في الوقت الذي يتداعى فيه القطاع الصحي في غزة أمام ضربات الحصار والعدوان المتتاليه , وسط صرخات وعذابات المئات من المرضى أطفالا ونساءا وشيوخا , يطل علينا فئة ممن ارتضوا أن تكون الخيانة مصلحة وطنية عليا من خلال ما افرزته اللقاءات والاجتماعات الأمنية بين قيادات فلسطينية وأخرى صهيونية وعربية , من وثائق تدلل على مدى ولائهم للشيطان لتكون تلك الوثائق طعنة جديدة في ظهر كل مريض يمضي ساعات تحاصره زجاجة دواء فارغة , وأسلاك للكهرباء تنتظر دورها على جداول التوزيع اليومي لتشغيل جهاز هنا أو الإبقاء على آخر هناك , وثائق جاءت لتنفذ حكم الإعدام لغزة والذي أصدره الاحتلال منذ ست سنوات , لم يشفع لمرضى غزة ما هم عليه من الألم والحسرة , انتهكت حقوقهم العلاجية بأبشع الطرق حرموا ممن اعتبرت خطوطا حمراء لا يمكن تجاوزها , فاليوم العمل مع المحتل لا تحده حدود ولا تقف في وجهه أية خطوط فهذا ما تقتضيه المصلحة الوطنية العليا أن يكونوا كدمى تحركها خيوط المؤامرة , وبأيديهم تكتب شهادات الوفاة لمن يحاصرون على أسرة المرض فهم اليوم في ذمة الموت .
إمعان في الجريمة
و فى هذا السياق، استنكر د.باسم نعيم وزير الصحة ما كشفته وسائل الإعلام من وثائق خطيرة لاجتماعات قيادات أمنية فلسطينية مع العدو الصهيوني بغية تشديد الحصار على المواد الطبية واستمرار جريمة منع الدواء عن مرضى قطاع غزة والإمعان في قطع الكهرباء ومحاصرة المرضى على أسرة المستشفيات.
إلى ذلك ، ناشد وكيل وزارة الصحة د. حسن خلف كل من لديه ضمير في هذا العالم أن يتدخل بشكل عاجل و فوري لوقف إزهاق أرواح فلسطينية بريئة سوف تكون ضحية الأزمة المخطط لها،و عدم استخدام الملف الصحي كورقة ضاغطة لانتزاع مواقف سياسية خاصة فيما يتعلق بملف المصالحة الوطنية والتي هي مطلب للجميع لإنهاء حالة الانقسام والذي عانى القطاع الصحي من تداعياته , ومطالبا إياهم إلى عدم الوقوف في صف الاحتلال الذي يزيد من إجراءاته اللاأخلاقية ويتنصل مما فرضته عليه القوانين الدولية كمحتل غاصب للوطن والحق .
كما و حذر د. خلف وكيل وزارة الصحة ورئيس لجنة إدارة أزمة الكهرباء والوقود في الوزارة ،من تفاقم الأزمة داخل مرافق وزارة الصحة ،و التي قد تؤدى إلى إقفال أماكن الخدمة أو تخفيضها أو إعلان حالة الطوارئ ،لطالما لم يحدث حتى اللحظة انفراج في أزمة الكهرباء و الوقود و الدواء،معتبرا أن المرضى الفلسطينيين في قطاع غزة يعيشون اليوم أشد حلقات الحصار والمفروض منذ ستة أعوام .
و قال د.خلف خلال لقاء خاص مع المكتب الإعلامي في وزارة الصحة “بأن جميع خدماتنا الصحية اليوم أمام مصير لا يمكن لأحد أن يتوقع ما ستؤول إليه الأمور خلال الأيام القليلة القادمة جراء تفاقم أزمة الوقود وانقطاع الكهرباء المستمر لأكثر من 12 ساعة يوميا , واعتماد الأقسام الحيوية بالمستشفيات ومراكز الرعاية الأولية على المولدات الكهربائية لتشغيل الأجهزة , مشيرا إلى أن هذه الخطوة تعتبر كارثة بان تقوم المستشفيات بإجراء العمليات الكبرى أو تقديم خدمات العناية المركزة وغسيل الكلى وغيرها على الطاقة الضئيلة التي تولدها المولدات الكهربائية مما يعني أن أي خلل في تلك المولدات أو غياب الوقود في أية لحظة أو حدوث خلل في الأجهزة سنقف أمام كارثة حقيقية لا يحمد عقباها” .
