العطاء هو الفعل الذي يضم الجود والكرم، والصدقة والإيثار، وهذا يعنى أنه فعل البذل بما يحقق التكافل والتضامن والتعاضد، إذ يطلب الإسلام أن يكون العطاء بعيدًا عن التقصير، والكسل والإهمال، كما يرفض الإسراف وهدر الأموال للتفاخر والتباهي والظهور أمام الناس. فهو فعل يبين معدن النفس الكريمة في مد يد المساعدة لكل محتاج، وهو فعل يتعلق ببذل الجهد لإغاثة الملهوف، وليس أعظم من معالجة المرضى والرفق بهم والعمل على تخفيف آلامهم، و حمايتهم ومنحهم الأمان.
نقرأ فى القرآن الكريم قوله تعالى: «الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِالَّليْلِ والنَّهَارِ سِرًّا وعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ ولا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هُمْ يَحْزَنُونَ» «البقرة: 274» وفى الحديث الشريف «إن الله جواد يحب الجود ويحب مكارم الأخلاق ويكره سفاسفها.
ويركِّز الدين الإسلامي كثيرًا خلق البذل والعطاء، ذلك أن هذا الفعل يساهم في بناء مجتمع قوى متماسك متعاون، وفى انعدامه من المجتمع صورة أكيدة من اختلال التوازن ونشوء حالة من اليأس والإحباط وعدم الرضى.