alt

 

صرح د.اشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية أن لعنة غزة ستلاحق المتفرجين على معاناة المرضى المنومين في المستشفيات و ذوي الأمراض المزمنة في البيوت و خاصة مرضى الجلطات الدماغية و المصابين بالربو و قصور في التنفس و الذين تتفاقم أوضاعهم الصحية يوماً بعد يوم جراء الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي لأكثر من 12ساعة يومياً و المتزامن مع فقدان الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية البديلة في منازلهم ليتمكنوا من استخدام أجهزة الأكسجين و التنفس الصناعي و الفرشات الهوائية التي تمنع إصابتهم بقرح الفراش بالإضافة إلى معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يستخدمون الكراسي و العربات الكهربائية المتحركة في تنقلاتهم و معاناة مئات الأطفال الخدج و مرضى الفشل الكلوي و المرضى المنومين في غرف العناية المركزة و عناية القلب و المرضى الذين يتطلب وضعهم الصحي عمليات جراحية عاجلة من بينهم عشرات النساء اللواتي يتعرضن إلى صراع حقيقي مع الحمل الخطر هؤلاء جميعاً سيحكم عليهم بالموت الجماعي في أي لحظة نعلن فيها توقف الخدمات الصحية في المستشفيات و مراكز الرعاية الأولية و التي خفضت إلى النصف نهاية الأسبوع الماضي في ظل الصمت الغير أخلاقي من قبل المجتمع الدولي و مؤسساته الإنسانية التي لم تحرك ساكناً حتى اللحظة أمام معاناة نحو 1,7 مواطن يكابدون حصاراً صهيونياً ظالماً منذ العام 2006م و هو الحصار الأطول في التاريخ المعاصر و كأن سكان قطاع غزة و مرضاه يقبعون خارج نطاق القانون الدولي و اتفاقية جنيف الرابعة و لا تشملهم برتوكولات حقوق الإنسان .

و اكد القدرة أن العد التنازلي لوقف الخدمات الصحية بدأ يحاصر الطواقم الطبية و يدخلها في حالة قلق حقيقي أمام تأدية واجبها الأخلاقي و الإنساني و الوظيفي لمئات المرضى المنومين في المستشفيات بالإضافة إلى تخوفها من مغبة إقدام الاحتلال الصهيوني على استغلال هذا الظرف الذي ما فتئ يسعى إليه و يعتبره مهيئاً لتنفيذ تهديداته المتكررة بتوجيه ضربة عسكرية لقطاع غزة سيكون مئات المرضى و المدنيين العزل من الأطفال و النساء و كبار السن و طلبة المدارس في مقدمة ضحاياها كما كانت سابقتها.

و أشار القدرة إلى أن الطواقم الطبية قلقة على حياة (404) من مرضى الفشل الكلوي من بينهم (15) طفلاً في حال منعتهم صعوبة المواصلات و توقف 33سيارة إسعاف و خدمات نقل صحي من الوصول إلى جلساتهم الأسبوعية في أقسام غسيل الكلى بالإضافة إلى معاناة مئات النساء الحوامل في الوصول إلى أكشاك الولادة من بينهم أكثر من (40) سيدة تعاني من الحمل الخطر .

و حذر القدرة من توقف محطات توليد الأكسجين و التي تعمل على مدار الساعة في المستشفيات و تغطي احتياجات مرضى قطاع غزة بالكامل و ستؤثر على حياة المرضى الذين يتطلب وضعهم الصحي اخذ كميات كبيرة من الأكسجين يومياً في أقسام العناية الفائقة و غرف العمليات و المرضى المنومين في بيوتهم من كبار السن و ذوي الاحتياجات الخاصة و مرضى الجهاز التنفسي .

كما حذر من توقف أجهزة التعقيم اللازمة لتعقيم الأجهزة و الأدوات و المستهلكات الطبية المختلفة في المختبرات و عيادات الأسنان و أقسام الأنف و الأذن و الحنجرة و أقسام الاستقبال و الطوارئ و كافة الأقسام الحيوية ,محذراً في الوقت ذاته من تلوث بيئي و صحي قد يلحق بالمرضى و المجتمع بالكامل إذا تم إيقاف عمل المغاسل و المحارق داخل المستشفيات .

و جدد القدرة مطالبته لللجنة الدولية للصليب الأحمر و منظمة الصحة العالمية و مؤسسات حقوق الإنسان و مؤسسات الإغاثة الصحية و الإنسانية المحلية و الإقليمية و الدولية إلى استنفار كافة مستوياتها و طاقاتها و الوقوف عند مسئولياتها الأخلاقية و الإنسانية من اجل حماية مرضى قطاع غزة من كارثة صحية و بيئية تتعمق ساعة بعد ساعة.