تقرير : نور الدين عاشور – محمد عبيد :

الجمعة التاسع من شهر مارس , كانت غزة على موعد مع فصل جديد من الفصول الدموية التي اعتاد العدو الصهيوني أن يرتكبها ببشاعة أكثر عمن سواها , فصواريخ حقده الغاشمة , تغزو سكون غزة وتعيد إلى الأذهان مشاهد من حرب اقترفها بحق مليون ونصف مليون إنسان وبلا رحمة , عدوان جديد على غزة وتصعيد همجي يزيد من على كاهل القطاع الصحي الذي يعاني في هذه الأيام من تفاقم أزمة الأدوية والمستهلكات الطبية ووصولها الى حدود كارثية , وتواصل الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي لأكثر من 12 ساعة عن جملة من الأقسام الحيوية بالمستشفيات , لكن وبالرغم من ذلك فقد أعلنت وزارة الصحة عن رفع الجهوزية الكاملة واستنفار كافة العاملين في المستشفيات والمرافق الصحية للتعامل مع ضحايا التصعيد الصهيوني على قطاع غزة .

استنكر د. باسم نعيم وزير الصحة التصعيد الصهيوني على قطاع غزة والذي استهدف كعادته المدنيين , محذرا في الوقت ذاته من مغبة تمادي العدو الصهيوني في عدوانه الممنهج على قطاع غزة والذي من شأنه تقويض كافة القطاعات وخاصة القطاع الصحي والذي يتعمد الاحتلال الى احداث شلل تام وخلل في أبسط مقومات الرعاية الصحية ظنا منه أنها ستبدد من عزيمة وثبات شعبنا في غزة , وطمأن معاليه المواطنين الكرام ان وزارته لن تتخلى عن تقديم أفضل الخدمات الصحية حتى في أصعب الظروف التي من الممكن ان يفرضها المحتل , وأن كافة الطواقم الطبية كل في موقعه على جهوزية كاملة لتقديم الرعاية الصحية رغم افتقار مؤسساتنا الصحية الى العديد من أصناف الأدوية والمستهلكات الطبية .

 

كما وطالب د. نعيم كافة دول العالم الحر المؤسسات الدولية والحقوقية واللجنة الدولية للصليب الأحمر الى لجم آلة الحرب الصهيونية ووقف المسلسل الدموي الذي اعتاد قادة الحرب على تجسيد أبشع صور الحقد لكل ما هو فلسطيني .  

أزمة تتفاقم

الى ذلك  حذر د. أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية من استمرار التصعيد الصهيوني بحق المدنيين في كافة محافظات قطاع غزة و الذي يأتي في ظل النزف المستمر في الرصيد الدوائي و استمرار انقطاع التيار الكهربائي المتزامن مع التناقص اليومي لمخزون السولار في مولدات الكهرباء البديلة في كافة المستشفيات و مراكز الرعاية الصحية الأمر الذي يجعل الطواقم الطبية متخوفة من الوصول إلى درجة كارثية تتعذر معها تقديم الخدمات الصحية لنحو مليون و سبعمائة ألف مواطن يتعرضون إلى استهداف مباشر من قبل آلة الحرب الصهيونية و يتجرعون مرارة الحصار الصهيوني الظالم و المطبق عليهم في قطاع غزة منذ العام 2006م كعقاب جماعي على خيارهم الديمقراطي.

و أضاف القدرة أن المحتل الصهيوني مارس ضد شعبنا الواناً من تضييق الخناق في كل مكونات حياته اليومية لاسيما الصحية منها متحدياً بذلك كل المعاهدات و الاتفاقيات الدولية التي تنص على حماية حقوق المدنيين المعيشية و الصحية بالإضافة إلى ضمان استمرار الرعاية الصحية للمرضى و الجرحى و تحييدهم في أوقات الحرب و الاستهداف .

