ذابت أجسادهم .. بعد أن ذابت شمعتهم التي أشعلوها لتضيء لهم الظلام، انطفأت الشمعة ومعها انطفأت الحياة لـ ( صبري ونادين وفرح ) رائد بشير من سكان دير البلح وسط القطاع.
أطفال ثلاثة ألتهمت النيران أجسادهم، ليلحقوا بركب من سبقهم من الأطفال الذين قضى عليهم الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة، والذي اشتد منذ نحو 50 يوماً من خلال قطع الكهرباء ومنع إدخال الوقود للقطاع.
أدهــم أبو سلمية الناطق الإعلامي باسم اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ في قطاع غزة أكد أن أجساد الأطفال الثلاثة تفحمت بعد أن التهمتهم النيران الناتجة عن إشعال شمعة إنارة في المنزل نتيجة انقطاع التيار الكهربائي.
وأضاف أن طواقم الدفاع المدني وصلت للمنزل وسارعت بإخلاء باقي السكان وأخمدت النيران التي كشفت عما ارتكبته من كارثة بحق الأطفال الثلاثة.
وأشار إلي أن ما حدث هو أمر مفجع ومؤلم للغاية ولا يمكن استيعابه أن تموت البراءة بدون ذنب أن يحرق أجساد الأطفال لأنهم طلبوا الحياة ولو على نور الشموع.
وحمل أبو سلمية المؤسسات الإنسانية العاملة في قطاع غزة ومن يحاصر القطاع المسئولية الكاملة عن ما حدث، مؤكداً أن صمت هذه المؤسسات على العقاب الجماعي الغير قانوني الذي يتعرض له سكان القطاع، ضاعف من مآساة السكان المدنيين.
وطالب أبو سلمية جمهورية مصر العربية بالوقوف أمام مسئولياتها الأخلاقية والإنسانية والدينية تجاه أشقائهم في فلسطين وتحديداً غزة والمساهمة الفاعلة في رفع الحصار وإنهاء المعاناة.
وتمنى أبو سلمية أن يتوقف الأمر عند هذا الحد وأن تعود الحياة للقطاع كما كان لأن الوضع الإنساني ما عاد يطاق وكل يوم تزداد الأمور سواءً.