الصحة : أقسام الحضانة تئن تحت وطأة أزمة الوقود والأدوية والمستهلكات الطبية ولا عزاء لأطفالنا
تقرير: محمد عبيد
تعاني أقسام الحضانة في مستشفيات قطاع غزة من تفاقم أزمة الوقود والأدوية والمستهلكات الطبية، وهناك مرضى يعيشون على الأجهزة الكهربائية، وأرواحهم معلقة بكبسة زر، حيث يتسبب انقطاع وعودة الكهرباء بشكل مفاجئ إلى حدوث عطل في الأجهزة والمعدات الطبية.
ويعتبر قسم الحضانات من الأقسام الرئيسة والهامة في جسد القطاع الصحي، وهي من أكثر الأقسام التي تعرضت للضرر بسبب انقطاع الكهرباء والتي يعالج فيها مرضى أقسام الكلى وتقدم الخدمة الطبية لأكثر من 404 مريض بشكل يومي
ساعة بعد ساعة، تشتد الأزمة وتزداد المعاناة، لا سيما و أن الأمر أصبح مسألة حياة أو موت…
هذا ما قاله مدير عام المستشفيات د. مدحت محيسن خلال توصيفه للوضع العام التي تعاني منه المستشفيات وخاصة أقسام الحضانة في ظل الأزمة الخانقة التي يعيشها القطاع بسبب نقص الوقود والاجتهاد لحل أزمة نقص الوقود مع الجهات المختصة.
و قدم د. محيسن مدير عام المستشفيات وصفا موجزا حول تأثير الأزمة على الوضع العام في المستشفى، موضحاً أن الخوف و القلق على حياة المرضى يلازمنا في الأحيان، و خاصة تلك التي تعتمد على الأجهزة الكهربائية ( العناية المكثفة،حضانات الأطفال الخدج، قسم غسيل الكلى)، محذراً من أن الانقطاع المستمر للكهرباء ينذر بكارثة إنسانية تتعلق بحياة عشرات المرضى في مشافي القطاع.
و لفت د. محيسن إلى أن ما يتم توريده للمشافي من وقود هو كميات شحيحة جداً، و ما يدخل للمشافي هو ” قوت كل يوم بيومه”، و لا يوجد مخزون يكفي لتشغيل الأقسام لأيام أخرى، مؤكداً أن انقطاع و عودة التيار الكهربائي بشكل مفاجئ تسبب في عطل عشرات الأجهزة في المستشفى منها أربع أجهزة تستخدم في قسم غسيل الكلى.
“وحذر د. محيسن من تفاقم الأزمة الدوائية من جديد في قطاع غزة ما يرفع وتيرة الخطر الذي يتهدد مرضى قطاع غزة منذ خمس سنوات.
حيث أن الرصيد الصفري للأدوية والمستهلكات الطبية في مستودعات الوزارة لشهر آذار (مارس) /2012 بلغ 186 صنفًا من الأدوية و200 صنفًا من المستهلكات الطبية.
وحذر بأن هذه المرحلة ستؤثر على مجمل الخدمات الصحية في المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية، لاسيما في أقسام حضانات الأطفال وغسيل الكلى وأمراض الدم والعمليات والعناية المركزة وقسطرة القلب والقلب المفتوح، بالإضافة إلى المختبرات وبنوك الدم والأشعة التشخيصية.
وجدد تحذيره من الخطر الذي يهدد حياة المرضى في قطاع غزة، خاصة في ظل معاناة القطاع الصحي من أزمة الكهرباء، لا سيما بعيد توقف محطة توليد الكهرباء عن العمل، وتوقف إمدادات الوقود الواردة إلى غزة وتأثير ذلك على مخزون الوزارة من السولار اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية في كافة مؤسسات وزارة الصحة.
وطالب د.محيسن كافة المؤسسات الدولية والإقليمية والمحلية الإنسانية والصحية والاغاثية المتابعة للقطاع الصحي بتكثيف جهودها والتحرك العاجل لتطويق الأزمة التي تشد ضراوة على مرضى قطاع غزة، كما طالب الجميع بالوقوف عند مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية لحماية حقوقهم العلاجية بالكامل وحماية المنظومة الصحية من الخطر التي يتهددها في كل لحظة، وإلى سرعة التدخل الفوري لإنهاء معاناة مرضى القطاع.
ودعا إلى الضغط على “وزارة” الصحة في رام الله لإرسال مستحقات مرضى القطاع من الأدوية والمستهلكات الطبية واحترام حقوقهم العلاجية بتوريد حصتهم المقرة من التعاقدات السنوية مع البنك الدولي وضمان إيصالها بانتظام لمستودعات وزارة الصحة بغزة
وأكد أن إدارة المستشفيات وحسب تعليمات وزارة الصحة بدأت في تقنين خدماتها الصحية و أوقفت 50% من عمل الإسعافات و الطوارئ لتوفيرها في أقسام أكثر احتياجاً لها، و أصبح تحركها يتوقف على الضرورات، مما خلق حالة من الإرباك في عمل الطواقم الطبية في المستشفيات بشكل عام.