و أشار القدرة إلى أن المرضى و الجرحى من المدنيين العزل في قطاع غزة الأكثر تضرراً جراء التصعيد العسكري الصهيوني إضافة إلى الحصار المستمر حتى اللحظة و الذي يمهن الاحتلال من خلاله في تقويض النظام الصحي ليكون عاجزاً عن تأدية واجبه الأخلاقي و الإنساني و الوظيفي مع عشرات المصابين و المرضى المنومين في المستشفيات و يجعلهم يعيشون في ظلمات ثلاث تحدق بهم بدءاً بظلمة غياب أكثر من ثلث الأدوية الأساسية و المستهلكات الطبية و الذي دخل مرحلة قاسية جدا بعد نفاذ 186صنفاً من الأدوية الأساسية و 200صنفاً من المستهلكات الطبية و استمرار النزف في المخزون الدوائي يومياً و الذي سيشتد خلال الأشهر الثلاثة القادمة بالإضافة إلى ما يقاسونه من ظلمة الانقطاع الحالي للتيار الكهربائي لأكثر من 12 ساعة يومياً بسبب عدم ادخال الوقود اللازم لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة و الذي يدخل الخدمات الصحية و المرتبطة بشكل أساسي بالتيار الكهربائي في مرحلة حرجة في ظل العدوان الصهيوني المتكرر على قطاع غزة خاصة في أقسام الاستقبال و الطوارئ و الحضانة و غسيل الكلى و القلب المفتوح و قسطرة القلب و العمليات الجراحية و القيصرية بالإضافة إلى أقسام الأشعة التشخيصية و مختبرات التحاليل الطبية الأمر الذي سيزج بمئات المرضى و المصابين في ظلمة ثالثة سيتعذر معها تقديم العديد من البرامج العلاجية اللازمة لهم في ظل التناقص المستمر للسولار داخل خزانات المولدات الكهربائية البديلة في المستشفيات و مراكز الرعاية الأولية و مختبرات الصحة العامة و بنوك الدم.

و أكد القدرة أن هذه الظلمات الثلاث التي ما زالت تتلقف مئات المرضى و المصابين من كل جانب , تفاقم من وضعهم الصحي يوماً بعد يوم و تعرض حياتهم للخطر الذي ما فتئنا نحذر من الوصول إليه في ظل الصمت الغير مبرر من المجتمع الدولي إزاء الممارسات الإجرامية و التعسفية للاحتلال الصهيوني بحق المرضى و المصابين المدنيين من الأطفال و النساء و كبار السن و الشبان.

و طالب القدرة أحرار العالم بدعم و مساندة الشعب الفلسطيني في مطالبه التحررية بما في ذلك الضغط على حكوماتهم للجم غطرسة العدو الصهيوني و مسلسل التصعيد الإجرامي بحق المدنيين العزل و مئات المرضى و رفع الحصار الصهيوني الغير قانوني عن قطاع غزة و تكوين جبهة عمل موحدة رافضة لبقاء الاحتلال الصهيوني في فلسطين في القرن الحادي و العشرين و ملاحقة قادة الاحتلال أمام محاكم التمييز العنصري و جرائم الحرب .

كما و ناشد القدرة اللجنة الدولية للصليب الأحمر و منظمة الصحة العالمية و كافة المؤسسات الإنسانية و الاغاثية إلى التحرك العاجل من اجل ضمان استقرار النظام الصحي و دعم صموده امام الهجمات الصهيونية التي تخلف العشرات من الشهداء والجرحى و إنهاء معاناة مرضى قطاع غزة و حماية حقوقهم العلاجية بما في ذلك تخليص مخصصاتهم السنوية من الأدوية و المستهلكات الطبية المحتجزة في مستودعات الصحة برام الله .

 

 

كما جدد القدرة مناشدته للقيادة المصرية بالسماح لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه من إمداد قطاع غزة بالسولار اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء و منع كارثة صحية محدقة بالمرضى و المصابين في ظل الاستهداف المستمر على قطاع غزة.