وفي إطار سعي الوزارة لاتخاذ الإجراءات لتقنين استخدام الوقود قال د.خلف :”تم جدولة برنامج إعادة توزيع الأحمال تبعا لجدول الكهرباء العامة في المستشفيات قائلا : ” يتم تشغيل المولد الأساسي في حال انقطاع الكهرباء في الفترة الصباحية والمولد الاحتياطي وهو مولد صغير في أوقات بعد الظهيرة لتشغيل الأقسام الحيوية في المستشفى وفي إطار سعي الوزارة لاتخاذ الإجراءات لتقنين استخدام الوقود ،مشيرا إلى أن المتبقي من مخزون الوقود لدى وزارة الصحة ما نسبته 18 % معظم هذه النسبة كميات راسبة لا يمكن استخدامها أي لأيام قليلة قبل النفاذ الكامل لكميات السولار.
و أشار خلال اللقاء بأنه لم يصلنا حتى اللحظة إلا 25 ألف لتر من الوقود يكفى لتأجيل الأزمة ليومين ،منوها إلى أنه تم تلقى وعود كثيرة من عدة جهات حيث وعدت الصليب الأحمر بإمداد الوزارة 150 ألف لتر ، ،لافتا إلى أن قطع التيار الكهربي لساعات طويلة أدى إلى زيادة استهلاك السولار و خفض جودة المولد و كثرة أعطاله.
كما وأعلن د.خلف عن توقف 33 سيارة إسعاف حتى الآن بسبب نقص الوقود حيث يتم تشغيل الباقي بنظام التتابع فسيارة الإسعاف التي يتم تشغيلها في يوم ما يتم إيقافها في اليوم التالي وتشغيل غيرها لتوفير أكبر كمية ممكنة من الوقود في ظل النقص الحاد له والذي يهدد بإيقاف المزيد من سيارات الإسعاف وهو ما له من تأثير خطير على 220 مريض يتواجدون في الأماكن الحساسة المختلفة في كافة مشافى القطاع ،محذرا من خطورة الوضع الذي سيؤدى بهم إلى الموت السريع في حال الانقطاع التام و الذي وصفه بالكابوس المخيف،وخاصة بعد وفاة الطفل الشهيد محمد الحلو و الطفلة الشهيدة بيسان المشهراوي .
و حذر د.خلف من خطورة الوضع الصحي على حياة (404) من مرضى الفشل الكلوي من بينهم (15) طفلاً في حال منعتهم صعوبة المواصلات من الوصول إلى جلساتهم الأسبوعية في أقسام غسيل الكلى بالإضافة إلى معاناة مئات النساء الحوامل في الوصول إلى أكشاك الولادة من بينهم أكثر من (40) سيدة تعاني من الحمل الخطر ،منوها إلى أن هناك ما لا يقل عن (40) حالة ولادة قيصرية في القطاع ،و ما يقارب عن 100 حالة ولادة يوميا.
و أوضح د.خلف خلال اللقاء بأن أعطالا جمة لحقت بالأجهزة الطبية لاسيما في الأقسام الحيوية في مستشفيات قطاع غزة جراء قطع و وصل التيار الكهربائي بالإضافة إلى التغير فيه بسبب استخدام المولدات الكهربائية مما يشكل اضطراباً في اللوحات الالكترونية في الأجهزة الحديثة خاصة في أقسام غسيل الكلى و القلب والعناية المركزة و حضانات الأطفال و المختبرات.
