الصحة : أمل مطير/

 

alt

 

يعتبر قسم الحضانة في مستشفى النصر للأطفال الذي تأسس منذ عام 1962م،الشريان الرئيسي و الحيوي الذي لا يمكن الاستغناء عنه في إنقاذ حياة الأطفال الخدج و الغير مكتملي النمو،لذلك حرصت وزارة الصحة على تطوير هذا القسم ليقدم العديد من الخدمات الطبية الهامة للأطفال في قطاع غزة و العمل على تحسين الخدمة الصحية ،الأمر الذي ساهم في تقليل نسبة الوفيات والمضاعفات الصحية على المواليد ، و ذلك حرصا على حياة هؤلاء الأطفال على مدار الساعة.

للاطلاع أكثر حول التطورات التي شهدها قسم الحضانة حديثا كان للمكتب الاعلامى لوزارة الصحة هذا اللقاء الخاص مع د.نبيل البرقونى مدير مستشفى النصر للأطفال:

في هذا السياق قال د. البرقوني”أنه وبدعم من جمعية الهلال الأحمر القطريومشاركة اليونيسيف تم تطوير قسم حضانة العناية المكثفة لحديثي الولادة عام 2010م ،و ذلك في توفير ما يحتاجه القسم من الأجهزة الطبية والأثاث ،حيث أسهم تطوير هذا القسم في تقليل نسبة الوفيات والمضاعفات الصحية على المواليد،مشيرا إلى أنه يخدم كافة أطفال قطاع غزة وذلك من خلال الاعتماد على طاقم من الممرضين من أصحاب الكفاءة والخبرة و المدربين على أحدث الطرق و التقنيات المتطورة”.

وأكد د.البرقوني أن انخفاض حالات الوفيات خاصة للأطفال الخدج وتشوهات القلب يعود إلى التشخيص المبكر و العاجل للمرض واستخدام البروتوكول لحديثي الولادة في العناية المركزة واستخدام أجهزة التنفس الصناعي الحديثة وبطريقة سليمة،إلى جانب وجود أطباء ذوي خبرة على مدار الساعة للمتابعة المستمرة وعمل أشعة الالتراساوند للمرضى عند الحاجة بالإضافة إلى سرعة تحويل الحالات حينما تطلب عمليات جراحية للقلب مما ساهم بشكل كبير في انخفاض حالات الوفيات..

وأوضح البرقوني أنه تم ترميم قسم أمراض الدم والأورام السابق وضمه إلى الحضانة الجديدة والتي تشمل العديد من الأقسام منهم قسم الاستقبال والطوارئ للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 23 يوم وقسم العناية المركزية الذي يضم 11 حضانة وأجهزة التنفس الصناعي والعلاج الضوئي المكثف ،إلى جانب جهازين في قسم العناية الخاصة الذي يضم كل واحد 8 أسرة،وكذلك يوجد قسم عزل لحالات العدوى و بها 3 أسرة حاضنات وغرفة خاصة للرضاعة الطبيعية.

وتابع حديثه قائلا: “بعد ترميم الحضانة انخفضت نسبة الوفيات إلى 60% وزادت القدرة الاستيعابية للحالات التي تتطلب دخول الأطفال إلى المستشفى 150% وذلك في الشهور الأربعة الأولى لعام 2012 بالمقارنة مع عام 2011م “

وأشار د.البرقوني إلى إن عدد حالات الاستقبال في المستشفى لعام 2012 بلغ( 2028 ) طفل بينما بلغ عدد المترددين في عام 2011 (1781 ) طفل، لافتا إلى أن عدد حالات الوفيات لعام 2012 قلت بكثير مقارنة بالسنوات السابقة حيث بلغت النسبة المئوية لحالات الوفيات من الدخول لعام 2012 (2.8%) بينما كانت في عام 2011 تساوي (7%).

وأكد د.البرقوني حرصه على مواصلة التطور وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمرضى الأطفال داخل المستشفى وصولا إلى أفضل مستويات الجودة والرقي في العمل ،مؤكدا أن مستشفى النصر يعد مركز تدريبي للأطباء الذين يتأهلون للحصول على درجة بورد الأطفال ،ولطلبة الطب وأطباء الامتياز، ولجميع دارسي التخصصات الصحية المختلفة مثل التمريض ،الأشعة ،الصيدلة ،المختبر،العلاج الطبيعي، بجانب السكرتاريا الطبية.

تأثير انقطاع الكهرباء على الأطفال المنومين

وأوضح البرقوني أن لازمة انقطاع التيار الكهربائي تأثيراً واضحاً على سير وأداء العمل ومن شانه أن ينعكس بشكل خطير على حياة حديثي الولادة بالقسم، والذي يستقبل منهم يوميا مابين 20 الى 30 حالة.

مضيفا ” إن المواليد المنومين في القسم يحتاجون إلى أكسجين وعلاج ضوئي وتنفس صناعي ، وكل هذا يلزمه وجود التيار الكهربائي باستمرار دون أي انقطاع ،خاصة وان استخدام المولدات أدى إلى تعطل بعض الأجهزة الطبية نتيجة الشوائب الموجودة في الوقود وبالتالي عدم انتظام قوة التيار الكهربائي الصادر مما اثر سلبا على تلك الأجهزة، وتم الاستعانة فيما بعد بأجهزة ــUBSللتخفيف من حدة الأزمة.

نقص الأدوية

وأكد د.البرقونى أن الأزمة لا تقتصر على الوقود والكهرباء فقط، فنحن نعاني من أزمة نقص في بعض الأدوية والعلاجات الطبية اللازمة لعلاج مرضى الاستقلاب و القلب وصعوبة التنفس وخاصة عقارSURFACTAN ، بالإضافة إلى نقص بعض أنواع الحليب العلاجي الخاص لأمراض الاستقلاب ، ومحاليل التغذية الوريدية ،إلى جانب بعض الفحوصات المختبرية ومزارع الدم .

كما وأعرب البرقوني عن أمله في ترميم العناية المركزة للأطفال وتجهيزها بشكل كامل في يوليو القادم ،وحوسبة النظام الإداري لكافة أقسام المستشفى وتوفير مكتبة طبية تتضمن كتب و مجلات ودوريات طبية والتي تعتبر إحدى شروط الاعتراف بالمراكز التدريبية الطبية في المجلس الطبي الفلسطيني ، والسعي لتجهيز قاعة محاضرات واجتماعات داخل المستشفى،بالإضافة إلى ترميم المبنى الإداري في المستشفى وتوسيع أقسام الأشعة والمختبر والأرشيف.

و في نهاية اللقاء شكر البرقوني حرص وزارة الصحة المتواصل على تطوير قدرات العاملين في أقسام الحضانات عبر برنامج البورد الفلسطيني وان وزير الصحة د.باسم نعيم يضع على سلم أولوياته تطوير أقسام الحضانة في مستشفيات قطاع غزة ، من اجل تقديم خدمة طبية تنهي ملف العلاج بالخارج.

و ناشد جميع الضمائر الحية في كافة أرجاء المعمورة بوقف الحصار المفروض على غزة وإنهاء المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني ومنح أطفال فلسطين فرصة العيش كباقي أطفال العالم في سعادة وحقوق مكفولة من الكهرباء والعلاج والدواء..