حدود كارثية

وفي وقت سابق أعلنت وزارة الصحة أن الرصيد الصفري للأدوية والمستهلكات الطبية في مستودعات الوزارة لشهر مارس الحالي بلغ 186 صنفا من الأدوية و200 صنفا من المستهلكات الطبية , وأن 75 صنفا من الأدوية و70 صنفا من المستهلكات الطبية ستنفذ خلال الثلاثة أشهر القادمة , ما يعني أن أزمة الأدوية المستهلكات الطبية وصلت إلى مرحلة كارثية  وغير مسبوقة , بعد ارتفاع مؤشرات النقص عن الشهر الماضي والذي بلغ 347 صنفا .

 وأضافت الوزارة في بيان لها أن هذه المرحلة ستؤثر على مجمل الخدمات الصحية في المستشفيات و مراكز الرعاية الأولية لاسيما في أقسام حضانات الأطفال و غسيل الكلى و أمراض الدم و العمليات و العناية المركزة و قسطرة القلب و القلب المفتوح بالإضافة إلى المختبرات و بنوك الدم و الأشعة التشخيصية .

و جددت الوزارة  تحذيرها من الخطر الذي يهدد حياة المرضى في قطاع غزة , خاصة في ظل معاناة القطاع الصحي من أزمة الكهرباء خاصة بعيد توقف محطة توليد الكهرباء عن العمل , وتوقف إمدادات الوقود الواردة إلى غزة وتأثير ذلك على مخزون الوزارة من السولار اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية في كافة مؤسسات وزارة الصحة .

كما وطالبت الوزارة كافة المؤسسات الدولية والإقليمية و المحلية الإنسانية و الصحية و الاغاثية المتابعة للقطاع الصحي بتكثيف جهودها و التحرك العاجل لتطويق الأزمة التي تشد ضراوة على مرضى قطاع غزة , كما نطالب الجميع بالوقوف عند مسئولياته الأخلاقية و الإنسانية لحماية حقوقهم العلاجية بالكامل و حماية المنظومة الصحية من الخطر التي يتهددها في كل لحظة , وإلى سرعة التدخل الفوري لإنهاء معاناة مرضى القطاع  , بما في ذلك الضغط على الصحة  في رام الله لإرسال مستحقات مرضى القطاع من الأدوية و المستهلكات الطبية واحترام حقوقهم العلاجية بتوريد حصتهم المقرة من التعاقدات السنوية مع البنك الدولي و ضمان إيصالها بانتظام لمستودعات وزارة الصحة .

 

 

نفاذ علاج ال ( (deseferal )

 في غضون ذلك عبر د.أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة , عن قلق الوزارة الشديد من تدهور الحالة الصحية لنحو 75 طفلاً من المصابين بالتلاسيميا جراء نفاذ علاج ال ( deseferal ) من مخازن وزارة الصحة و مستشفياتها بالكامل و هو من العلاجات الأساسية الطاردة للحديد المتراكم نتيجة ارتفاع كرات الدم الحمراء في الدم ،و في حال توقف هذا العلاج فانه يسبب ارتفاع مزمن للحديد في الدم مما يشكل خطراً على القلب و الكلى و الدماغ بالإضافة إلى مشاكل أخرى في الأعضاء الداخلية لهؤلاء الأطفال .

و قال القدرة أن نفاذ هذا الصنف من الأدوية يشكل اضطراباً حقيقياً في البرتوكول العلاجي لمرضى التلاسيميا و بالتالي ستكون حياتهم معرضة للخطر يوماً بعد يوم .

و بين القدرة أن السنوات الأخيرة شهدت تناقصاً ملحوظاً بعدد المصابين في المجتمع الفلسطيني بمرض التلاسيميا و ذلك بفضل وعي المواطنين بالالتزام بقانون الزواج الايجابي .

و أشار القدرة إلى أن الوزارة أطلقت تحذيرات عديدة من مغبة الوصول إلى كارثة حقيقية سيدفع ثمنها مرضى قطاع غزة جراء التناقص المستمر في الرصيد الدوائي و الذي وصل إلى أعلى مستوياته منذ أربع سنوات مطلع مارس الحالي بنفاذ 386 صنفاُ من الأدوية و المستهلكات الطبية و التي تطال أكثر من ثلث المرضى في قطاع غزة الأولية لاسيما مرضى الكلى و الدوم و الأورام و السرطان و الأعصاب و الأطفال و النساء و التوليد وصولاً إلى مستلزمات المختبرات و أقسام الأشعة و التي تتزامن مع التناقص المستمر في المخزون الاستراتيجي للسولار اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية التي تمدنا بالكهرباء التعويضية البديلة في ظل استمرار أزمة انقطاع التيار الكهربائي التي مازالت تجتاح مناطق قطاع غزة بكاملها.