وشدد على وجود حالة من الارتباك في عمل الموظفين داخل المشافي بسبب صعوبة وصولهم إلى أماكن عملهم و يضطر البعض منهم للغياب أو التأخير و هذا يؤثر سلباً بالتالي على خدمة المرضى في جميع الأقسام سواء من الإداريين أو الممرضين والاستقبال و الطوارئ
و ناشد د. محيسن كل من له صلة بهذه الأزمة على انهاءها و عدم ربطها بالقرارات السياسية و خصوصاً فيما يتعلق بأرواح الناس في المستشفيات.
وحذر د. محيسن من تهديد مباشر سيطال كافة الخدمات الصحية في مستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية، جراء اشتداد أزمة انقطاع التيار الكهربائي المتواصلة منذ أكثر من شهر.
حيث أن العديد من الخدمات الصحية مهددة بالتوقف مع انقطاع الكهرباء لأكثر من 12ساعة يومياً، والمتزامنة مع شح الإمداد اليومي من السولار اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية في المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية والتي تحتاج نحو ( 6000 إلى 8000) لتر يومياً”.
وأكد د. محيسن : “إن أكثر من 100 طفل من الأطفال الخدج غير مكتملي النمو سيتعرضون إلى أبشع مواجهة مصيرية يندى لها جبين البشرية جمعاء عندما تنقطع الكهرباء بالكامل عن أجهزة الحياة التي يرقدون فيها، وستحرم مائة أم من ضم فلذات أكبادهن إليهن مع الوصول إلى ساعة الصفر الأسود بسواد الظلام الذي يخيم على كل شيء في قطاع غزة في ظل الربيع العربي”.
وذكر أن هذا المصير سيلاحق أيضاً 404 مريضاً من بينهم 15 طفلاً يعانون من الفشل الكلوي ويحتاجون إلى إجراء جلستين وثلاث جلسات أسبوعياً لغسيل الكلى التي تمنحهم فرصة جديدة في هذه الحياة و لكن أملهم في البقاء فيها يتضاءل في ظل الوضع الحالي.
وأشار إلى أن نحو ستة وستين مريضاً في أقسام العناية المركزة في المستشفيات من الأطفال و النساء و كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة و المصابين من الشباب وطلبة المدارس سيكونون أمام منعطف صحي خطير سيضع الطواقم الطبية بكاملها أمام اختبار صعب في تأدية واجبها الأخلاقي والإنساني والوظيفي تجاه هؤلاء المرضى.
قسم المواليد في مستشفى النصر للأطفال
وافتتحت الوزارة قسم العناية المركزة للمولودين حديثاً ” الحضانة ” في مستشفى النصر للأطفال في عام 2010 بدعم من جمعية الهلال الأحمر القطري.
حيث أشار الدكتور نبيل البرقوني مدير مستشفى النصر للأطفال أن تطوير الحضانة للأطفال المواليد سيقلل نسبة الوفيات والمضاعفات الصحية على المواليد، مؤكداً أن قسم الحضانة سيخدم كافة أطفال قطاع غزة خلال المرحلة المقبلة عبر الاعتماد على طاقم الممرضين أصحاب الكفاءة والخبرة.
يشار إلى أن هذا المشروع الخاص تضمن تزويد المستشفى بثلاثين حضانة للمواليد الجدد ضمن مشروع تأهيل مستشفى الشفاء والنصر وكمال عدوان بقيمة مالية بلغت 2.876.000 دولار أمريكي.
كما قام الهلال الأحمر القطري دعم تطوير قسم الحضانة بمستشفى النصر للأطفال بقيمة مالية بلغت 265 ألف دولار أمريكي وضمت تزويد المستشفى بثلاثين حضانة للمواليد الجدد.
وأوضح البرقوني أنه ترميم قسم أمراض الدم والأورام السابق في الحضانة الجديدة، والتي تحتوي على 25 قسم منهم قسم الاستقبال والطوارئ وقسم العناية المركزة التي تضم 11 حاضنة و6 أجهزة تنفس صناعي، وجهازين في قسم العناية الخاصة وبها 8 حاضنات في كل قسم للمواليد وبها مكان مخصص للمرافقين، كذلك يوجد قسم عزل لحالات العدوى وبها 3 أسرة حاضنات وغرفة خاصة للرضاعة الطبيعية.
تهالك الأجهزة القديمة في قسم الحضانة
وقامت إدارته بزيادة عدد الأسرة من 241 إلى 300 سرير، إضافة إلى ترميم القسم من البنك الإسلامي للتنمية بجدة بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر القطري بقيمة 2 مليون دولار، بدعم من منظمة اليونيسيف بقيمة 300 ألف دولار.
