في كل ليلة تسدل على غزة ظلمة حالكة , لتغير معالم الحياة فيها , واقع مرير تعيش غزة فصوله بكل مرارة وألم , صرخات تعالت , ولكن لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لاحياة لمن تنادي ! تعدت مآسينا حدود الصرخات لعل من يتابعنا يعود من غيبوبته , في وقت ضاعت فيه مفاهيم الانسانية , ليصبح خبر معاناة غزة اسما عابرا لا يكترث اليه أحد
فمع كل شمعة تضاء تبدأ معها قصة معاناة تنتهي بكارثة تذبل براءة أطفال لاذنب لهم سوى أنهم أطفال غزة , عائلة بشير والتي تقطن بمدينة دير البلح , عاشت ليلة من ليالي المأساة فنادين وفرح وصبري بشير أطفال بعمر الزهور قضوا جميعا ضحية لنيران شمعة أوقدوها ظنا منهم أنها ستنير لهم ما تبقى من أمل أو تضئ وجوهم ليراها العالم وقد على محياها أسألت كثيرة لمن جفت ضمائرهم وأكتفوا بمواقف باهته لم تمنع النيران من أن تحرق هذه الأجساد الصغيرة .
هكذا أرادها العالم أن تكون أسلاكا ليشنق عليها ماتبقى من إنسانية , وأن توجه رؤس الأموال الضخمة الى تفاهات أتخمت عقولهم وبطونهم فهم اليوم صم بكم عمي فهم لايفقهون !
وليس ببعيد عن هؤلاء الأطفال شهداء هذه الأزمة , حيث ترقد الطفلة شروق الحواجري ( عامين ونصف ) على اسرة مركز عدنان العلمي للحروق بمجمع الشفاء الطبي تعاني مااصابها من حروق طالت 45 % من جسدها الصغير , وببراءة أدمعت عيوننا وهي تحاول بابتسامة أن تخفي ما بها من ألم .
ولعل قدر هؤلاء الشهداء أن يرتقوا وفلسطين وأطفالها يحتفلون بيوم الطفل الفلسطيني وهم يحلمون بطفولة آمنة ومستقبل واعد , ولكن هناك من لايريدون الأمان ولا حتى الأمل لأطفال فلسطين .
اننا في وزارة الصحة وأمام هذه المعاناة بل نقول الكارثة التي تضرب بقطاع غزة كل يوم , لنحمل العالم بأسره وكل الأفواه التي تتغنى بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان , المسئولية الكاملة عن حياة كل روح تزهق بغير حق , فصمتهم هو تشريع باطل لاستمرار الكارثة , فهاهي قائمة شهداء الأزمة ترتفع الى خمسة شهداء بعد وفاة الطفلين محمد الحلو وبيسان المشهراوي .