أكد معالي وزير الصحة د. باسم نعيم على خطورة الوضع الصحي والذي يعاني منذ نحو أسبوعين من نقص في إمدادات الوقود وانقطاع التيار الكهربائي عن الأقسام الرئيسية والحيوية ومراكز الرعاية الأولية، جاء ذلك خلال وقفة تضامنية نظمتها الوزارة للمطالبة بإنهاء معاناة المرضى والذي يعيشون في هذه الأيام اشد حلقات الحصار بعيد إعلان محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة عن العمل، حيث جاء في كلمة معاليه التالي :
إنّه في اليوم الذي يتداعى فيه العالم بكل مؤسساتها للعمل من اجل الدفاع عن حقوق الإنسان بل والحيوان ، فإن هناك في قطاع غزة أكثر من مليون وسبعمائة ألف مواطن ينتظرون وقوف العالم معهم للحصول على ابسط مقومات الحياة والتي لا يختلف أحد على إمكانية تزويدهم بها.
إن الظلام الذي لف قطاع غزة منذ يومين نتيجة لنفاد السولار الخاص بمحطة توليد الكهرباء والذي يهدد حياة كل المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث أدى انقطاع التيار الكهربائي إلى الشلل التام في كل نواحي الحياة ، وأصاب في مقتل القطاع الصحي الذي تعلمون أنه الوجه الأبرز للحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من خمس سنوات.
إن القطاع الصحي تأثر تأثيراً مباشراً بهذه الماسة بما يشكل ذلك من خطر على أقسام الحضانة وفيها أكثر من مائة طفل (100) وكذلك أقسام العناية المركزة والتي يعالج فيها أكثر من ستين مريضا (60) وأقسام الكلى والتي تقدم الخدمة لأكثر من أربعمائة وأربعة مريض (404) وكذلك أقسام العمليات التي سنضطر لوقف الخدمة فيها وتأجيل غالب هذه العمليات آملين أن لا نصل للعجز عن إجراء العمليات الطارئة ، أن استمر هذا الأمر لا قدر لله.
إن انقطاع أو قطع التيار الكهربائي عن قطاع غزة لا يعني وقف الخدمات الصحية فقط، ولكن يعني ازدياد الحالات المرضية الناتجة عن نقص الكهرباء في المجالات الأخرى غير الصحية مثل وقف مضخات المياه والصرف الصحي وكذلك تدهور الحالة الصحية لكثير من المرضى الذين يعالجون في بيوتهم مما يضطر ذويهم لنقلهم للمشافي العاجزة عن تقديم الخدمة لهم في مثل هذه الظروف والأحوال.
إن وزارة الصحة أمام هذا الواقع والذي يضاف إليه النقص الحاد في الأدوية والمستهلكات الطبية والذي بلغ مجموعه حتى هذه اللحظة 347 صنفا ، وكذلك الصعوبة المتزايدة في توفير الصيانة للأجهزة والمعدات الطبية لتعلن للعالم أجمع أن الأمر جد خطير وتطالب العالم بان يقف أمام مسئولياته.
إننا في وزارة الصحة وأمام هذا الواقع لا يسعنا إلا أن نؤكد أننا على وشك إعلان حالات الطوارئ بمخلف درجاتها، حيث الأمر جد خطير وانه على العالم أن لا يقف متفرجا أو أن ينتظر موت هذه الفئات من أصحاب الأمراض المذكرة سابقا.
وعليه فإننا نطالب جميع الجهات المسئولة مثل منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر ومنظمة اليونسكو وكذلك هيئات الإغاثة بكافة أنواعها للتدخل السريع لوقف هذا التدهور الحاد والذي سيتحمل الجميع مسئوليته، كما ونناشد القيادة ومجلس الشعب في جمهورية مصر العربية على توفير الوقود اللازم لقطاع غزة لحل هذه الأزمة ، كما ونطالبهم كذلك بسرعة العمل على حل هذه الإشكالية التي – تبرز لنا من حين لآخر- حلال جذريان بربط شبكة القطاع بالشبكة الإقليمية، حيث نعم أن هناك توجهت لذلك ولكننا نطالب بتعجيل ذلك.
إن وزارة الصحة الفلسطينية وهي تضع العالم أمام مسئولياته لترجو أن يجد نداؤها هذه آذانا صاغية حتى لا تصبح أكثر إيلاماً من أوقات الحرب وان لا يستعيد الشعب تجربته مع الموت الجماعي والعالم يقف مكتوفي الايدي لا يحرك ساكنا
مجمع الشفاء الطبي
الخميس 16 فبراير 2012
س: 12.30 ظهراً