وأشار إلى أن الأجهزة القديمة في قسم الحضانة متهالكة وهي تتسبب في حدوث مضاعفات وحصول وفيات.
وأشار البرقوني إلى أن إدارته قامت بالاستعاضة بفكرة استخدام الطاقة الشمسية للتغلب على معضلة الكهرباء وتأثيره المباشر على الأقسام الرئيسة في المستشفى عن طريق جمعية سواعد.
وتابع ” ازدادت عدد الحالات التي يستقبلها إلى 35 حالة وزاد عدد الداخلين يوميا إلى 10 حالات، وإن غالبية المرضى في أقسام الأطفال يعانون من تشوهات خلقية وأمراض القلب وبحاجة إلى تعديلات، ونعاني من قضية التحويلات للعلاج بالخارج وخاصة المحولين من الأطفال المصابون بالقلب وأمراض الاستقلاب.
وأكد البرقوني أنّ الأجهزة الطبية تحتاج إلى إصلاح خاصة ما يتعلق بالعلاج الضوئي للمواليد عند ارتفاع نسبة الضوء من قبل الإغاثة الإسلامية، الأمر الذي يساعد على تخفيف مدة مكوث الطفل تحت العلاج الضوئي وقيمة ما يعادل 140 ألف دولار.
تطوير قدرات العاملين في أقسام الحضانة
وأشار إلى حرص الوزارة على تطوير قدرات العاملين في أقسام الحضانات عبر برنامج البورد الفلسطيني وأن وزير الصحة د. باسم نعيم يضع على سلم أولوياته تطوير أقسام الحضانات في قطاع غزة، من أجل التخلص من قضية التحول للعلاج للخارج
من جهته، قال د. يحيى دبور رئيس قسم الحضانة في مستشفى النصر للأطفال أوصى بضرورة تحسين الجودة من قبل الطواقم الطبية في مجال مكافحة العدوى في حل الإشكالية
مجمع ناصر الطبي
إلى ذلك، قامت إدارة مجمع ناصر الطبي بتطوير أقسام الحضانة، حيث تمت عملية إعادة توزيع للغرف وترميم شامل للمكان.
الحكيمة مها إبراهيم محمد عوض رئيسة تمريض الحضانة أفادت بأن قسم الحضانة بمستشفى التحرير يستقبل ما يقارب 55 طفلا مما يعانون من عدم اكتمال النمو وحالات asphyxia، ومدة مكوثهم بالحضانة متوقفة على استجابة الأطفال للعلاج والتحسن ،
وأشارت عوض إلى اعتبار وزن الطفل سببا رئيسيا لإدخال الطفل قسم الحضانة، مبينة أنّ كل طفل وزنه اقل من كيلو ونصف جرام يدخل إلى الحضانة لمتابعة النمو وتمكنه من الرضاعة.
وبخصوص المشاكل التي تعترض هذا القسم، تجتهد الوزارة لصالح التغلب على معضلة نقص التمريض والأطباء وعدم توفر جهاز العلاج الضوئي ومشكلة انقطاع الكهرباء التي يعاني منها كل قطاع غزة، وهذا ما يجعل الضرر يشمل الأجهزة والأطفال على حد سواء.
مستشفى شهداء الأقصى
من جانبه، قال د. إبراهيم الهور مدير مستشفى شهداء الأقصى إن قسم الحضانة يقوم بمتابعة أعداد كبيرة من المراجعين وتغطية أقسام الولادة والعمليات القيصرية والرعاية اليومية وذلك على مدار 24 ساعة متتالية، ويبلغ إجمالي حالات الدخول سنويات (538) حالة.
وأشار إلى أن إجمالي عدد الأسرة لا يتجاوز 9 أسرّة فقط لتصل نسبة انشغال الأسّرة إلى (70%).
وأضاف ” تمكن القسم من تجاوز العقبات التي تعترض طريق العمل في قسمي الأطفال والولادة على وجه السرعة والدقة المتناهية في تشخيص المنومين وتوفير اللوازم لسلامة حياتهم وخاصة بعد توفير بعض الأجهزة والحضانات العالية المقدمة من قبل المشروع الدنماركي.
وأوضح الهور أن اللجنة المنبثقة عن اللجان الفنية درست وضع الحضانات وأوصت بتفعيل قسم الحضانة من خلال توسيع القسم وزيادة عدد الأسرة وإنشاء وحدة العناية المكثفة خاصة الموجودة بالحضانة وتوفير الكادر البشري المدرب من خلال إجراء دورات تدريبية وبعثات علمية لتحسين المهارات وكسب الخبرات في التعامل مع الحالات الحرجة ويتم التوقف عن تحويل الحالات إلى المستشفيات الأخرى.
وشهدت مستشفى شهداء الأقصى زيادة ملحوظة في عدد الزائرين، حيث بلغ في 2008 عدد الزوار الى 3406 زائر، وفي عام 2009 وصل إلى 3192 ، فيما بلغ في عام 2010 عدد الزائرين إلى 4362 حالة وفي عام 2011 بلغ 3245 زائر.
