في إطار تضامنه مع قضايا الأسرى العادلة، قام معالي وزير الصحة د. باسم نعيم برفقة د. حسن خلف وكيل الوزارة وعدد من المسئولين بزيارة خيمة التضامن مع الأسرى المقامة في ساحة الجندي المجهول بغزة.
وعقد الوزير نعيم مؤتمر صحفي أكد من خلاله على التالي” :
” يمر اليوم الرابع العشرون منذ أن بدأ أسرانا الميامين في سجون المحتل الغاصب ثورة الكرامة والحرية في خضم حالة الغليان التي تسود سجون الحقد الصهيونية , وأمام أسطورة الصمود التي يسجل بها أسرانا الأبطال تفاصيل مرحلة تاريخية جديدة يطوون بها سجلا أسود مليء بصنوف الحقد والانحطاط الإنساني والأخلاقي لمن يدعون الديمقراطية وحقوق الإنسان , فبأمعائهم الخاوية يخوضون رحى معركة الكرامة والحرية لليوم الرابع والعشرين على التوالي , ليكشفوا للعالم بشاعة مايرتكب بحقهم من الظروف اللاانسانية التي يحياها 5000 أسير يقبعون في زنازين المحتل المظلمة، يمضون سنوات من الحكم الجائر تجاوزت عقودا من الزمن , وأحكاماً أخرى تعدت حدود الخيال بتعدادها.
هي صرخة في وجه الجلاد وأخرى لمن اعتادت أسماعهم على سماع أنات الأسرى فلا يحركون ساكنا , وتشل ألسنتهم بما يرددوا من مواثيق دولية استثنى الاحتلال نفسه منها وتنصل لكل ما هو إنساني , وأن ممارساته من باب الدفاع عن النفس , ونحن هنا نتساءل عن أي دفاع يتحدث هذا المحتل الغاصب وهو يتجرد من إنسانيته , فكل وسائل التعذيب مباحة حتى لو كان الأسير صريعا لمرض عضال فثلاثة عشر أسيرا يعانون من مرض السرطان و45 مريضا بأمراض القلب , و600 أسيرا يعانون أمراضا مختلفة .
فلا شك أن الاستخفاف والاستهتار الصهيوني بوضع الأسرى والمعتقلين وتعاطيه معهم كمجرمين وإرهابيين ومجرد أرقام ورهائن، واستمرار انتهاكاته التعسفية والوحشية بحقهم في مختلف المجالات الإنسانية والحياتية، والمساس بكرامتهم وكرامة عائلاتهم، واستمراره تطبيق مجموعة من الإجراءات والقوانين والأوامر العسكرية بحقهم دون الالتزام بما نصت عليه مبادئ حقوق الإنسان والمواثيق والأعراف الدولية المتعلقة بالأسرى ، كل ذلك كان سببا لانطلاق شرارة الثورة التي آذت المحتل في صميم , ومن ذلك فإننا في وزارة الصحة الفلسطينية , نؤكد ومن خلال وقفتنا هذه على مايلي :
- دعمنا الكامل ووقوفنا خلف أسرانا الميامين لتحقيق كافة مطالبهم المشروعة بتحسين أوضاعهم الإنسانية والصحية بإلغاء سياسة الاعتقال الإداري , والعزل الانفرادي والسماح بالتعليم الجامعي والتوجيهي , ووقف سياسة القمع الوحشية بحقهم على يد وحدات القمع الخاصة و تحسين العلاج الطبي للمرضى والمصابين , ووقف سياسة منع الزيارات لعائلات الأسرى خاصة أسرى قطاع غزة , ووقف العقوبات الفردية والجماعية بحق الأسرى من غرامات مالية وحرمان من الكنتين والزيارت , والسماح بإدخال الكتب والصحف والمجلات , وإعادة بث القنوات الفضائية التي تم وقفها , والسماح بالاتصال التلفوني للحالات الإنسانية.
- نطالب كافة الجهات الدولية والعربية والمحلية الإنسانية والصحية ومراكز حقوق الإنسان بضرورة التحرك الفوري للضغط على حكومة الاحتلال وثنيه عن الممارسات القمعية بحق أسرانا الأبطال , لأن الأوضاع في السجون والمعتقلات فاقت حدود التحمل .
- نؤكد دعمنا لكافة التحركات العربية والدولية الرامية الى تدويل قضية الأسرى , وفرض حضور قوي لملف قضية الأسرى في المحافل الدولية وفضح جرائم المحتل بحقهم , بما فيها التوجه إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي ، وتحديد المحكمة الصريح لماهية ومضمون التزامات دولة الاحتلال القانونية تجاه المعتقلين الفلسطينيين , أيضا الضغط لعقد مؤتمر للدول الأطراف باتفاقيات جنيف الأربع لبحث موضوع الأسرى الفلسطينيين وحقوقهم، وطبيعة الالتزامات القانونية الناشئة على عاتق المحتل بشأنهم، ودور والتزامات الأطراف بمواجهة الانتهاكات لحقوق الأسرى , و تفعيل قضية الأسرى على صعيد الجمعية العامة للأمم المتحدة , والى رفع دعاوى قانونية لمواجهة الانتهاكات الإسرائيلية أمام المحاكم الوطنية للدول التي قبلت بفتح ولايتها القضائية أمام هذه القضايا.
- نحيي جماهير شعبنا البطل والتفافه المشرف حول قضاياه الوطنية خاصة قضية الأسرى , وندعوهم الى مواصلة هذا الحشد والدعم لإخواننا وأخواتنا وأطفالنا في سجون الاحتلال , كما ونحي كل من أبى الا أن يشارك الأسرى شرف ثورتهم , فالتحية والإكبار إلى كافة المرابطين في خيمة التضامن , وحسبنا أننا على موعد قريب بالحرية والنصر.
التحية كل التحية إليكم يا مقل العيون ، وقلوبنا إليكم نبعثها لتضيء لكم شمعة حرية تبدد عتمة الزنازين ولتبشر بنصر وحرية ولو بعد حين
وزارة الصحة الفلسطينية
العاشر من مايو/ أيار – 2012