تقرير: محمد عبيد

تزخر وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة بالعديد من الكوادر الصحية التي تعمل ضمن إمكانات بسيطة وتحقق نجاحات كان بالإمكان تحقيق المزيد لو توفرت لها الفرص كما توفر لغيرها في دول أخرى، حيث تعمل كوادرنا الطبية في ظل حصار خانق ونقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، ومع ذلك يتملكها إصرار وعزيمة على تحدي الذات وتحقيق المستحيل.

ولا يخفى على الجميع بأن وزارة الصحة الفلسطينية تولي أهمية بالنهوض بطب العيون في الوطن لما له من أهمية بالغة حيث المئات من الحالات الصعبة التي خلفها الاحتلال الإسرائيلي، وكانت تحول إلى الخارج، وكذلك الكثير من الأمراض التي تنتشر في فلسطين والتي من الواجب أن تعالج داخلها.

وشدد على أهمية إنشاء بنك عيون وطني في فلسطين وتنمية ثقافة التبرع بالقرنيات من أجل مساعدة المرضى المحتاجين لمثل هذه الجراحات، وخاصة أنه تم إقرار قانون التبرع بالأعضاء من قبل المجلس التشريعي، مؤكداً على أهمية تكريس شعار وزارة الصحة لصالح تقديم خدمات طبية مميزة آمنة ومستدامة، وتحويل هذا الشعار إلى واقع على الأرض وذلك من خلال توفير مرافق ومعدات وأجهزة متطورة وخدمة فندقية متميزة، إضافة إلى الكوادر الطبية والإدارية المدربة من أجل ضمان تحقيق الجودة في الخدمة الصحية.

وأكد د. مدحت محيسن مدير عام المستشفيات بالوزارة على اعتزاز وزارته بالشراكة مع القطاع الخاص من النقابات والجمعيات الطبية، موضحا أن العلاقة التكاملية هي السائدة بحيث تسعى الوزارة لتعزيز هذه الشراكة على الأرض وليست إبقائها مجرد شعارات مؤكدا على أهمية دور القطاع الخاص بتطوير البنية التحتية وذلك تمهيدا لعودة الكفاءات المتخصصة من الخارج.

وأشار إلى أهمية إيجاد بنك وطني للعيون تكون بداخله وحده للتبرع، وأننا في وزارة الصحة بصدد البدء في المشروع حيث نم التواصل مع الجهات الخارجية لتمويل بنائه. كما نجح مشروع إنشاء بنك الدم الوطني الذي بات يزود كافة الوطن بالدم وبالمجان.

بدوره أثنى د. عبد السلام صباح رئيس مستشفى العيون بغزة على جهود وزارة الصحة ووزيرها في دعم تخصص طب العيون في الوطن والمشاركة المتميزة بين الوزارة والقطاع الخاص.

وأشاد بدور الكوادر العاملة بالوزارة في بناء سياسة طبية تميزت فيها فلسطين عن غيرها من الدول المجاورة، معربا عن ثقته الكاملة بالفائدة الطبية على المرضى الفلسطينيين.

حيث كرر د. محيسن شكره للأطقم العاملة من الكوادر الطبية والإدارية على تعاونهم الكامل في سبيل الارتقاء بالمستوى الطبي عامة طب العيون خاصة.

تطور ونجاح

ولعل طب العيون في قطاع غزة يشهد تطور كبير، خاصة بعد نجاح الطواقم الطبية من زيادة إجراء عمليات الشبكية والسائل الزجاجي، وبعد توفير المستهلكات الخاصة بجراحة طب العيون، ويجري حالياً العمل بخطى حثيثة على إدراج جراحة زراعة القرنيات وترميمها وذلك بعد إصدار القانون الفلسطيني الخاص بزراعه الأنسجة والأعضاء ووصول بعض الأجهزة لهذا الخصوص، الأمر الذي يعني اقتراب إغلاق ملف العلاج بالخارج بالكامل خلال السنوات القادمة.