واستقبلت العيادة الخارجية في 2006 3097 حالة وفي عام 2007 استقبلت 3360 ووصل في عام 2008 عدد الزوار إلى 3408 وفي عام 2009 بلغ عدد الزائرين 4317 حالة، وفي عام 2010 بلغ 4317 وفي عام 2011 وصل الى 3471 حالة.
وتجتهد الوزارة من أجل التغلب على هذه المعضلات وتطوير العمل في أقسام الحضانات في كل مستشفيات قطاع غزة، وهي بصدد استغلال الطاقة الشمسية كمصدر بديل عن الكهرباء على غرار ما استخدم في قسم العناية المركز في مجمع الشفاء الطبي كتجربة أولى، تمهيدا لتعمميها على باقي مستشفيات قطاع غزة، في المستقبل.
وقامت الوزارة خلال الأعوام الأخيرة بتزويد أجهزة طبية لقسم الحضانة بمستشفى النصر وتجهيز حضانة مستشفى الرنتيسى التخصصي للأطفال.
مستشفى الهلال الإماراتي
مستشفى الهلال الإماراتي هو مستشفى تخصصي في مجال النساء والتوليد, ويعمل المستشفي في نطاق محافظة رفح بالإضافة إلى المناطق الشرقية النائية مثل الشوكة, الفخاري,
يقدم المستشفي يقدم خدماته لنحو 200 ألف مواطن ومواطنة في نطاق محافظة رفح, حيث تقوم بتوليد ( 600 حالة شهرياً ) لأنه المستشفي الوحيد الذي يقدم خدمة الولادة في قطاع غزة.
وتعاني كباقي مستشفيات القطاع، من نقص الوقود والقطع المتكرر للتيار الكهربائي والذي يؤثر سلباً على سير العمل بالمستشفي في قسم الحضانة ).
هذا ووجهت مستشفى الهلال الإماراتي برفح رسالة تحذيرية هذه لكل أحرار العالم وأصحاب الضمائر الحية في أرجاء العالم الحر وليكون كل مسئول تجاه مسئولياته حيث انه في ظل هذه الظروف الصعبة والقاسية والتي يعيشها قطاع غزة حيث يشتد الحصار الظالم وتضيق حلقاته يوما بعد يوم وخصوصاً في ظل أزمة انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة ونقص الوقود بما يؤثر سلباً علي سير العمل في كافة نواحي الحياة في قطاع غزة, ولعل من أهم القطاعات التي تأثرت جراء أزمة الوقود في قطاع غزة هو القطاع الصحي …
علي صعيد سير العمل، فقد شهدت الأجهزة تعطل كبير نتيجة الانقطاع المتكرر للكهرباء والتي تعد من أهم العوامل التي تحافظ علي حياة المواليد ويدخل القسم شهريا ما يقرب (200 حالة ) ما بين دخول ومترددين.
ولا تقتصر الأزمة علي الوقود والكهرباء فقط , فنحن هنا نعاني من أزمة النقص في بعض الأدوية والعلاجات الطبية اللازمة لعلاج المرضي .
ونحن نعيش هذه الأزمة بكافة ظروفها مآسيها وندرك الخطر الذي يحدق بنا, فإننا نوجه رسالة تحذير وندق ناقوس الخطر ونناشد كافة أحرار وشرفاء العالم بالعمل السريع علي حل هذه الأزمة حفاظاً على أرواح مرضانا .
فداخل صندوق قسم الحضانة في مستشفى النصر، شاءت الأقدار أن تضع أم أحمد جنينها وهي في الشهر السابع من حملها يستمد أسباب الحياة من هذا الصندوق الذي قد يتحول إلى صندوق موته في أية لحظة، لتكون الحضانة كما هو معروف المكان الذي يكفل له استمراره على قيد الحياة نظراً لصغر حجمه ووزنه، لكن كابوس انقطاع التيار الكهربائي عاد ليحوم حول هذه الحضانة.
ومن داخل قسم الحضانة بمستشفى النصر للأطفال بمدينة غزة تعبر أم الرضيع أحمد البحري عن استيائها وخوفها الشديد من أزمة الكهرباء.
تقول “الجو بارد جداً وابني يحتاج إلى دفء وأكسجين وكل الأجهزة الموضوعة عليه في الصندوق مرتبطة بالكهرباء”.
وتتابع “من كثرة ما أسمع على الراديو والتلفاز وما نراه من عذاب في المنزل بسبب قطع الكهرباء المستمر ولساعات طويلة، أصبحت أعاني من أزمة نفسية، ومن يومها وأنا أضع يدي على قلبي خوفاً على طفلي”.