 

و دعا القدرة المجتمع الدولي بكافة مؤسساته الإنسانية و الصحية الى تكثيف جهودها لحماية حقوق المرضى العلاجية و ضمان استمرار الرعاية الصحية الشاملة لهم و ذلك بالتحرك الجاد لتوفير الأدوية و المستهلكات الطبية اللازمة لحالاتهم المرضية و خاصة الأطفال المصابين بمرض الثلاسيميا و الذين يتهددهم الخطر من كل جانب جراء نفاذ احد علاجاتهم الأساسية.

أزمة الكهرباء

وليس بعيدا عن الأزمات التي تعصف بالقطاع الصحي , حيث جدد د. حسن خلف وكيل وزارة الصحة تحذيره من تواصل أزمة انقطاع الكهرباء في ظل إعلان شركة توزيع الكهرباء في قطاع غزة عن توقف العمل بمحطة توليد الكهرباء الوحيدة، مؤكدا أن هذا الأمر يشكل خطورة حقيقية على الوضع الصحي.

وأشار خلف إلى حاجة 100 طفل من الأطفال الخدج المنومين داخل حضانات الأطفال والموصولة أجهزتهم بشكل دائم للتيار الكهربائي والتي تمدهم بالحياة، مؤكدا أن توقف أجهزة التنفس الصناعي يعرض حيات المرضى لخطر الموت في أي لحظة.

كما وناشد د. خلف اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية والمراكز الحقوقية والإنسانية والى كافة الجهات الحقوقية والإنسانية وكل الأحرار والشرفاء في العالم إلى ضرورة التدخل الفوري والعاجل من أجل إدخال لوقود اللازم لتشغيل المولدات اللازمة لمستشفيات قطاع غزة.

وشدد على ضرورة إنهاء أزمة الكهرباء ونقص الأدوية والمستهلكات الطبية, مطالبا إياهم بممارسة الضغط على كل الجهات المسببة لتلك الأزمات وإعادة الاستقرار للوضع الصحي , مطمئنا المواطن أن الوزارة لا تألوا جهدا في الحفاظ على خدمة صحية آمنة.

وطالب بحل مشكلة الكهرباء من أجل بإنهاء معاناة قطاع غزة والتي توثر بشكل سلبي على حياة المرضى في مستشفيات قطاع غزة، وخاصة غرف الحضانة والعناية المركزة، معرباّ عن أمله بأن تحل أزمة الوقود والدواء في اقرب وقت ممكن.

 

وقفه تضامنية

وفي ذات السياق نظمت وزارة الصحة وقفة تضامنية مع مرضى قطاع غزة امام مكتب تمثيل جمهورية مصر العربية وذلك للمطالبة بانجاز ما تمّ الاتفاق عليه من الجانب المصري لانهاء أزمة الكهرباء وارفاد قطاع غزة بكميات من السولار اللازم لتشغيل محطات توليد الكهرباء

حيث أكد د. أيمن السحباني رئيس قسم الاستقبال في مجمع الشفاء الطبي، على ضرورة إنهاء الأزمة، وانهاء معاناة مرضانا , مضيف أنه وبعد أكثر من ثلاثة أسابيع مضت وغزة تنير ليلها بالشموع , لعلها تستيقظ على أمل جديد لإنهاء أزمة الكهرباء والوقود , تلك الأزمة التي أصابت حياتنا بالشلل , صيحاتنا تعالت ومناشدات أطلقناها من هنا من غزة لعلها تكسر جدار الصمت الذي حال بيننا وبين حقوقنا الإنسانية , فكل دقيقة مرت وتمر بلا كهرباء تقرب مرضى كثر من النهاية التي طالما حذرنا منها في وقت يتداعى فيه العالم بكل مؤسساتها للعمل من اجل الدفاع عن حقوق الإنسان ، فإن هناك في قطاع غزة أكثر من مليون وسبعمائة ألف مواطن ينتظرون وقوف العالم معهم للحصول على ابسط مقومات الحياة .