وأوضح أن الوزارة تضع على سلم أولوياتها الاحتفاظ بما حققته من انجاز في علاج العيون وصولا إلى خدمة صحية أفضل تخفف عن أبناء شعبنا من عناء السفر للخارج، وتوفر على الوزارة الأموال الكثيرة التي كانت تنفق على ملف العلاج بالخارج.

بدايات العمل

هذا وأنشئ مستشفى العيون في قطاع غزة العام 1965م على مساحة 3000م2 وهو الوحيد المخصص لطب وجراحة العيون في قطاع غزة، يقع في المنطقة الشمالية الغربية لمدينة غزة، على شارع العيون متفرع من شارع النصر, وهو من الشوارع الرئيسية في المحافظة, تحيط بالمستشفى ثلاثة مستشفيات أخرى, ويتكون المجمع من عدة أبنية، تتكون من طابقين.

وبدأ مستشفى العيون بإجراء أولى عملياته في سنه 1972 بإمكانيات بسيطة وعدد قليل من الأطباء والممرضين، وكانت تجرى عمليات الساد (الماء الأبيض) بدون عدسات وإزالة الظفرة وبعض العمليات البسيطة، وفي الوقت الحالي أصبح يجري عمليات المياه البيضاء على طرق حديثه بالفاكو وهو ” عبارة عن تفتيت عدسة العين بالموجات الصوتية وزرع عدسات لينة ضمن الطرق الحديثة”، إضافة لعمليات قنوات الدمع وكيس الدمع وترميم الجفون وعمليات الحول بأنواعها وعمليات ارتفاع ضغط العين ( الجلوكوما)، بالاضافة إلى عمليات محجر العين وإزالة أكياس بعض أورام محجر العين والجفون وعمليات الشبكية والسائل الزجاجي وانفصال الشبكية وإزالة التليفات بالاضافه إلى ازاله الأجسام الغريبة من مقلة العين.

 

 

زراعة القرنيات

بدوره، أكد د. عبد السلام صباح مدير مستشفى العيون ” أنّ العمل جاري على إدخال خدمة زراعة القرنيات داخل فلسطين، وإنها تنتظر اعتماد المجلس التشريعي الموافقة عليه ليكون أول تخصص طبي يحقق هذا الانجاز العظيم، حيث تمّ تدريب أطباء جراحة العيون من قبل برنامج البورد الفلسطيني، الذي يرأسه وزير الصحة د. باسم نعيم ويضم كفاءات طبية متميزة.

وتابع ” شرع العمل بالبرنامج التدريبي في 24/12/2011 بقبول متدربين على برنامج البورد لطب وجراحه العيون لمدة أربع سنوات، لافتا أنّه “تمّ المشاركة في دورة تدريبية لمدة ستة شهور في جراحة القرنيات وبنك العيون في مستشفى الجامعة الأردنية، وذلك بهدف الاطلاع على احدث الطرق للعلاج، في استخدام الأجهزة الطبية المستخدمة عالميا في طب العيون، وذلك لإكسابهم الخبرة الكافية.

أقسام العيون

ويضم مستشفى العيون أقسام عديدة تشمل: الحريم / الرجال – قسم الرعاية اليومية – قسم الليزر –والعيادة الخارجية والاستقبال والطوارئ وعيادة الجلوكوما وقسم البصريات وقسم العمليات، وتضم 24 طبيب أخصائي وكذلك 6 أطباء هم طبيب عام وطبيبان تخدير وتمريض و34 فني وآخرين في متخصصين في البصريات وإداريين.

وبالنسبة لجراحه وتجميل العيون جاري العمل على إنهاء ملف التحويلات لزراعه العيون الصناعية بعد استقدام الخبير الهولندي وعمل دورات تدريبيه لتصنيع العيون الصناعية داخل قطاع غزه وكذلك ابتعاث احد أخصائيين البصريات لدوره لمدة عام في المملكة الأردنية الهاشمية في هذا الخصوص.