و تمنى د. خلف أن لا تصل الوزارة إلى إعلان حالة الطوارئ لما فيه من ضرر كبير و خطير على حياة المريض خاصة والمواطن عامة ،و إرباك العمل الصحي في كافة مؤسساته.
حلول بديلة
مشروع البريد المركزي هو من أحدث المشاريع التي أنجزتها وزارة الصحة نظرا للأزمة التي تعاني منها مستشفياتها هذه الأيام جراء انقطاع التيار الكهربائي والنقص الحاد في الوقود و الذي تم الإعداد له منذ أربعة أشهر ،حيث قال السماك في لقاء خاص مع المكتب الاعلامى لوزارة الصحة :” لقد رفعت الوزارة هذا العام شعار (ترشيد النفقات) في كل القطاعات ، حيث لوحظ تحرك عدد كبير من السيارات من الإدارات المختلفة في الوزارة ومن المستشفيات والعيادات من كل المناطق لتوصيل البريد فقط وكذلك الأمر بالنسبة لجمع عينات المختبرات لذلك تم المضي بهذا المشروع ” ، مضيفاً ” أنه قد أدى ذلك إلى توفير الوقود خاصة في ظل الأزمة الموجودة حالياً من نقص في الوقود بالإضافة إلى توفير الجهد والمال والسيارات وتوحيد البريد بشكل مهني ودقيق وهو نظام يضمن الدقة والسرعة والمسئولية الكبيرة في نقل البريد بين دوائر الوزارة حيث تقوم كل الدوائر بتجهيز البريد في ساعة محددة موضحة عليها تفاصيل الجهة المرسلة والجهة المستقبلة لتسليمها بسهولة وبشكل صحيح ، حيث تم تخصيص ثلاث سيارات للقيام بهذا الأمر الأولى تجمع البريد من المحافظات الشمالية ، والثانية تجمع البريد من المحافظات الجنوبية والوسطى فيما تقوم الثالثة بجمع البريد من داخل محافظة غزة “
توفير 60% من النفقات
وأوضح السماك خلال اللقاء بأن أزمة الوقود سرعت في تنفيذ المشروع قائلا” : ” في ظل النقص الحاد والمستمر في الوقود أصبحت الحاجة لتنفيذ هذا المشروع أكبر ، فحرصنا على البدء به في أقرب وقت ممكن ، والحمد لله نجحنا في ذلك وهو نظام لن يكلف الوزارة أي موظفين جدد أو سيارات جديدة فنحن نعمل من خلال ما هو موجود وهذا هو سر نجاح المشروع الذي سيوفر على الوزارة مبالغ كبيرة فمن المتوقع أن يوفر هذا المشروع 60% من النفقات في هذا المجال “
عقاب جماعي
وفي وقت سابق استنكرت وزارة الصحة وعلى لسان الناطق باسمها د. أشرف القدرة المؤامرة الدنيئة التي يمارسها جزء خارج عن المنظومة الوطنية للشعب الفلسطيني و توافقها الداعم للاحتلال الصهيوني لتنفيذ سلسلة من الإجراءات القذرة لإرباك الساحة الفلسطينية و استنزاف طاقاتها و تقويض مكوناتها الخدماتية التي تمس حاجة المواطنين في قطاع غزة بشكل مستمر .
