صرح د.أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية أن اعطالاً جمة لحقت بالأجهزة الطبية لاسيما في الأقسام الحيوية في مستشفيات قطاع غزة جراء قطع و وصل التيار الكهربائي بالإضافة إلى التغير فيه بسبب استخدام المولدات الكهربائية مما يشكل اضطراباً في اللوحات الالكترونية في الأجهزة الحديثة خاصة في أقسام غسيل الكلى و القلب والعناية المركزة و حضانات الأطفال و المختبرات .
و قال القدرة بان هذه الأعطال تسبب ارباكاً كبيراً في خدمات المستشفيات و مراكز الرعاية الأولية و تؤرق الطواقم الطبية التي تعمل لحظة بلحظة في هذا الوقت العصيب من اجل تأدية واجبها الأخلاقي و الإنساني و الوظيفي لمئات المرضى على مدار اليوم والليلة .
و أشار القدرة إلى أن الأزمة المركبة التي تحاصر القطاع الصحي جراء الانقطاع المستمر في التيار الكهربائي و عدم إمداده بالوقود باتت شبحاً يطارد حياة المرضى في المستشفيات وفي البيوت بالإضافة أنها أمست سبباً جديداً للوفيات في فلسطين بعد وفاة الطفل الشهيد محمد الحلو و الطفلة الشهيدة بيسان المشهراوي , معرباً عن قلقه البالغ على حياة أطفال آخرين يلاحقهم المصير نفسه في أقسام العناية الفائقة في مختلف المستشفيات خاصة في ظل موجة الحمى و التهابات الشعب الهوائية المنتشرة حالياً بين أطفال قطاع غزة .
و قال القدرة إن حبس أنفاس أطفال و مرضى قطاع غزة جراء انقطاع التيار الكهربائي عن أجهزة حياتهم العلاجية و التنفسية في المستشفيات يعتبر جريمة أخلاقية و إنسانية يتحمل مسئوليتها المجتمع الدولي بحكوماته و منظماته الإنسانية و الحقوقية و يعد صورة جديدة من صور الاغتيال اليومي الذي يمارسه هؤلاء جميعاً بصمتهم عن الحصار الغير إنساني والغير قانوني الذي يفرضه الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة منذ العام 2006م و الذي حوله إلى سجن كبير يقوض من خلاله الحياة الصحية و الإنسانية و المعيشية لـنحو 1,7 مليون مواطن , مردفاً أن علامات استفهام كبيرة يضعها الشعب الفلسطيني اليوم على هذا الصمت الدولي و الإقليمي و العربي و الإسلامي إزاء اشتداد أزمة انقطاع التيار الكهربائي و منع ادخال الوقود على مرضى قطاع غزة من الأطفال و النساء و المعاقين و كبار السن و طلبة المدارس .
و قال القدرة ان وزارة الصحة تواجه هذه الأزمة بمسئولية و إصرار على المضي قدماً في واجبها المقدس و الإنساني تجاه أهلها في قطاع غزة رغم ضراوة الأزمة المعقدة التي تتلقفها من كل جانب جراء نقص الرصيد الدوائي و الانقطاع المستمر في الكهرباء و عدم ادخال الوقود الى المستشفيات و مراكز الرعاية الأولية فيها.
و شدد القدرة ان الوزارة ستبقى تناضل في كافة الاتجاهات و ستواصل سعيها الحثيث على كافة المستويات داخلياً و خارجياً من اجل ضمان استمرار الرعاية الصحية الشاملة للمرضى و حماية حقوقه العلاجية
مؤكداً أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر وعدت بإمداد المستشفيات بـ 150 ألف لتر من السولار بشكل عاجل و ذلك بعد الجولة التي قامت بها في مؤسسات الوزارة مؤخراً .
و من جهة أخرى بين القدرة ان الحكومة الفلسطينية أمدت المستشفيات بـ 25 ألف لتر من السولار في محاولة منها لمساندة القطاع الصحي الفلسطيني و تأجيل الكارثة المحتملة لأيام معدودة.
هذا و جدد القدرة مناشدته لكافة المؤسسات الإنسانية و الاغاثية في كل مكان محلياً و دولياً لسرعة إنقاذ المنظومة الصحة و دعم احتياجات المرضى الذين يصارعون الموت في مستشفيات القطاع المحاصر قبل فوات الأوان.