وتشير إلى أنها تعيش في حالة تشتت، فبينما حياة ابنها مرهونة ببقاء أو انقطاع التيار الكهربائي في المستشفى، فهي لا تضمن أية مقومات للحياة داخل المنزل نتيجة القطع المستمر للكهرباء وعدم توفر مولد كهربائي في بيتها المتواضع.
وتوضح أنها تحمل هماً كبيراً لخوفها على ابنها في حال خروجه من الحضانة إلى المنزل الذي لا تتوفر فيه مدفأة كهربائية، والتي حتى لو كانت موجودة فلا يوجد كهرباء لتشغيلها حول الرضيع.
وتضيف “المولود يحتاج لأجهزة تخطيط بين حين وأخر وتدفئة، والأطباء كانوا يريدون أن ينصحونا بخروجه من المستشفى، لكن الأمر صعب مع أزمة الكهرباء لأنه سيهدد حياته وهنا أفضل له، وأملنا في الله أن يحميه ويحفظه من كل سوء
ولم يكن أحمد الرضيع الوحيد الذي تتعلق حياته على أجهزة كهرباء تعاني من أزمة، فهناك العشرات من الأطفال حديثي الولادة يتهددهم هذا الكابوس الذي سرعان ما يعود ليبدد أحلام حياة المرضى في مشافي القطاع.
انعكاس خطير
ويؤكد رئيس قسم الحضانة في مستشفى النصر للأطفال سعيد بركات أن انقطاع التيار الكهربائي من شأنه أن ينعكس بشكل خطير على حياة حديثي الولادة بالقسم، والذين يستقبل القسم منهم يومياً ما بين 20 لـ30 حالة.
ويقول إن المواليد المنومين في القسم يحتاجون إلى أكسجين وعلاج ضوئي وتنفس صناعي، وكل هذا يلزمه وجود التيار الكهربائي باستمرار ودون أي انقطاع.
ويضيف “لو انقطع التيار الكهربائي فذلك معناه وجود عدد من الوفيات، خاصة وأن أجهزة الـubs لا تعمل إلا لـ3 ساعات بعد انقطاع التيار كحد أعلى، وهناك معلومات تصلنا من الإدارة بأن كمية السولار في المولدات قليلة جداً، وهذا مؤشر خطير.
من جانبه، يقول المدير الطبي لمستشفى النصر للأطفال مصطفى الكحلوت “إنه وخلال الساعات القليلة القادمة سيتم إعلان حالة الطوارئ في كل مشافي وزارة الصحة ومراكز الرعاية الأولية، بسبب قرب انتهاء كميات السولار اللازم لتشغيل المولدات فيها”.
ويضيف خلال وقفة داخل المستشفى بحضور أمهات وأطفال مرضى فيه “إن الأطفال المنومين في المستشفى وفي كافة مراكز الرعاية الصحية بالقطاع يتعرضون لخطر محدق في كل ساعة مع استمرار أزمة الكهرباء”.
ويعدّ أن ما يحدث في مشافي القطاع صورة قاسية وغير إنسانية ولا يتحملها أطفال أخرون في العالم، إضافة لمعاناة مرضى القلب والكلى.
وينوه إلى أن لحظة إعلان الطوارئ ستكون لها عواقب وخيمة على عمل المشافي وعلى حياة المرضى وكافة الخدمات في المشافي، مبيناً أن ذلك معناه توقف 39 غرفة عمليات، إضافة لكارثة وظلمة نفاذ 347 صنفاً من الأدوية.
ويوجه نداءً عاجلا إلى مصر والمجلس الأعلى بقيادة المشير طنطاوي ومجلس الشعب والثورة المصرية بتزويد قطاع غزة بالسولار اللازم لتشغيل المحطة، والعمل على ربط غزة بالشبكة الإقليمية لوضع حد لهذه المعاناة إلى الأبد.
ويناشد اللجنة الدولي للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية واليونسكو وهيئة الإغاثة المحلية والدولية وحقوق الإنسان للتدخل العاجل لإنقاذ الوضع الإنساني والصحي والبيئي في قطاع غزة، وحماية المدنيين من ممارسات الاحتلال وعدوانه.
الصحة تقيم خيمة تضامن
حرصت وزارة الصحة علي إيصال راسلتها الى كل العالم، من خلال إقامة خيمة تضامن مع مرضى قطاع غزة والتي تنظمها وحدة العلاقات العامة والإعلام بوزارة الصحة بمجمع الشفاء الطبي، وذلك تنديدا بما آلت إليه الأوضاع الصحية والإنسانية في المستشفيات والمرافق الصحية جراء تفاقم أزمة انقطاع التيار الكهربائي , وتوقف إمدادات الوقود الواردة إلى القطاع منذ ما يقارب الشهرين , حيث شهدت الخيمة تفاعلا جماهيريا ورسميا كبيرين , فيما علت أصوات زوارها مطالبة المجتمع الدولي و مؤسساته الإنسانية و الحقوقية بوقف الجرائم اليومية التي ترتكب بحق مرضانا من موت بطيء و ضرورة إنهاء عبء الحصار عنهم .