التخصصات النوعية

ولعل أبرز التخصصات التي تميز بها مستشفى العيون بحسب د. صباح هو الخاص بجراحة الجزء الأمامي وفي مقدمته إزالة الساد ( الماء الأبيض ) وزراعه العدسة لكبار السن والأطفال وكذلك عمليات ارتفاع ضغط العين لكبار السن والأطفال ( الجلوكوما) وعمليات قنوات الدمع وكيس الدمع وترميم الجفون وعمليات الحول بأنواعها، بالإضافة إلى عمليات محجر العين وإزالة أكياس بعض أورام محجر العين والجفون وعمليات الشبكية والسائل الزجاجي وانفصال الشبكية وإزالة التليفات، بالإضافة إلى إزالة الأجسام الغريبة من مقلة العين.

 

زراعة القرنيات

القرنية هي ذلك الجزء الدائري الشفاف الذي يقع في مقدمة العين ويغطى القزحية ( الجزء الدائري الملون في مقدمة العين ) كما يغطي إنسان العين ( الثقب الموجود في منتصف القزحية ).

حيث يشهد خطوة ريادية هي الأولى من نوعها في قطاع غزة، وتجتهد الوزارة لصالح افتتاح بنك لزراعة القرنية في مستشفى العيون، وأن العمل جار لإقامته، حيث تم ابتعاث طبيب وحكيم من المستشفى إلى الأردن لمدة 6 أشهر للتدريب على زراعة القرنية.

وأوضح صباح ” إن وزارة الصحة تعمل بكل طاقتها لصالح إدخال خدمة زراعة القرنيات في فلسطين وذلك ضمن خطة وطنية طموحة في مجال زراعة الأعضاء عموما والقرنيات على وجه الخصوص، الأمر الذي سيشكل مساندا قويا لمستشفيات الوزارة التي دأبت منذ سنوات من أجل زراعة القرنيات في قطاع غزة.

وسيتم ذلك بالتعاون بين الأخصائيين في مستشفيات الوزارة التي تمتلك الإمكانيات لإجراء مثل هذه الزراعات.

وتأمل الوزارة في أن تتمكن من إجراء عدد اكبر من عمليات زراعة القرنيات عبر توفيرها بالتبرع المحلي.

قسم الشبكية

شرع العمل في قسم الشبكية في 2007 ، حيث تمّ تعيين د. محمود غنيم استشاري جراحة الشبكية والسائل الزجاجي وبدأ بمجهود كبير حيث لم تكن الأجهزة اللازمة والمستلزمات الطبية لجراحه الشبكية متوفرة، وقد عملت إدارة المستشفى بالتنسيق الكامل مع إدارة المستشفيات ودعم وزير الصحة الدكتور باسم نعيم ومدير عام التعاون الدولي الدكتور محمد الكاشف على توفير الأجهزة اللازمة والمستهلكات الطبية الخاصة بهذه الجراحات مثل توفير ميكروسكوب خاص لجراحة الشبكية وكذلك توفير جهاز حديث خاص لشفط المياه البيضاء وجراحة الشبكية وجهاز ليزر وجهاز تبريد لكل هذه الجراحات حتى وصلنا الآن إلى وجود غرفه مخصصه لجراحة الشبكية والسائل الزجاجي مجهزه بالكامل حيث أدي هذا الانجاز إلى خدمه عاليه لمرضي الشبكية في قطاع غزه.

ويجري الآن 90% من هذه العمليات تحت بنج موضعي وكذلك تجري معظم العمليات بدون غرز وهذا هو المتبع فقط في المراكز المتقدمة وفى بعض الدول المجاورة وهذا المجهود لم يكن يتم لولا المجهود الكبير الذي قام به وزير الصحة الدكتور باسم نعيم ومدير عام التعاون الدولي الدكتور محمد الكاشف ومدير عام المستشفيات الدكتور مدحت محيسن ومدير المستشفى الدكتور عبد السلام صباح والطاقم الطبي من أطباء عيون وتخدير وتمريض حيث عمل الجميع كفريق واحد في أوقات الدوام الرسمية وغير الرسمية للوصول لهذا الانجاز.