وأضاف القدرة أن ما كشف من وثائق و محاضر اجتماعات لقيادات أمنية فلسطينية مع أخرى أمريكية و صهيونية و عربية لهو دليل على مدى تردي المستوى الأخلاقي و الإنساني و الديني و الوطني لهذه الزمرة المشبوهة التي تعمل كخفافيش الظلام و تتباهى بكل تبجح بما تحققه لقاءاتها المكشوفة التي باتت لا تنطلي على شعبنا الفلسطيني , وصفاً ممارساتها بالجريمة و العار حيث أرادت منها قتل المرضى والاتجار بأرواح الناس بمنع الدواء و الغذاء و الوقود عن غزة و معاقبتها الجماعية على خيارها الديمقراطي لتحقيق مآرب شيطانية في ملف المصالحة و الالتفاف على مصالح شعبنا الفلسطيني الذي لفظ هؤلاء و كشف ما يدبرونه تحت جنح الظلام و يبذلون لأجله كل شئ حتى لو كان التعاون مع الشيطان و التحالف مع الاحتلال كمصلحة وطنية لا تشوبها أية شائبة , فصمت آذانهم عن مريض يصرخ في كل لحظة بلا دواء و تلبدت مشاعرهم و هم يشاهدون الطفل محمد الحلو و بيسان المشهراوي يقتلون بفعل مؤامراتهم الشيطانية بل وينتظرون أن يموت المزيد من المرضى و المواصلة في حرمانهم من حبة الدواء بل ومحاصرتهم على أسرة المستشفيات بقطع التيار الكهربائي عن أجهزتهم الحيوية .
مؤامرات جبانة
و بين القدرة أن هذه المؤامرات الجبانة استمرت طيلة سنوات الحصار الغير إنساني و الغير قانوني على قطاع غزة منذ العام 2006م و شكلت تهديداً مباشراً لكافة مناحي الحياة اليومية لمختلف فئات الشعب الفلسطيني المناضل و ظهرت جلية من خلال إصرار العدو الصهيوني على منع إدخال الأدوية و المستهلكات الطبية و قطع غيار الأجهزة الطبية بالإضافة إلى تعمد فئة متنفذة في رام الله تحركها الأجهزة الأمنية هناك لإتباع سياسة التنقيط في إرسال حصة مرضى قطاع غزة الدوائية مما عمق أزمة النقص المستمر في الرصيد الدوائي داخل المستشفيات و مراكز الرعاية الأولية في قطاع غزة يوماً بعد يوم حتى وصل إلى أدنى مستوياته في العام الجاري .
هذا و طالب القدرة فصائل العمل الوطني والإسلامي بالوقوف عند مسئولياتها تجاه معاناة المرضى في قطاع غزة الذي يتعرض للضربات العسكرية الصهيونية من حين لأخر و لم يفرق بين فصيل و أخيه بما في ذلك اتخاذ موقفاً وطنياً موحداً رافضاً لكل هذه المؤامرات التي لن تمرر على شعبنا الفلسطيني الذي قهر بإرادته كل محاولات التركيع و الاستفراد به , داعياً إياها إلى تشكيل هيئة قانونية عليا لملاحقة تلك الثلة المجرمة التي اغتصبت حقوق المرضى العلاجية واستباحت معاناتهم و جعلوا منها أداة لتمرير مسلسلهم الإجرامي.
و قال القدرة بان هذه الأعطال تسبب ارباكاً كبيراً في خدمات المستشفيات و مراكز الرعاية الأولية و تؤرق الطواقم الطبية التي تعمل لحظة بلحظة في هذا الوقت العصيب من اجل تأدية واجبها الأخلاقي و الإنساني و الوظيفي لمئات المرضى على مدار اليوم والليلة .
و أشار القدرة إلى أن الأزمة المركبة التي تحاصر القطاع الصحي جراء الانقطاع المستمر في التيار الكهربائي و عدم إمداده بالوقود باتت شبحاً يطارد حياة المرضى في المستشفيات وفي البيوت بالإضافة أنها أمست سبباً جديداً للوفيات في فلسطين بعد وفاة الطفل الشهيد محمد الحلو و الطفلة الشهيدة بيسان المشهراوي , معرباً عن قلقه البالغ على حياة أطفال آخرين يلاحقهم المصير نفسه في أقسام العناية الفائقة في مختلف المستشفيات خاصة في ظل موجة الحمى و التهابات الشعب الهوائية المنتشرة حالياً بين أطفال قطاع غزة .