بدوره حذر وزير الصحة د. باسم نعيم من خطورة النقص الحاد في كميات الوقود الداخلة إلى قطاع غزة و انعكاسها على مجمل الخدمات الصحية في القطاع مبدياً قلقه البالغ على تدهور الوضع الصحي و البيئي جراء هذه الأزمة الخانقة ، جاء ذلك خلال تدشينه لفعاليات اليوم الأول لخيمة مع مرضى قطاع غزة .
وأكد الوزير نعيم في كلمته، على أن هذه الخيمة التضامنية مع مرضانا ستبقى قائمة حتى نلمس نهاية حقيقية وجذرية لازمة انقطاع الكهرباء التي باتت شبحاً يطارد مرضانا و طواقمنا الطبية كل لحظة ، مضيفاً ان من واجب الجميع مساندة المرضى في الحصول على حقوقهم العلاجية الشاملة , و على الجميع ان يضم صوته و يعلن تضامنه مع النداءات والاستغاثات المتتالية التي مازال يطلقها مرضى القطاع منذ بدء الأزمة، سواء على الصعيد الرسمي أو الأهلي.
وأشار د. نعيم ان أزمة الكهرباء ونقص الأدوية والوقود تشكل خطرا يتهدد حياة نحو 1.7 مليون مواطن فلسطيني، ومئات المرضى في أقسام الحضانات والأطفال والمختبرات وغرف العمليات، خاصة وان حياتهم مرتبطة بالتيار الكهربائي.
وأوضح أن الأزمة تسببت في تقليص مستوى الخدمات التي تقدمها 13 مستشفى و55 مركز رعاية أولية، وتعطل عدد كبير من الأجهزة، التي تمّ استجلابها من الخارج بعد جهد كبير.
وقال ” إن وزارة الصحة تمر بأزمة حقيقية في ظل نقص 180 صنف من الأدوية و 200 صنف من المستهلكات الطبية، مبينا ان الجريمة تكون اكبر واعظ عندما تمس حق أساسي كفلته كافة الشرائع والقوانين الدولية وهو الحصول على العلاج.
وأضاف ” ان الصحة العامة في قطاع غزة في حالة تراجع وتدهور، بسبب صعوبة تصريف مياه الصرف الصحي والعادمة وفساد العديد من الأطعمة واللحوم نظرا لانقطاع التيار الكهربائي، فضلا عن استقبال مستشفيات قطاع غزة عدد من الوفيات جراء الحروق لتشغيل المولدات الكهربائية” وان مركز الحروق في مجمع الشفاء يضم العديد من حالات الحروق.
وطالب د. نعيم المؤسسات الإنسانية والحقوقية ومنظمة الصحة العالمية بضرورة التدخل الفوري والعاجل لإنقاذ الوضع الصحي من كارثة حقيقية قد نشهدها في أي لحظة .
تضامن مجلس الشعب المصري
وفي ذات السياق عبر نواب مجلس الشعب المصري الزائر لقطاع غزة عن رفضهم وتنديدهم للجريمة التي ترتكب بحق أبناء الشعب الفلسطيني , جاء ذلك خلال زيارتهم لخيمة التضامن ضمن جولة لهم بمجمع الشفاء الطبي.
وطالب الحضور الجميع للوقوف عند مسئولياتهم الأخلاقية تجاه مرضى القطاع وانه من المخل ان تمر هذه الأزمات في ظل حالة التحرر العربي والربيع العربي الذي يجب أن يتوج برفع الظلم عن فلسطين .
إلى ذلك طالب المكتب الإعلامي الحكومي العالم الحر بتوضيح موقفه أمام مايرتكب بحق شعبنا الفلسطيني , وإمام هذه الأزمات التي أثقلت من كاهل المواطن الفلسطيني , مؤكدا أن تلك المؤامرات والمحاولات اليائسة لن تكسر ثبات وصمود غزة.
كما وعبر المكتب الإعلامي الحكومي في مؤتمر صحفي عقده في خيمة التضامن مع مرضى القطاع , عبر تضامنه مع صوت المرضى المطالب بإنهاء المعاناة والدفاع المشروع عن حقوقه العلاجية والإنسانية .
تحذير من تدهور الأوضاع
إلى ذلك حذرت لجنة الإسعاف والطوارئ من تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة جراء تفاقم أزمة الكهرباء منذ ثلاثة وخمسون يوماً وقطاع غزة يعيش أصعب فصول الحصار الظالم عليه، هذا الحصار المتفاقم منذ أكثر من ستة أعوام، حيث يمنع الاحتلال الإسرائيلي إدخال كل مقومات الحياة الإنسانية إليه.