من جهته، أكد د. محمود غنيم استشاري جراحة الشبكية والسائل الزجاجي أنه تمّ علاج 214 حالة بانفصال الشبكية، و 24 حالة لإزالة أجسام غريبة، و302 حالة لإزالة النزيف والألياف، و28حالة سقوط العدسة، و298 حالة إزالة زيت السليكون، و282 حالة حقن داخل العين.

وأضاف ” قسم الشبكية تم افتتاحها في عهد وزير الصحة د. باسم نعيم في 2007 وبعد عامين تمّ إنشاء قسم جراحة الشبكية بتعليمات وتوجيهات من وزارة الصحة.

قسم العمليات

افتتحت الوزارة في شهر ديسمبر 2010، قسماً خاصاً بالعمليات في المستشفى، بدعم وتمويل البنك الإسلامي للتنمية، وجمعية الهلال الأحمر القطري.

ويتألف قسم العمليات من ثلاث حجرات، الأولى مخصصة للعمليات الخاصة بشبكية العين، وتضم جهاز “MAGATRON” من خلاله تجري معالجة حالات انفصال الشبكية، وميكروسكوب لعمليات الجراحة.

أما الحجرتان الثانية والثالثة, فتضمان بين جدرانهما أجهزة خاصة للقيام بعدة عمليات منها: حالات الحول، والمياه البيضاء التي تتكون في العين، ومعالجة الكيس الذهني، وفحص ضغط العين، إضافة إلى القيام بعملية ظفر العين.

ومن بين العمليات التي تجرى في ذات القسم، تسليك مجرى الدمع في العين، وإجراء فحوصات لقاع العين وقاع الشبكية ورفع السيليكون من العين.

مستوى علاج العيون في فلسطين قياسا بالدول العربية المجاورة

أكد د. صباح ” أن علاج العيون في مستشفيات وزارة الصحة في فلسطين والقطاع الخاص يعتبر متقارب جداً في مجال تقديم الخدمة الصحية قياسا بالدول العربية المجاورة في مجال عمليات الشبكية والسائل الزجاجي، وإنه جاري العمل على إنهاء ملف التحويلات لزراعه العيون الصناعية بعد استقدام الخبير الهولندي وعمل دورات تدريبيه لتصنيع العيون الصناعية داخل قطاع غزه وكذلك ابتعاث احد أخصائيين البصريات لدوره لمده عام في المملكة الأردنية الهاشمية.

عدد العمليات الجراحية خلال أربع سنوات

شهد مستشفى العيون إقبال كبير من قبل الزائرين عليه خلال السنوات الأربع الأخيرة، حيث بلغ عدد المراجعين 49362 حالة في 2008 ، وعدد العمليات 2833، فيما بلغ في 2009 عدد الزائرين 73463 والعمليات 2858 وفي 2010 بلغ عدد المترددين 91264 حالة، وعدد العمليات الجراحية 2305 ، وفي العام 2011 شهد زيادة في عدد الزائرين، حيث بلغ 99034 حالة، وعدد المراجعين 3083 حالة.

قسم العيون في مستشفى غزة الأوروبي

تم افتتاح القسم في عام 2001 م تحت إشراف الاستشاري د. ماجد أبو رمضان ليمثل تميز في مستوى الخدمة الطبية في مجال العيون على مستوى القطا، حيث يعتبر القسم الوحيد في المنطقة الجنوبية ويقدم الخدمة لنحو نصف مليون مواطن، وتدريجيا تطور القسم عن طريق إرفاده بعدد كبير من الأخصائيين وكذلك بالتجهيزات الطبية الحديثة.

