alt

اعتبر د. باسم نعيم وزير الصحة أن الحرب التي شنها الاحتلال قبل ثلاثة أعوام لم تنتهي بانتهاء العمليات العسكرية على غزة , ولكنها استمرت الى أبعد من ذلك بأشكال وطرق بشعة لعل أبرزها استمرار الحصار وخاصة الحصار الصحي والذي مارس الاحتلال ضده أقسى صور الاستنزاف وتقويض للمنظومة الصحية والتعمد إلى إضعافها , وأضاف د. نعيم في كلمة وجهها الى كوادر العمل الصحي الفلسطيني بمناسبة الذكرى الثالثة لمعركة الفرقان أن الست سنوات الماضية من عمر الحصار الظالم تثبت أن القطاع الصحي كان من الأهداف الرئيسة للاحتلال إدراكا منه بمدى أهمية هذا القطاع الحيوي والمكاسب التي سيجنيها من وراء إضعاف الدور الصحي في المواجهة , مشيرا الى الرسائل القوية والشجاعة التي وجهتها كوادرنا الطبية في تلك المعركة للمحتل والتي مثلت ردا على تلك المحاولات ودافعا قويا للصمود والثبات , وقدموا نموذجا للبذل والعطاء في وقت كانت تفتقر فيها مرافقنا الصحية الى أبسط مقومات الإسعافات والطوارئ بسبب الهدر الكبير في الرصيد الدوائي آن ذاك , وجدوا أنفسهم في لحظات أمام مئات الضحايا والذين اكتظت بهم أقسام الاستقبال والطوارئ .

وبهذه المناسبة عبر د. نعيم عن فخره واعتزازه الى كوادرنا الطبية والفنية والإدارية بوزارة الصحة الجنود المجهولين في تلك المعركة , والذين رسموا بجدارة واستحقاق لوحة مشرفة من الإخلاص لدينهم ووطنهم رغم حلاكة الظروف , وأضافوا صفحة خالدة في تاريخ العطاء الصحي خلال الست سنوات الماضية , وتوجت تلك الصورة بدماء 17 شهيدا ارتقوا في مشهد وحدوي يدلل مدى ايمانهم بواجبهم تجاه شعبنا الفلسطيني , فضلا عن استهداف وتدمير عديد المرافق الصحية منها مستشفى الشهيد محمد الدرة ومستشفى الوفاء ومستشفى بيت حانون ومستشفى القدس ونحو 33 مركزا للرعاية الأولية منها ما دمر بالكامل .

كما ووجه د. نعيم شكر وتقدير وزارة الصحة الى كافة الوفود والكوادر الطبية التي توافدت الى قطاع غزة والتي شاركتنا في تضميد الجراح وكان شاهدا على مدى بشاعة الجريمة وفصلا من أبشع الفصول الدموية التي أرادها العدو الصهيوني وسيلة لكسر صمود الشعب الفلسطيني وثنيه عن ثوابته , استخدم فيها كل ما أفرزته ترسانته العسكرية من حقد أسود غشي على أعين وزراء الحرب ومن دقوا على طبولها فكانت وبالا عليهم لما سطر من مجازر بشعة بحق شعب أعزل حوصر وشرد وقتل بدم بارد و بلا رحمه , فغزة وعلى مدار ما يقارب 23 يوما تجرعت مرارة الفسفور الأبيض وما أمطرته غربان السماء من قنابل عنقودية وأخرى تزن أطنانا وعايشت شوارعها مواكب تشيع ما يربو عن 1400 شهيد .

وجدد معاليه مطالبته للمجتمع الدولي بتحمل مسئولياته الأخلاقية والإنسانية تجاه ما يجري في قطاع غزة من حصار وعدوان وحرمان لأبسط مقومات الحياة , مؤكدا على ضرورة لجم سياسات المحتل والتي لاتعترف بخطوط حمراء ولاتحترم حقوق البشر .

كما وحذر د. نعيم من مغبة إقدام الاحتلال على حماقة جديدة على قطاع غزة في ظل التهديدات المتواصلة والتي تترجم في كثير من الأحيان الى جولات تصعيدية على الأرض , وفي وقت تشتد فيه أزمة نقص الأدوية والمستهلكات الطبية والتي دخلت مع بدء العام الجديد 295 صنفا .