وأضاف د. السحباني إننا هنا اليوم ومن أمام مقر السفارة المصرية بغزة نجدد المناشدة العاجلة باسم جميع المرضى والطواقم الطبية للأخوة في جمهورية مصر العربية الشقيقة برئاسة المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري الأعلى , و د.محمد سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب المصري للاستمرار في مساندة الشعب الفلسطيني و العمل على إنهاء ملف أزمة انقطاع التيار الكهربائي الخانقة و التي تدخل مرحلة حرجة يوماً بعد يوم و سرعة تزويد القطاع باحتياجاته من السولار اللازم لتشغيل محطة الكهرباء الوحيدة فيه , كما ونطالب القيادة المصرية بضرورة انجاز مشروع ربط كهرباء غزة بالشبكة الإقليمية لجمهورية مصر العربية و الذي سيرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني و سيكون له الأثر الايجابي الكبير على كافة مناحي الحياة اليومية في قطاع غزة و سيشكل رافعة حقيقية في إنقاذ الوضع الصحي المتفاقم نتيجة نقص الوقود .

كما وثمن عاليا لمصر الشقيقة جهودها ونبارك الخطوات التي تم الاتفاق عليها لإنهاء الأزمة , لكننا نطالب في الوقت ذاته الى الإسراع في توريد احتياجات القطاع من الوقود لتشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة , لأن الوضع الصحي لا يحتمل أياما أخرى من الأزمة فالقطاع الصحي تأثر تأثيراً مباشراً بما يشكل ذلك من خطر على أقسام الحضانة وفيها أكثر من مائة طفل (100) وكذلك أقسام العناية المركزة والتي يعالج فيها أكثر من ستين مريضا (60) وأقسام الكلى والتي تقدم الخدمة لأكثر من أربعمائة وأربعة مريض (404) وكذلك أقسام العمليات التي سنضطر لوقف الخدمة فيها وتأجيل غالب هذه العمليات آملين أن لا نصل للعجز عن إجراء العمليات الطارئة ، أن استمر هذا الأمر لا قدر لله.

كما وطالب الجهات المسئولة مثل منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر ومنظمة اليونسكو وكذلك هيئات الإغاثة بكافة مستوياتها للتدخل السريع لوقف هذا التدهور الحاد والذي سيتحمل الجميع مسئوليته .

جهود لحل الأزمة

ورغم تفاقم أزمة الكهرباء بدأت وزارة الصحة في البحث عن مصادر للطاقة حيث قامت باستخدام الطاقة الشمسية في غرفة عناية قسم جراحة القلب “المركزة” في مجمع الشفاء الطبي كبديل عن التيار الكهربائي الذي يفتقده القطاع حالياً بنسبة كبيرة ، جراء أزمة الكهرباء التي أثرت على المرافق الصحية.

ويصطف 18 لوحاً ضوئياً على سطح أحد مباني مجمع الشفاء في وضعية خاصة، وهي ألواح تزود خمس أسرَّة داخل العناية المركزة بالكهرباء بعد عملية معالجة للطاقة المستمدة من الشمس التي تعتبر أحد أهم موارد الطاقة المتجددة على الكرة الأرضية، إضافة إلى الرياح والمياه.

ووصلت الألواح الضوئية إلى غزة، مؤخراً، بواسطة فريق خبراء ايطاليين جاؤوا بعد استجابة منظمة (NGOS ) لنداء استغاثة من مجمع الشفاء بضرورة توفير خلايا ضوئية لتوليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية بلغت تكلفتها 50 ألف يورو، وفق ما ذكر مدير دائرة صيانة مستشفيات القِطاع م. رشاد الإسي.