وأضاف أدهم أبو سلمية الناطق باسم اللجنة الوطنية للإسعاف والطوارئ خلال مؤتمر صحفي بخيمة التضامن , أن القطاع الصحي عاش فصول هذا الحصار بكل أشكاله فمن النقص الحاد في الأدوية والمستهلكات الطبية مروراً بنفاذ مخزون الوقود وصولاً للانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي والذي ألحق أضراراً بالغة في عمل المؤسسة الصحية في قطاع غزة.
وأضاف حذرنا منذ اللحظة الأولى أن هذا الحصار سيكون له انعكاسات كارثية على أرواح المدنيين وحياتهم، إلا أن العالم بقي صامتاً على هذه الجريمة اللاخلاقية والتي يتجاوز من خلالها المحاصرون كل الأعراف والقيم والقوانين الإنسانية والتي تحرم ( العقاب الجماعي) بحق السكان المدنيين في أي منطقة من مناطق الصراع بالعالم كما جاء في المادة ( 33) من اتفاقية جنيف الرابعة.
حيث حصدت هذه الجريمة أرواح البراءة والطفولة بوفاة خمسة أطفال، ماتوا إما حرقاً أو خنقاً ليلحقوا بركب قائمة طويلة من شهداء الحصار الظالم، وليبقوا شهداء على جريمة العصر التي ترتكب بحق مليون وسبعمائة ألف إنسان يعيشون في قطاع غزة ويتعرضون للقتل والعدوان والحصار منذ ستة أعوام.
فضلا عن توقف 36 سيارة إسعاف تعمل على البنزين بالإضافة إلي 15 سيارة خدمات صحية الأمر الذي هدد قطاع الخدمات الإسعافية وزاد من صعوبة نقل الحالات المرضية إلي المستشفيات والعمل وفق خطة طوارئ أقرتها اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ من خلال التعامل مع الحالات الطارئة، وأبقى القطاع في حالة ترقب خشية قيام الاحتلال بأي عدوان عليه.
ودعا ابو سلمية كافة المؤسسات الإنسانية والدولية وخاصة منظمتي الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر بضرورة التدخل لإنهاء هذه المعاناة الإنسانية والصحية بشكل عاجل، وإعلان موقفهم بكل صراحة إزاء الوضع المتدهور في قطاع غزة.
أخوة الدم والدين
هذا وحث الشيخ يوسف فرحات مدير عام الوعظ والإرشاد بوزارة الأوقاف , حث المسلمين إلى نجدة إخوانهم في غزة ورفع الظلم عنهم فهم أخوانكم في العقيدة والدم.
وأضاف في كلمة له أمام الحضور في خيمة التضامن مع المرضى , أن على المسلمين واجب النصرة فشعب غزة اليوم يعاني مرارة الاحتلال وظلم الحصار, فمرضى غزة تعلوا صرخاتهم في كل يوم يتهدد حياتهم الموت فلا كهرباء ولا حتى دواء , داعيا العلي القدير أن يبدد سحابة الصيف التي خيمت على غزة ليعيش أهلها بكرامة وثبات .
إلى ذلك دعا المهندس زياد حمادة الوكيل المساعد بوزارة الزراعة –في مؤتمر صحفي بخيمة التضامن مع مرضى القطاع – إلى حراك فلسطيني وعربي ودولي واسع، يصل صداه للمؤسسات الدولية التي تدعي كفالتها لحقوق الإنسان، نجدة لمرضى غزة.
وقال حمادة إن الزراعة تنظر ببالغ الخطورة لما آل إليه الوضع الصحي بالقطاع، الذي دخل مرحلة الخطر، كونه الأكثر تضرراً جراء أزمة الكهرباء والوقود، مؤكداً أن القطاع الزراعي يحذو حذوه، خاصة أن خسائره رجحت بمليار شيكل حال استمرار الأزمة، يرافقها تهديد واضح للسلة الغذائية بغزة.
وأكد وكيل الوزارة أن قطاع الزراعة يعاني من أزمة الكهرباء والوقود، مشيراً إلى أنها باتت تهدد بجفاف 140000 ألف دونماً مزروعة بالخضراوات والفواكه.
ونوه إلى أن القطاع السياحي بغزة يشكو –هو الآخر- تدهوراً واضحاً، سببه الحصار الإسرائيلي وأزمة الوقود، مشدداً على أن الاحتلال لا زال يشكل عائقا أمام تطور السياحة رغم الأهمية الكبيرة التي تتمتع بها الأراضي الفلسطينية على صعيد الحركة السياحية.
وأضاف حمادة: “نحن أمام هذه التحديات نعلن تضامننا الكامل مع وزارة الصحة الفلسطينية، ونضم صوتنا لصوت مرضانا وندعو لنجدة عاجلة وسريعة لإنقاذ الوضع الصحي والزراعي كذلك”.
وشدد على أن ما يجري في قطاع غزة كارثة حقيقية تستوجب محاسبة المتآمرين وتقديمهم للعدالة، وعدم الاكتفاء بإيجاد حلول مرحلية، فتبعات الكارثة لا زالت تتوالي، والمجرم لازال طليقاً وفق قوله.