و قال القدرة إن حبس أنفاس أطفال و مرضى قطاع غزة جراء انقطاع التيار الكهربائي عن أجهزة حياتهم العلاجية و التنفسية في المستشفيات يعتبر جريمة أخلاقية و إنسانية يتحمل مسئوليتها المجتمع الدولي بحكوماته و منظماته الإنسانية و الحقوقية و يعد صورة جديدة من صور الاغتيال اليومي الذي يمارسه هؤلاء جميعاً بصمتهم عن الحصار الغير إنساني والغير قانوني الذي يفرضه الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة منذ العام 2006م و الذي حوله إلى سجن كبير يقوض من خلاله الحياة الصحية و الإنسانية و المعيشية لـنحو 1,7 مليون مواطن , مردفاً أن علامات استفهام كبيرة يضعها الشعب الفلسطيني اليوم على هذا الصمت الدولي و الإقليمي و العربي و الإسلامي إزاء اشتداد أزمة انقطاع التيار الكهربائي و منع ادخال الوقود على مرضى قطاع غزة من الأطفال و النساء و المعاقين و كبار السن و طلبة المدارس .
و أكد القدرة أن وزارة الصحة ستواجه هذه المؤامرات بمسئولية و إصرار على المضي قدماً في واجبها المقدس و الإنساني تجاه أهلها في قطاع غزة رغم ضراوة الأزمة المعقدة التي تتلقفها من كل جانب جراء نقص الرصيد الدوائي و الانقطاع المستمر في الكهرباء و عدم إدخال الوقود إلى المستشفيات و مراكز الرعاية الأولية فيها.
مشدداً على أن الوزارة ستبقى تناضل في كافة الاتجاهات و تواصل سعيها الحثيث على كافة المستويات داخلياً و خارجياً من اجل ضمان استمرار الرعاية الصحية الشاملة للمرضى و حماية حقوقهم العلاجية .
مشهد من المعاناة
حذر رئيس قسم العناية المركزة في مستشفى شهداء الأقصى د. احمد أبو جابر من الأزمة الشديدة التي يعاني منها قطاع غزة نتيجة انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة بالإضافة إلى محدودية كميات الوقود الموجود في المستشفى لتعكس المعاناة آثاراً سلبية على حياة المرضى الذين يتطلب وضعهم الصحي أخذ كميات كبيرة من الأوكسجين يوميا وعلى مدار الساعة في أقسام العناية الفائقة وغرف العمليات ومرضى القلب والجهاز التنفسي الذين لا تتوقف معاناتهم بل تزيد يوما بعد يوم.
وأوضح د. جابر أن استمرار أزمة التيار الكهربائي يهدد وبشكل خطير حياة الطفل ناصر البحيصي البالغ من العمر (15 عام) والموجود في قسم العناية المركزة والذي يعاني من قطع في العمود الفقري بين الفقرة الثانية والثالثة مسببا شلل كامل في أطرافة الأربعة بالإضافة إلى صعوبة شديدة بالتنفس , مؤكداً على أن بقاء الطفل البحيصي على قيد الحياة يعتمد بشكل كامل على أجهزة التنفس الصناعي الموصولة بالكهرباء والتي في حال استمرار انقطاع الكهرباء عنها من المؤكد أن تؤدي إلى فقدانه للحياة .
وفي هذا السياق ناشد جابر اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية ومؤسسات حقوق الإنسان ومؤسسات الإغاثة الصحية والإنسانية المحلية والإقليمية والدولية إلى استنفار كافة مستوياتها وطاقاتها للوقوف عند مسئولياتها الأخلاقية والإنسانية من أجل حماية مرضى قطاع غزة من كارثة صحية ستحل بالقطاع الصحي خلال الأيام القليلة القادمة.
وفي مستشفى الشهيد محمد الدرة للأطفال أكد د.أحمد شتات رئيس قسم العناية المركزة في على أن هناك ثلاث حالات من الأطفال الرضع داخل قسم العناية المركزة يتهددهم الموت في أي لحظة جراء الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي.
