نظم مستشفى النصر للأطفال وقفة تنديدا باستمرار انقطاع التيار الكهربائي عن أقسامهم والخدمات المقدمة لهم، حيث لليوم السادس على التوالي , يعاني الأطفال المرضى من انقطاع التيار مما يهدد بشكل مباشر، حياتهم ومصير الخدمة المقدمة لهم.
وفي كلمة د. مصطفى الكحلوت المدير الطبي لمستشفى النصر للأطفال جاء فيها ” إننا في مستشفى النصر للأطفال وكأكبر مؤسسة صحية تقدم خدماتها للأطفال , نعبر عن قلقنا الشديد ازاء الحالة السيئة التي يعيشها أطفالنا في المستشفى , فهم أصلا يتكبدون شبح قلة الدواء والمستهلكات الطبية , ليطل عليهم كابوس آخر لم يرحم طفولتهم والتي راح الحصار يغتالها ليل نهار مبددا لهم فرص الحياة كما أطفال العالم , فعديد الأطفال هنا اصبح مصيرهم مرتبط بعودة التيار الكهربائي لارتباطه بالأجهزة الحيوية التي تبقي على أمل بالحياة .
اننا وباسم أطفالنا المرضى لنستصرخ فيكم معاني الإنسانية والضمير الحي , لأن ما تشاهدونه في هذه الأقسام من قساوة المشهد ليس من وحي الخيال وانما هي صورة قاسية لا يتحمل أن يعيشها أي طفل في أي مكان , هذا المشهد الغير إنساني سيلاحق الذين يقفون متفرجين على هذا المصير المأساوي و الذي سيطال مئات المرضى في أقسام غسيل الكلى الذين يرتبطون بأجهزة الغسيل الكلوي لساعتين يعدونها لحظة بلحظة و عيونهم على أجهزة حياتهم , يخشى بعضهم أن يغفو فتبعده غفوته عمن حوله من إخوانه المرضى و عن أهله فتغلق حياته مع انقطاع التيار الكهربائي عن جهازه و هو لا يدري .
اننا في وزارة الصحة نحذر أن الساعات القليلة القادمة ستقربنا أكثر من إعلان حالة الطوارئ بمختلف درجاتها في كافة مستشفيات وزارة الصحة و مراكز الرعاية الأولية فيها و ستكون عسيرة جداً على كافة الطواقم الطبية و الفنية و الإدارية التي تقدم خدماتها الآن في ظروف استثنائية سيتعذر استمرارها أيضاً إذا بقيت أزمة الكهرباء بالإضافة إلى منع توريد المحروقات للمستشفيات و الذي سيؤدي إلى توقف المولدات الكهربائية البديلة في المستشفيات بالكامل و عندها ستكون الخدمات الصحية برمتها في ظلمات ثلاث تطبق على مرضى قطاع غزة الذين يكابدون ظلمة انقطاع التيار الكهربائي و ظلمة نقص الرصيد الدوائي بنفاذ 347 صنفاً من الأدوية و المستهلكات الطبية و ظلمة نفاذ السولار في المستشفيات و مراكز الرعاية الأولية و التي تشتد قساوة على أقسام العناية المركزة و عناية القلب و الاستقبال و الطوارئ و ستكون عندها 39 غرفة عمليات متوقفة تماماً عن عملها في ظل التهديدات الصهيونية بمواصلة عدوانها على كافة محافظات القطاع و إمعانها في استهداف المناطق المأهولة بالسكان و المجاورة للمستشفيات مما سيزيد من عدد الإصابات و خطورتها بين المدنيين و الطواقم الطبية على حد سواء.
اننا اليوم نحمل باسم هؤلاء الأطفال نداءاً عاجلاً لأصحاب الضمائر الحية و الرسالة الإنسانية الخالدة و للشرفاء في المجتمع العربي و الإسلامي و أحرار العالم بان ينتصروا لنداءات الاستغاثة التي يطلقها المرضى بأناتهم و الأطفال بصراخهم و النساء بدموعهم و الشيوخ بأكفهم و الشباب بصبرهم في قطاع غزة الذي لن تكسر إرادته بإذن الله .
كما ونطالب اللجنة الدولية للصليب الأحمر و منظمة الصحة العالمية و منظمة اليونسكو و هيئات الإغاثة الإنسانية المحلية و الإقليمية و الدولية و منظمات حقوق الإنسان للتدخل الفوري من اجل إنقاذ الوضع الإنساني و الصحي و البيئي في قطاع غزة و الذي سيتحمل مسئوليته الجميع .
ان أطفالنا المرضى اليوم مازالوا ينتظرون الموقف المشرف و المساند من الثورة المصرية و المجلس العسكري الأعلى برئاسة المشير محمد حسين طنطاوي و رئيس مجلس الشعب المنتخب د.محمد سعد الكتاتني لتزويد محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع بالسولار اللازم لتشغيلها و حمايتهم من ظلمة الحصار الصهيوني بربطها بالشبكة الإقليمية , وانهاء تلك المعاناة والى الأبد .