ويضم القسم 8 أخصائي بصريات و13 طبيب، ويحتوي على خدمة التصوير الشبكي وعمليات كبرى في مجال أشعة الليزر، ويحتوي على أحدث التجهيزات الطبية، ويضم أجهزة
-YAG LASER الوحيد في المؤسسات الحكومية، إضافة إلى وجود جهاز تصدير الشبكية الوحيد في القطاع وهو جهاز الفاكو أو إزالة السائل الزجاجي الأول في القطاع الحكومي.

وقد شهد القسم قفزة نوعية في شتى المجالات بين الأعوام 2007 إلى 2011 وشهدت العيادة الخارجية تقدم ملحوظ في تقديم الخدمة للمرضى حيث زاد عدد المرضى بين عام 2007 وعام 2011 بنسبة 13.2% .

وقد ساهم في هذه القفزة زيادة عدد العمليات إلى خمسة أيام وكذلك الحملات الجراحية لتقليص قائمة الانتظار للمرضى حيث وصلت ألان فترة الانتظار إلى خمسة أسابيع، وكانت القفزة بسنة 244% .

وقد شملت عمليات نوعية يتم إجراؤها لأول مرة في القطاع الحكومي والتي تحتاج إلى مهارة عالية مثل عمليات المياه البيضاء بطريق الشفط (الفاكو) وكذلك عملية إصلاح ارتخاء الجفن وعمليات المياه البيضاء بالطريقة التقليدية وإصلاح مجرى الدمع (DCR ) والحول وغيرها.

 

قسم الطوارئ

يتميز قسم العيون بتقديم الخدمة على مدار الساعة وذلك بوجود طبيب أخصائي عيون مناوب وذلك من اجل استقبال الحالات الطارئة والتعامل معها بأسرع وقت وكانت النسبة بزيادة 14.0%

خطة الوزارة للتطوير

تجتهد الوزارة لتطوير العمل بمستشفى العيون، حيث تعمل على استغلال مساحة البناء الكبيرة للاستفادة من الطاقة المتاحة للعاملين في المستشفى لتحسين جوده العمل، وأضافه تخصصات فرعية أخرى.

وعلى صعيد الكادر الطبي فهو يحتاج لدورات تخصصيه لبعض التخصصات الفرعية مثل جراحه الشبكية والسائل الزجاجي وتجميل العيون وجراحه محجر العين، بالإضافة إلى جراحه عيون الأطفال.

التنسيق مع المؤسسات الخاصة

ويتم التنسيق بين الفينة والأخرى بين مستشفى العيون الحكومي وبين مستشفى العيون التخصصي ( الخدمة العامة) في مجال بعض الجراحات أثناء نقص بعض المستهلكات الطبية كذلك تبادل الوفود التي يتم استقطابها من الخارج يتم الاستفادة منها في الفترة الصباحية في مستشفى العيون وفى الفترة المسائية في مستشفى العيون التخصصي

رضا الجمهور

وحول رضا الجمهور عن مستوى تقديم الخدمة، فقد بلغت ما نسبته 85 % وهي تعتبر جيدة قياسا بباقي الخدمات الصحية الأخرى ، وان الوزارة تطمح لتحقيق المزيد عبر إدخال خدمة زراعة القرنيات التي ستشكل نقلة نوعية نحو تطوير وتحسين الخدمة المقدمة لأبناء شعبنا.

التبرع بالأعضاء

يعتبر افتتاح قسم العمليات في مستشفى الشفاء بمثابة إنجاز كبير لوزارة الصحة ولمستشفى العيون ولمرضى العيون في غزة، ويعد مستشفى العيون من “المحطات المضيئة” في العمل الصحي الفلسطيني،

والمجلس التشريعي يبحث قانونية التبرع بالأعضاء ومنها القرنية، حيث سيكون أول المستفيدين من هذا القانون هو مرضى القرنية، وان الوزارة بصدد إقرار هذا القانون في حين اعتماده من قبل المجلس التشريعي الخاص بالتبرع وزراعة القرنية في غزة”،

ولعل تطور العمل في مستشفى العيون كان الحافز الأساسي لتحريك التشريعات الخاصة بالتبرع بالأعضاء في فلسطين.