وقال الإسي ، إن نظام الطاقة الشمسية معمول به منذ ما يزيد عن عام في الضفة الغربية المحتلة، ومن الصعب إدخال مثل هذه الخلايا إلى غزة في ظِل الحصار، إلا من خلال المؤسسات الدولية.

وبيَّن الإسي ، أنه منذ أن قصفت طائرات الاحتلال الحربية محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قِطاع غزة صيف عام 2006، برزت فكرة إيجاد بديل للتيار الكهربائي المولد عبر محطة التوليد.

وأشار إلى أن الأوضاع في مجمع الشفاء “كانت صعبة” آنذاك خاصة بالنسبة لغرف العناية المركزة المتعددة في المجمع الطبي الأكبر في القطاع إثر استمرار انقطاع التيار الكهربائي.

وحول آلية عمل هذه الخلايا في تزويد العناية المركزة لجراحة القلب بالكهرباء، قال الإسي: “إن هذه الخلايا الضوئية تتفاعل مع ضوء الشمس وتولِّد جهداً كهربائياً”.

وتشحن الألواح الضوئية 12 بطارية بقدرة60 فولتاً (DC– تيار مستمر) قادرة على إنتاج 4 “كيلو وات” من الكهرباء بعد تحويلها إلى تيار (AC– تيار متردد) قابل للاستخدام من خلال جهاز “إن فيرتر”.

وذكر الإسي أن التيار الفائض يُحوَّل إلى 5 أسرَّة في عناية قسم القلب مزودة بأجهزة خاصة بعد تحويله إلى تيار (AC– متردد).

وأشار الإسي إلى أنه يستفاد من البطاريات كمخزن للطاقة المستجلبة من ضوء الشمس خلال فترة النهار فيما يحوَّل التيار الفائض إلى أسرَّة العناية، في حين يستفاد من هذه البطاريات مع غروب الشمس، وحلول الليل في إمداد أسرة المرضى المثبتة عليها أجهزة طبية خاصة بالكهرباء، مبيناً أن تفريغ الـ12 بطارية بالكامل يستغرق 6 ساعات.

وأضاف: “إذا كانت الطاقة المنتجة من الخلايا الضوئية كافية وتحسنت خلال الفترة القادمة خاصة خلال الصيف سيتم تزويد أقسام عناية مركزة أخرى في الشفاء بالكهرباء الناتجة عن هذه الخلايا”.

وتابع مدير دائرة صيانة مستشفيات غزة متحدثاً حول الفائدة من استخدام هذه الخلايا: “رغم أن قدرتها بسيطة لكننا نشعر بالاطمئنان أنها موجودة الآن، وتزود قسماً حساساً جداً وهو عناية جراحة القلب التي أصبحت في أمان نوعا ما من أزمة انقطاع التيار الكهربائي”.

وبشأن التطلعات المستقبلية لاستخدام الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء، قال: “هناك تفكير جدي لتشغيل أقسام حساسة داخل المستشفى، مثل العمليات والمختبرات وحضانة الأطفال الخدج بواسطة الطاقة الشمسية”، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى إشكالية توفير أماكن تتسع لأعداد كبيرة من الخلايا الضوئية لتوليد الطاقة الكهربائية اللازمة.

ويثير استمرار انقطاع التيار الكهربائي القلق بين أطباء غرف العناية المركزة في قطاع غزة التي تضم بين جدرانها حالات مرضية مستعصية لا تتحمل انقطاع الكهرباء لثوان معدودة.

بدوره، أكَّد مدير أقسام العنايات المركزة في مجمع الشفاء الطبي د. فوزي النابلسية، أن “الخلايا الضوئية أدت دورها بالكامل في توفير الكهرباء لأسرَّة المرضى وقد بدَّدت شد الأعصاب والخوف بالنسبة لأطباء العناية المركزة من انقطاع الكهرباء”.

وقال النابلسية “: “منذ ما يزيد عن 10 أيام لم نشهد أي انقطاع للتيار الكهربائي المولد من هذه الطاقة الشمسية عن أجهزة العناية”.

