أطفا ل غزة.. سرق الموت أنفاسهم
ملكة أحمد الشريف
كحال المئات من المرضى الذين انتقلوا إلى بارئهم بسبب نقص في العلاج أو لعدم توفر أجهزة لعلاجهم ، سرق الموت الطفلة بيسان المشهراوي ذات الأربع سنوات، ومحمد الحلو ذو السبعة أشهر مولودان بعمر الزهور، ولدا بعيب خلقي، يلتقطان أنفاسهما اللاهثة عبر الجهاز التنفسي الموصول بالقصبة الهوائية لشفط البلغم ،ويساعدهما على التنفس .
طفلان لا يربطهما بالعالم سوى جهاز التنفس الذي يعمل على الكهرباء، والذي أصيب بالخلل جراء انقطاع الكهرباء كما في حالة الطفلة بيسان، أو كما حدث مع الرضيع محمد الحلو فوالده شغل المولد خلال ساعات الليل _وأثناء نومه_ انقطع فجأة الأمر الذي أدى إلى انقطاع الكهرباء عن المنزل وتوقف الجهاز الذي يعمل على الطاقة الكهربائية.
أطفال لم يسعفهما حظهما من أخذ بضع نفحات من الهواء علهما يودعان أمهاتهما الباكية، أو يلقيان نظرة أخيرة على عالم لم يتواصلا معه إلا من خلال جهاز تنفسهما.
لا حول لنا ولا قوة
بيسان ..عيناها الجاحظتان لم ترحم الأطباء وهي تلاحقهم طلبا لبضع أنفاس قد تعيد لها أنفاسها الهزيلة، والأطباء من حولها لا حول لهم ولا قوة ، وقد أشار الدكتور زياد المصري المتابع لحالة الطفلة بيسان في مستشفى النصر للأطفال “ان تكرار انقطاع الكهرباء أدى إلى خلل في جهاز التنفس مما أدى إلى وفاة الطفلة.”
حاولنا جاهدين العمل على إنقاذها فهي ابنتنا جميعا ، كيف لا وهي التي لم تفارق غرفة العناية المركزة منذ ما يقارب الأربع سنوات .
النوم باغتنا
الأب المكلوم عبد الحليم الحلو تحدث عن معاناته ” سبب لي استخدام مولد الكهرباء حرق في يدي، حيث كنت أخرج منتصف الليل في البردالشديد ،وتساقط الأمطار حتى أشغل الموتور كي أحافظ على جهاز الشفط مشغلاً، وبعد أربعأيام من التعب الشديد والمتواصل، وفي ليلة انقطاع الكهرباء شغلنا المولد الساعةالعاشرة مساءاً وحرصنا على السهر بجانب الطفل وعدم النوم، حتى لا نفاجئ بتوقف المولد، ولكن النوم باغتنا أنا وزوجتي من شدة الإرهاق“.
وتابع الأب: “استيقظنا هلوعين الساعة الثالثة فجرأ وتوجهنا للطفل بعد أن صعقنا بتوقف المولد وانقطاع الكهرباء، فوجدنا الطفل متجمداً دون حراك، فتوجهنا فوراً أنا وإخوتي وأبي لمستشفى الشفاء، وهناك أخبرونا أن الطفل فارق الحياة منذ ساعتين.
بيسان .. ومحمد هما من أطفال غزة لم يرحمها الموت من براثنه بسبب نقص الوقود وتعطل الكهرباء … فهل من مغيث لأطفال غزة ؟؟؟