قسم الاستقبال والطوارئ

منذ إنشاء مستشفى العيون كان العمل فى قسم الاستقبال والطوارئ فترة مسائية فقط ونظرا لزيادة عدد المرضي المترددين على العيادة الخارجية في الفترة الصباحية وازدحام العيادة الخارجية بالمراجعين، فكانت فكرة إنشاء قسم الطوارئ والاستقبال للعمل على مدار 24 ساعة وفصل العيادة الخارجية عن الاستقبال والطوارئ حيث يعمل في القسم طبيبين خلال الفترة الصباحية، إضافة إلى أخصائي بصريات ويستقبل هذا القسم يوميا ما يقارب 120 حاله، حيث يتم الكشف على المريض وتقديم الخدمة الطبية اللازمة.

وخلال عام 2011 بلغ عدد الحالات المترددة على القسم (29367)في الفترة الصباحية أما الفترة المسائية فبلغ عدد المرضي (22741) مريضا ويعمل في الفترة المسائية للقسم طبيب وممرض إضافة إلى أطباء برنامج البورد الفلسطيني لطب وجراحة العيون

وقد أفاد افتتاح وإضافة قسم الطوارئ والاستقبال وخصوصا للفترة الصباحية انه ساهم فى تخفيف ضغط العمل في العيادة الخارجية وتقليل فترة مكوث المريض وإعطاء المرضي الوقت الكافي لتلقى الفحص الشامل والمناسب

العيون التخصصي

وكان رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية افتتح مستشفى العيون التخصصي التابع لـ”جمعية الخدمة العامة” بغزة برئاسة د. محمد العكلوك، في 18/06/2009 ، بمشاركة رئيس وفد “منظمة المؤتمر الإسلامي أ. ” فؤاد المزنعي، ويرأس الجمعية د. محمد العكلوك.

وقام مستشفى العيون التخصصي التابع لجمعية الخدمة العامة بإجراء أول عملية جراحية نوعية لزراعة قرنية العين لعدد من الحالات لمرضى غزة ممن هم على قوائم الانتظار والمحولين من دائرة العلاج بالخارج في وزارة الصحة الفلسطينية .

وتسعى جمعية الخدمة العامة ومستشفى العيون التخصصي التابع لها في زيادة تحسين مستوى الخدمات في مجال طب وجراحة العيون في قطاع غزة.

الجدير ذكره أن قطاع غزة قبل هذا الانجاز النوعي كان قد صنف في المحافل الدولية على انه من ضمن سبع مناطق في العالم هي الأشد فقرا في مجال طب وجراحة العيون لتأتي الجهود المحلية والإرادة المسئولة لتسهم في خلق واقع طبي متقدم يبشر بمستقبل طبي مزدهر لأبناء قطاع غزة.

وكان الدكتور محمود غنيم والطاقم الطبي المرافق له في مستشفى العيون قد أجرى العام المنصرم عملية في جراحة الشبكية بدون غرز لمواطن يبلغ من العمر 60 عاما، والذي كان يعانى من نزيف في السائل الزجاجي والشبكية، حيث تكللت العملية بالنجاح.

حيث أوضح د.غنيم بأن هذه العملية تجرى لأول مرة في مستشفيات القطاع، مع العلم أن مثل هذه العمليات تجرى في أرقى مستشفيات الدول العربية والغربية، مؤكدا على أن هذا الانجاز قد تم بعد حضور الدورة التدريبية في ألمانيا وبدعم من معالي وزير الصحة د.باسم نعيم.

بدوره، أشاد مدير المستشفى الدكتور عبد السلام صباح مدير المستشفى بنجاح العملية وشكر الدكتور محمود والطاقم الطبي المرافق له، مثمنا الجهود التي تقوم بها الطواقم الطبية من اجل الرقي بالخدمات الصحية و تحسين جودتها.