كارثة حقيقية
و أشار إلى أن هؤلاء الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين الشهرين و العام و نصف يعانون من عدة أمراض أبرزها التهابات رئوية و مرض نقص المناعة بالإضافة إلى ازرقاق متكرر ناتج عن أمراض دماغية عدا عن إصابة أحد الأطفال بتضخم في القلب ،مؤكدا على أنهم على اتصال دائم بجهاز التنفس الصناعي و الأكسجين و أي انقطاع للكهرباء يؤدى بهم إلى الوفاة.
و نوه د.شتات إلى عدم توفر المواد اللازمة لتشغيل أجهزة تحليل غازات الدم و التي تستخدم لمتابعة حالة المريض على مدار الساعة خاصة في ظل الأزمة الراهنة.
و قال د.شتات في لقاء خاص مع المكتب الاعلامى لوزارة الصحة بأن أزمة الوقود أدت إلى عرقلة عمل سيارات النقل داخل المستشفى خاصة في عملية نقل عينات الدم من مستشفى لآخر و التي تستغرق وقتا طويلا نظرا لتوقف عدد من سيارات الإسعاف نتيجة لنقص السولار ،لافتا إلى أنهم يحتاجون تحليل دم كل ساعة و أصبح الآن كل 6 ساعات لتصلنا نتائج تحليل عينات الدم.
أزمة مستهلكات طبية
و في هذا السياق .أفاد د.شتات إلى أن المختبر ينقصه الكثير من المواد اللازمة للتحليل خاصة تحليل غازات الدم ،الأمر الذي يضطر فيه الموظف داخل المختبر إلى تحليل عينات الدم في مستشفيات الوزارة الأخرى،منوها إلى عدم توفر الجهاز الخاص بفحص مزارع الدم و حضانة مزارع الدم الذي يحتاج إلى ثاني أكسيد الكربون،عدا عن تحاليل الهرمونات و تحاليل التليف الكيسي بالإضافة إلى نقص الفحوصات المناعية للكلى و التي يحتاجها الطفل في غالب الأحيان بأقصى سرعة نظرا لتدهور حالته، الأمر الذي يسهم في زيادة المعاناة في التشخيص و التحويل خارج القطاع مما يزيد من عدد الحالات المحولة على حد قوله.
و على صعيد نقص الأدوية أكد د.شتات على أنه يتم إتباع الاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية نظرا لقلتها و التي تكون ضرورية جدا للطفل.
نداء استغاثة
و في هذا السياق حذر د.ماجد حمادة مدير مستشفى الشهيد محمد الدرة للأطفال في حديث خاص لإذاعة صوت البراق من استمرار أزمة انقطاع التيار الكهربائي و الوقود خاصة مع تزايد عدد الأطفال المنومين داخل المستشفى من حالات أمراض الشعب الهوائية و السحايا و التي تحتاج إلى أجهزة أكسجين متواصلة،عدا عن الحالات المنومة داخل العناية المركزة و الذي يتهددهم الموت نتيجة أي انقطاع لحظي في التيار الكهربي.
و أكد على توقف أحد مولدات المستشفى نظرا لعدم كفاية المخزون الاستيراتيجى لتشغيل المولد الآخر و الذي لا يكفى لتشغيل المولد لمدة 12 ساعة ،بالإضافة إلى توقف الكهرباء عن بعض الأقسام الأقل حيوية و تشغيلها في العناية المركزة و الاستقبال نظرا لأهميتها داخل المستشفى .
و أعلن د.حمادة عن توقف سيارات النقل و الإسعاف داخل مستشفى الدرة الأمر الذي يهدد بخطورة كبيرة خاصة و أن بعض هذه السيارات تستخدم في نقل عينات الدم اللازمة للمرضى الأطفال.
ووجه د.حمادة نداء صرخة و استغاثة إلى كافة المؤسسات الإنسانية و الحقوقية و مؤسسات حقوق الطفل لتوفير الوقود اللازم لتشغيل المولدات بأقصى سرعة لإنقاذ عشرات الأطفال من الموت.