تكتمل:

زوجة الأسير المحرر(أم خالد)عبرت عن فرحتها المنقوصة قائلة:”نحمد الله على أن من علينا بحرية زوجى ،و التي كنت أتوقعها فى صفقة وفاء الأحرار،و لكن فرحتي لم تكتمل بعد نظرا لإبعاده إلى قطاع غزة ،حيث أسكن فى مدينة القدس و لا أستطيع إلا أن أزوره فقط،معبرة عن فرحتها الكبيرة بأهل غزة قائلة”أول مرة فى حياتي أزور غزة ،و أنى و الله شعرت و كأني بين أهلي و ناسي و لم أشعر بالغربة نهائيا و زوجي الذي لحتى اللحظة لم يفارقه الغزيين هنا فهو على مدار الساعة يتلقى التهاني و الزيارات هنا،لكنى تأثرت كثيرا بآلام و معاناة زوجي خاصة عندما كان فى الأسر و عدم وجود اهتمام طبي زاد من آلامى ،لكن ما خفف على ما وجدناه من رعاية صحية و اهتمام طبي كبير فى مجمع الشفاء خاصة طاقم الأطباء و التمريض الذين لم يفارقوه أبدا من لحظة الفحوصات الطبية حتى إجرائه العملية و التي كانت بدون أية انتظار،موجهة الشكر الخاص لكل من ساهم فى تقديم الخدمة الصحية لزوجها”

الجدير ذكره بأن الأسير المحرر شعيب صالح أبو سنينة قد اعتقل فى تاريخ 25/10/1998 ،حيث حكم عليه مدى الحياة قضى منها 13 عاما،و ذلك لانتمائه لحركة حماس ،و هو متزوج و لديه ابنتان وولدان،و قد تركهم و هم فى عمر الربيع لا يتجاوزون الست سنوات، والآن هم متزوجون و لديهم أبناء،كما أنه لم يره نجله البكر إلا أثناء تأديته فريضة الحج ،و لم يلتق بعد بباقي أبنائه.

 

 

 

 

وحدة العلاقات العامة و الإعلام