في ظل استمرار أزمة انقطاع التيار الكهربائي الخانقة على قطاع غزة منذ أكثر من شهرين و التي طالت كافة مناحي الحياة كان أهمها القطاع الصحي،أكد د.أحمد شتات رئيس قسم العناية المركزة في م.الشهيد محمد الدرة للأطفال على أن هناك ثلاث حالات من الأطفال الرضع داخل قسم العناية المركزة يتهددهم الموت في أي لحظة جراء الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي.
كارثة حقيقية
و أشار إلى أن هؤلاء الاطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين الشهرين و العام و نصف يعانون من عدة أمراض أبرزها التهابات رئوية و مرض نقص المناعة بالإضافة إلى ازرقاق متكرر ناتج عن أمراض دماغية عدا عن إصابة أحد الأطفال بتضخم في القلب ،مؤكدا على أنهم على اتصال دائم بجهاز التنفس الصناعي و الأكسجين و أي انقطاع للكهرباء يؤدى بهم إلى الوفاة.
و نوه د.شتات إلى عدم توفر المواد اللازمة لتشغيل أجهزة تحليل غازات الدم و التي تستخدم لمتابعة حالة المريض على مدار الساعة خاصة في ظل الأزمة الراهنة.
و قال د.شتات في لقاء خاص مع المكتب الاعلامى لوزارة الصحة بأن أزمة الوقود أدت إلى عرقلة عمل سيارات النقل داخل المستشفى خاصة في عملية نقل عينات الدم من مستشفى لآخر و التي تستغرق وقتا طويلا نظرا لتوقف عدد من سيارات الإسعاف نتيجة لنقص السولار ،لافتا إلى أنهم يحتاجون تحليل دم كل ساعة و أصبح الآن كل 6 ساعات لتصلنا نتائج تحليل عينات الدم.
أزمة مستهلكات طبية
و في هذا السياق .أفاد د.شتات إلى أن المختبر ينقصه الكثير من المواد اللازمة للتحليل خاصة تحليل غازات الدم ،الأمر الذي يضطر فيه الموظف داخل المختبر إلى تحليل عينات الدم في مستشفيات الوزارة الأخرى،منوها إلى عدم توفر الجهاز الخاص بفحص مزارع الدم و حضانة مزارع الدم الذي يحتاج إلى ثاني أكسيد الكربون،عدا عن تحاليل الهرمونات و تحاليل التليف الكيسي بالإضافة إلى نقص الفحوصات المناعية للكلى و التي يحتاجها الطفل في غالب الأحيان بأقصى سرعة نظرا لتدهور حالته، الأمر الذي يسهم في زيادة المعاناة في التشخيص و التحويل خارج القطاع مما يزيد من عدد الحالات المحولة على حد قوله.
و على صعيد نقص الأدوية أكد د.شتات على أنه يتم إتباع الاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية نظرا لقلتها و التي تكون ضرورية جدا للطفل.
نداء استغاثة
و في هذا السياق حذر د.ماجد حمادة مدير مستشفى الشهيد محمد الدرة للأطفال في حديث خاص لإذاعة صوت البراق من استمرار أزمة انقطاع التيار الكهربائي و الوقود خاصة مع تزايد عدد الأطفال المنومين داخل المستشفى من حالات أمراض الشعب الهوائية و السحايا و التي تحتاج إلى أجهزة أكسجين متواصلة،عدا عن الحالات المنومة داخل العناية المركزة و الذي يتهددهم الموت نتيجة أي انقطاع لحظي في التيار الكهربي.
و أكد على توقف أحد مولدات المستشفى نظرا لعدم كفاية المخزون الاستيراتيجى لتشغيل المولد الآخر و الذي لا يكفى لتشغيل المولد لمدة 12 ساعة ،بالإضافة إلى توقف الكهرباء عن بعض الأقسام الأقل حيوية و تشغيلها في العناية المركزة و الاستقبال نظرا لأهميتها داخل المستشفى .
و أعلن د.حمادة عن توقف سيارات النقل و الإسعاف داخل مستشفى الدرة الأمر الذي يهدد بخطورة كبيرة خاصة و أن بعض هذه السيارات تستخدم في نقل عينات الدم اللازمة للمرضى الأطفال.
ووجه د.حمادة نداء صرخة و استغاثة إلى كافة المؤسسات الإنسانية و الحقوقية و مؤسسات حقوق الطفل لتوفير الوقود اللازم لتشغيل المولدات بأقصى سرعة لإنقاذ عشرات الأطفال من الموت.
حرره:نهى مسلم
وحدة العلاقات العامة و الإعلام