ويستمد مرضى العناية المركزة لجراحة القلب الأوكسجين – والقول للنابلسية- من أجهزة التنفس الاصطناعي التي لولاها لفقد بعض هؤلاء المرضى حياتهم.

وأوضح أن أسرَّة العناية الخمسة يوجد على كل واحد منها، جهاز تنفس اصطناعي، وأجهزة متابعة لضغط الدم، و نبض القلب، و قياس ضغط الدم الشرياني، وجهاز منظم المحلول، والتي تعتمد جميعها على التيار الكهربائي.

ونبَّه مدير أقسام العنايات المركزة في مجمع الشفاء، إلى أن أي خلل في وصول التيار الكهربائي لهذه الأجهزة يؤدي إلى قطع علاج المريض الأمر الذي قد يعرض حياته للخطر.

تطعيم المكورات الرئوية

وتتواصل جهود وزارة الصحة في تقديم الخدمات الصحية وتطويرها على كافة الأصعدة , رغم ما يعتري سبل الانجاز من أزمات , فقد أعلن أ. جهاد عوض مدير البرنامج الوطني للتطعيم بوزارة الصحة , عن البدء في إدخال تطعيم المكورات الرئوية إلى الجدول الأساسي للتطعيمات لأول مرة في فلسطين لجميع مواليد العام 2012 على عمر شهرين وأربعة أشهر وعلى عمر عام , وذلك انسجاما مع التوجهات العالمية وتوصيات منظمة الصحة العالمية .

وأضاف عوض أن وزارة الصحة ممثلة بالإدارة العامة للرعاية الأولية تبذل جهودا كبيرة لتدعيم سبل الوقاية من الأمراض ومواكبة أرقى بروتوكولات التطعيمات العالمية وإدخالها على جدول التطعيمات الأساسية خاصة للأطفال , حيث عقدت الادارة دورات مكثفة لأكثر من 50% من العاملين الصحيين في المراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة ووكالة الغوث , فضلا عن توزيع لوحات ونشرات ارشادية على جميع المراكز لتعريف الأمهات بأهمية التطعيم .

وحول ماهية المكورات الرئوية أوضح عوض أنه مرض معد تعيش البكتيريا المسببة له في أنف وحلق الانسان وينتقل الهواء من خلال شخص يحمل هذه البكتيريا وذلك عن طريق السعال أو العطس , مشيرا الى أن هذا التطعيم يعمل على الوقاية من عدة أمراض خطيرة هي التهاب السحايا والانتان الدموي (تسمم الدم ) , بالإضافة إلى الالتهاب الرئوي والتهاب الأذن الوسطى .

كما ووجه عوض رسالة الى الأمهات الى متابعة تطعيم أبنائهن بهذا اللقاح , والاطلاع على الارشادات التي توزع على ذوي الأطفال في المراكز الصحية من اجل ضمان أفضل النتائج لهذا البرنامج , وحماية أطفالنا من الأمراض .

وفي وقت سابق ووفاءا للمواطن الكريم أصدرت وزارة الصحة قرارا مبدئيا يقضي بتجميد رسوم المرضى المتردين على أقسام الاستقبال في المستشفيات بعد الدوام الرسمي والتي تقدر ب10 شيكل تخفيفا عن المواطنين في ظل الظروف المعيشية الصعبة وذلك لحين دراسة هذا الموضوع واتخاذ القرار النهائي فيه. هذا و كان القرار ساريا منذ تأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية.

جاء ذلك خلال اجتماع مجلس الوزارة الأسبوعي والذي ترأسه معالي وزير الصحة د. باسم نعيم وبحضور وكيل الوزارة و المدراء العامون ومدراء الوحدات.

وفي ذات الإطار تمّ اعتماد مشروع المراسلات البريدية المحوسبة وإقرار اتخاذ الخطوات الأولى في نفس الاتجاه.

كما تمّ مناقشة موضوع العمل خارج الوزارة للموظفين حيث اقر المجلس ضرورة عمل دراسة مستفيضة لهذا الأمر حتى يتم اتخاذ قرار نهائي بهذا الأمر.