وتابع: “إن ما توارد إلينا من أخبار سارة تفيد بالتوصل لاتفاق بتوريد الوقود لغزة، وما رافقه من وعود فلسطينية وعربية بإنهائها كلياً، لا يدفعنا إلا للتفاؤل بحد معقول فقط، فالأزمة لا زالت تترنح، ومرضنا يترقبون”.
كما وثمن حمادة جهود الحكومة الفلسطينية في سعيها الدؤوب لإنهاء أزمتي الكهرباء والوقود، مطالباً إياها بالمزيد.
بدوره أثنى د. يوسف المدلل مدير عام ديوان وزير الصحة هذه الوقفه التضامنية لوزارة الزراعة والتي تأتي من منطلق مشاركتنا الهم , سائلا المولى عز وجل ان يفرج على شعبنا مابه من كربه , وان يجمعنا بكم ونحن نحتفل بنجاحات وانجازات جديدة نهديها لشعبنا المعطاء .
من جانبه، ثمن د.باسم نعيم وزير الصحة موقف لجنة الصحة بمجلس الشعب المصري والتي أوصت إلى عدم التعامل مع مرضى غزة وكأنهم أجانب وتحميلهم عبء فاتورة علاج باهظة مقارنة ببعض الدول الأخرى , مضيفا أن مرضى القطاع ينظرون إلى تلك الخطوة الطيبة بكل تقدير من مصر الثورة متمنيا عليهم بالمزيد من الخطوات الأخرى وإحداث التصدعات في جدار الحصار إلى أن ينهار .
وجدد معاليه دعوته إلى الوفود الرسمية والشعبية والعربية والإسلامية إلى زيارة قطاع غزة للاطلاع عن كثب على حقيقة الأوضاع الإنسانية الصعبة خاصة في ظل الأزمات التي يتسبب بها الحصار , ومن اجل تنسيق الجهود مع الجهات الحكومية في القطاع خاصة الصحية منها للتخفيف من آثار الحصار الظالم .
هذا وقد كانت لجنة الصحة بالبرلمان المصري دعت في ختام جلسة عقدت مساء الأحد الى عدم التعامل مع مرضى ليبيا والسودان وغزة وكأنهم أجانب , بالإضافة إلى توصياتها بتشكيل فريقا طبيا هندسيا سيتوجه إلى قطاع غزة للإعداد لتقديم مساعدات فنية لمستشفيات القطاع , كما ودعا النواب إلى ضرورة أن تتعاقد وزارة الصحة المصرية مع الجهات الطبية في غزة لتسير عملية نقل المعدات والأدوية للقطاع الصحي الفلسطيني .
يذكر أن هذه الزيارة لوفد نواب مجلس الشعب المصري ستكون الثانية , بعد الزيارة الأولى للجنة
تضامن وزارتي العمل والشئون الاجتماعية مع المرضى
استقبلت وزارة الصحة وفدا من وزارة العمل برئاسة وكيل الوزارة صقر أبو هين ووفد من وزارة الشئون الاجتماعية برئاسة وكيل الوزارة عمر الدربي وذلك في خيمة التضامن بمجمع الشفاء الطبي حيث كان في استقبالهم د. أيمن السحباني رئيس قسم الاستقبال و الطوارئ بمجمع الشفاء الطبي.
وفي هذا السياق،فقد ألقى الوفد داخل خيمة التضامن بيانا حمل فيه الاحتلال المسئولية الكاملة عن حياة مرضانا الذين يتعرضون كل لحظة للموت البطيء نتيجة للحصار الظالم وانقطاع التيار الكهربائي.كما و دعا الوفد المتضامن مصر الشقيقة إلى تحمل مسئوليتها الوطنية تجاه شعبنا في قطاع غزة والدفع في اتجاه رفع الحصار الظالم وذلك بفتح معبر رفح اتجاه الأفراد والبضائع وإدخال الوقود لتشغيل محطة الكهرباء وإنهاء هذه الأزمة والتي أصبحت تهدد مئات المرضى بالموت وأوقفت عجلة الاقتصاد الوطني من خلال توقف مئات المصانع عن العمل وبالتالي تفاقم أزمة البطالة وحرمان الآلاف من العمال من توفير قوت أبنائهم.
و ناشد الوفد المؤسسات الحقيقية والمجتمعية عربيا وإسلاميا ودوليا وكل إنسان حر بالقيام بأوسع حملة إغاثة للقطاع المحاصر وخاصة مرضانا وعمالنا المتعطلين عن العمل بالإضافة إلى دعوة الإعلاميين والحقوقيين إلي تفعيل دورهم ليشكلوا ورقة ضغط على كافة الجهات لكسب التعاطف العالمي مع المرضى والعمال وإبراز معاناتهم وخطورة الأزمة الحالية على حياتهم.